▪️احمد عقيل المحمدي

يخطو ائتلاف الإعمار والتنمية برئاسة دولة رئيس الوزراء محمد شياع السوداني خطوة بارزة تُعد من أهم معالم التحضير للانتخابات البرلمانية المقبلة، معلناً اكتمال ملف الترشيح بـ470 مرشحاً تم اختيارهم بدقة وفق معايير الكفاءة والنزاهة والحضور الوطني، وموزعين على 12 محافظة عراقية، يمثّلون مختلف المكونات والطيف المجتمعي، في رسالة سياسية واضحة: لا تهميش بعد اليوم، ولا إقصاء في عراق يُعاد بناؤه بعقول نزيهة وإرادة جماعية.

هذا الإعلان لا يُعد مجرّد رقم، بل تحوّلاً استراتيجياً في المشهد السياسي، حيث يُعيد الائتلاف رسم خارطة العمل النيابي على أسس جديدة، متجاوزاً الانقسامات التقليدية، ورافعاً شعارات البناء بدل التنازع، والتنمية بدل الشعارات الفضفاضة.

ويقود السوداني هذا التحالف بروحٍ إصلاحية مدعومة بخبرة تنفيذية متينة، واضعاً نصب عينيه أن تكون الكلمة الأولى للمشروع الوطني، وأن تُعبّر مخرجات الانتخابات عن طموحات العراقيين في الاستقرار السياسي، والنمو الاقتصادي، وترسيخ العدالة الاجتماعية.

ويتميّز التوزيع الجغرافي لمرشحي الائتلاف بعدم انحصاره في مناطق نفوذ محددة، بل ينطلق من رؤية وطنية توافقية تشمل جميع المحافظات، في تأكيد واضح على التمثيل العادل والانفتاح على جميع شرائح المجتمع. كما يُظهر هذا الانتشار المدروس رغبة صريحة في بناء مشروع دولة جامع، لا يقف عند حدود الفوز السياسي، بل يمتد إلى رسم مسارات مستقبلية تتجاوز منطق المحاصصة والانقسام.

سيما أن هذا الحراك يُفسَّر على نطاق واسع بأنه استجابة عملية لتطلعات الشعب الباحث عن وجوه نزيهة، وكفاءات قادرة على النهوض بمسؤوليات المرحلة. وتشير التفاعلات الأولية من قوى سياسية واجتماعية إلى أن الائتلاف قد يتحول إلى أحد أبرز الأقطاب المؤثرة في الاستحقاق الانتخابي المرتقب، مستنداً إلى برنامجه التنموي المتكامل وخطابه المعتدل.

ومع اقتراب لحظة الحسم، تتعزّز القناعة بأن ائتلاف الإعمار والتنمية ليس تحالفاً انتخابياً مؤقتاً، بل منصة وطنية واعدة تمهّد لانطلاقة سياسية جديدة، يُبنى فيها العراق على أسس التخطيط والإنتاج، ويتحرّر القرار السياسي من قيود الارتجال والتجريب.