تيمور الشرهاني

هل حان الوقت لإلغاء هذه المجالس التي دمرت الاقتصاد العراقي ونهبت الميزانية وأصبحت أكبر بؤرة للفساد والمنتفعين على حساب الفقراء؟ وما هي فوائد مجالس المحافظات ولماذا لا ينتخب محافظ فقط وهو المسؤول عن كل تقصير في دوائر محافظته؟ حيث كل دائرة فيها مدير مسؤول ويمكن للمحافظ محاسبة أي مدير دائرة يقصر في واجباته.

من خلال تجاربنا مع مجالس المحافظات، وجدنا أن محافظاتنا لا تزال خربة والمستفيد هو عضو مجلس المحافظة من خلال صفقات البيع والشراء والمشاريع والتمتع في السياحة خارج القطر تحت مسميات عديدة بالإضافة إلى الميزانية الضخمة المخصصة للمجالس من رواتب ومخصصات وحمايات وسيارات وبالمقابل لم نرى أي تحسن في خدمات المحافظات أو جماليتها.

وبالتالي كيف يمكن لنا إلغاء مجالس المحافظات واستبدالها بشخص المحافظ؟ حيث لو حصل أي فساد مالي هو وحده من يتم محاسبته أما الآن في ظل مجالس المحافظات فالفساد قد أصبح متشتت والجميع يتستر على الكل.

ولكن هل توافق الكتل السياسية على هذا المقترح ؟ بالتأكيد لا توافق وتعرقل اقراره لأن كل الكتل تعتبر مجالس المحافظات مصدراً مهماً لتمويل أحزابها بالإضافة إلى فساد وزرائها وأعضائها في مفاصل الدولة فنجد زعماء الكتل يمتلكون طائرات خاصة بهم وآخرين اشتروا أراضي في مواقع استراتيجية في العاصمة يفترض أن تكون ملكًا للشعب لتحويلها إلى متنزهات أو أماكن ترفيهية وخصوصًا على نهر دجلة أو في المحافظات.

فسوف يأتي يوم يكون العراق مقسم حصصاً بين رؤساء الكتل والأحزاب والعراق يمر اليوم بضائقة مالية يجب إلغاء جميع الهيئات الزائدة والتي تكلف الميزانية ملايين الدولارات بالإضافة إلى أنها تشكل أكبر بؤرة للفساد وسوف لن يتعمر العراق بوجود هذه المجالس.

ويبدو أن الجميع يقف ضد إلغاء مجالس المحافظات ليس من أجل مصلحة الشعب العراقي بل من أجل مصالح الأحزاب والكتل السياسية فهناك دول نفوسها ضعف نفوس العراق وميزانيتها ربع ميزانية العراق وهي الآن الأكثر جمالية وتطوراً وصناعة وجيشها من أقوى الجيوش وصادراتها النفطية لا تسد حاجتها المحلية.

فهل يوجد مؤيد لفكرة إلغاء مجالس المحافظات العقيمة بالإضافة إلى المناحرات بينهم والسفينة التي يقودها أكثر من ربان تغرق ومحافظاتنا قد غرقت بسبب هذه المجالس؟