12
سبتمتبر
2018
الخازوق الذي أكلناه
نشر منذ Sep 12 18 pm30 06:18 PM - عدد المشاهدات : 381

هادي جلو مرعي

من طرائف حكام العراق عبر تاريخه المجيد إنهم كانوا يستخدمون الناس، والموارد، وكل مايمثل الدولة في خدمة طموحهم الشخصي، محاولين تطبيق ملحمة جلجامش على الأرض عندما حاول العثور على سر الخلود الى أن أكل (الخازوق الزين) وتحول الى سالفة عراقية مرتبطة بالهور والقصب والبردي والجاموس، وحتى مرحلة الجفاف الأعظم، والهزائم المرة التي تكبدها العراقيون في معاركهم الخاسرة على الدوام.

العبارة الشهيرة التي رددناها بعد حرب الكويت عام 1991( يعمر الأخيار ماخربه الأشرار) ليست عبثية، هي نسج تاريخي يربط الحكام ببعضهم في نهج واحد مع إختلاف شخصياتهم، ومستوى الإبهار الذي توفره للجمهور الذي يستهويه إعلان حال العبادة الذي يشبه حال الطواريء، ويتجدد هذا الحال تلقائيا مادام الحاكم يتنفس الهواء، ولاحاجة للعودة الى المجلس الوطني، او النواب، أو البرلمان للحصول على موافقة منه للتجديد. فالحاكم الذي لديه شعب كالشعب العراقي يشبع من ( الفلوس، والهوسات، والأهازيج، والأغاني، والدعوات، والأعوام الطوال في الحكم، وكل مالذ وطاب من متعلقات الحكم) وبعدها ليس مهما الحال الذي عليه الشعب...

الكتل السياسية التي تتجمع في البرلمان العراقي منشغلة بجمع أكبر عدد من النواب لتكوين الكتلة الأكبر التي ترشح رئيس الوزراء، وهي تتفنن في تسمياتها لتعبر عن ترف فكري منفصل عن بؤس الشعب، وحالة الضياع التي يعيش. فالمناصب في هذه البلاد تمثل ربحا شخصيا لمن يتبوا المنصب ليحصل على ماشاء من إمتيازات هو وأهله واقاربه والأصدقاء، وبعض الذين يخافهم، والحزب الذي يمثله، فالمسؤولون في العراق فاشلون، ولاقيمة لوجودهم، وهم عار على حضارة وادي الرافدين... فلابناء، ولاإعمار، ولاحقيقة لإدعاءاتهم، وفوق هذا البلوى تجد الآلاف يمجدونهم، ويمجدون (الدينيين الكبار)

في العراق الجميع يمتهن بيع الكلام على شعب يجيد الرقص مثل (أبو القبين) وهي حشرة برية كنا نضع عودا صغيرا في (طيزها) فترقص من الألم، وكنا نضحك، بينما هي تتألم، ونتخيلها ترقص...

 


صور مرفقة






أخبار متعلقة
مشاركة الخبر
التعليق بالفيس بوك
التعليقات
استطلاع رأى

هل تتوقع أن تساهم التظاهرات بتحسين مستوى الخدمات

14 صوت - 67 %

0 صوت - 0 %

عدد الأصوات : 21

أخبار