21
نوفمبر
2017
ريا إبنة وزير الصحة الذي أعدمه صدام عام 1982 – ماذا قالت عن أبيها وكيفية إعدامه
نشر منذ Nov 21 17 pm30 06:18 PM - عدد المشاهدات : 1182

الاعلام العراقي / وكالات

 

تقارير – كشفت ابنة لوزير الصحة العراقي الاسبق رياض ابراهيم الحاج حسين الذي اعدمه صدام حسين في عام 1982، عن معلومات جديدة تتعلق بتعذيب والدها واعدامه قبل تسليم جثته الى عمها أسامة الحاج حسين وصديق والدها الدكتور غازي الهبش.

وقالت ريا رياض الحاج حسين في حديث عبر الهاتف من محل اقامتها في الشارقة أمس ان عائلتها تعارض ان يتحدث اي شخص عن قضية والدها «ما لم نكتشف الاسباب الحقيقية التي أدت بصدام لاعدام والدي»، مشيرة الى انها وشقيقها محمد يعملان منذ سنوات للبحث عن الوثائق والمعلومات الحقيقية التي دفعت بالرئيس العراقي المخلوع لاعدام والدها.

وأضافت ريا الحاج حسين قائلة «هناك كثيرون ممن يتبرعون بالحديث والنشر عن مقتل والدنا فيكثرون من تفاصيل غير صحيحة مضافة الى تفاصيل اخرى حسبما يتلاءم مع أهوائهم وأهدافهم الشخصية مما أدى الى تشويه الحقائق حول تلك الجريمة التي استنكرها العراقيون».

وكانت قد نشرت بعض تفاصيل مقتل وزير الصحة العراقي الاسبق حسب رواية أستاذ الجراحة التقويمية الدكتور علاء بشير الذي عمل طبيبا خاصا لصدام حسين لمدة تزيد عن 25 عاما. وقالت ريا الحاج حسين ان الدكتور علاء بشير «أخطأ في جملة أحداث أبسطها تاريخ مقتل الدكتور رياض حيث قتل في 1982/11/10 بعد أن اعفي من منصبه كوزير للصحة في يونيو (حزيران) 1982، وكان قد اعتقل فور اعادته لفتح عيادته في 25 أغسطس (أب) 1982».

واشارت ريا الحاج حسين الى ان السبب الشائع الذي يتداوله العراقيون هو ان «والدي كان قد اقترح على صدام حسين خلال الحرب العراقية ـ لايرانية التنحي مؤقتا عن الرئاسة لصالح (الرئيس الأسبق) احمد حسن البكر حتى تتوقف الحرب، لكنني اكرر اننا حتى الان لا نعرف السبب الحقيقي، وهناك قصص كثيرة نريد التأكد منها».

وكان الدكتور علاء بشير قد قال عن اسباب اعدام وزير الصحة الأسبق ان «كل ما كتب وقيل عن مقتل الدكتور رياض غير صحيح، بما في ذلك ما أشيع عن ان صدام قتله خلال اجتماع لمجلس الوزراء. كان الدكتور رياض صديقي المقرب وكان طبيبا كفوءا وانسانا ذا اخلاق عالية ومخلصا لمهنته ولبلده». واضاف «سألته عن اسباب اخراجه من الوزارة، فقال لا أعرف، قلت له هناك اشاعة تقول انك اقترحت على صدام ان يترك الحكم لفترة معينة حتى تتوقف الحرب ثم يعود الى القيادة، فقال: ليس هناك مثل هذا الكلام على الاطلاق ولم اقترح أي شيء على صدام، ثم استدرك قائلا: الشيء الوحيد الذي اعتقد انه سبب اخراجي هو ان الرئاسة طلبت مني ذات مرة ان أرسل طبيبا بيطريا باعتباره طبيبا بشريا مختصا بأمراض الباطنية الى اميركا لدراسة معالجة السموم، ورفضت ذلك، وقلت لهم ان هذا من شأنه ان يخلق لنا مشكلة اذا اكتشفت الجهات المختصة في أميركا اننا زورنا وثائق طبيب بيطري وجعلناه طبيبا بشريا، ثم ألحوا علي مرة اخرى لتنفيذ هذا الموضوع وكررت رفضي، وأعتقد ان هذا هو السبب الوحيد لانني شعرت ان (صدام) غضب واستاء كثيرا من رفضي. بعد ذلك دبروا للدكتور رياض قضية، مفادها ان احد الاطباء اعطى جرعة مميتة من عقار بوتاسيوم كلوريد، وهذا العقار يعطى في حالات علاجية معينة وبنسبة مخففة لكنه يكون مميتا اذا اعطي مركزا وبكمية كبيرة حيث يتوقف القلب، وكان المريض الذي مات بسبب هذا العقار من أهالي تكريت وكان مصابا في رأسه وحالته الطبية ميؤوس منها. صدام القى بالمسؤولية على الدكتور رياض واعتبره مقصرا، كون العقار دخل الى العراق عندما كان وزيرا، وان رياض يعرف مسبقا ان هذا العقار قاتل وانه تعمد ادخال هذا العقار للبلد، والحقيقة ان العقار لم يكن قاتلا بل هو مسؤولية الطبيب الذي لم يخفف التركيز».

وأكدت ريا الحاج حسين انه تم تشكيل لجنتين للتحقيق مع والدها; الاولى برئاسة فاضل البراك مدير الامن العام وقتذاك والذي اعدمه صدام فيما بعد، والثانية برئاسة سمير الشيخلي، وقد «برأت اللجنتان ساحة والدي من كل الاتهامات التي وجهت اليه»، مشيرة الى ان رئيس المخابرات وقتذاك برزان التكريتي الاخ غير الشقيق لصدام «تسلم ملف التحقيق مع والدي وهو الذي أدار تعذيبه وبقسوة شديدة وبالاشراف المباشر من قبل صدام حسين نفسه ومعهما مرافقا صدام ارشد ياسين التكريتي وصباح مرزا».

وأضافت ان عمها عندما تسلم جثة والدها وجد رأسه مهشما وملفوفا بالضمادات وكانت هناك كسور في غالبية انحاء جسده وآثار رصاصات، وتم اصدار شهادة وفاة صادرة عن مستشفى الرشيد العسكري باعتبار اسباب الوفاة الاعدام رميا بالرصاص».

وقالت ريا الحاج حسين ان صدام حسين كان قد استقبلها مع والدتها بداية عام 1987 وأعاد اليهم احد بيوتهم المصادرة كرد اعتبار. واضاف «صدام ممثل كبير، فقد دمعت عيناه عندما قابلنا حزنا على والدي الذي قتله بيده»، مشيرة الى ان عائلتها بصدد استكمال جميع المعلومات عن خفايا اعدام والدها لنشرها على الرأي العام.

في الساعة الواحدة ظهر احد الايام سنة 1976، اتصل د. ابراهيم النوري، مسؤول المكتب المهني الطبي حينذاك، بالدكتور رياض ابراهيم الحاج حسين واخبره بان مرسوما جمهوريا سوف يذاع بعد ساعة بتعينه وزيرا للصحة، وكان قد رشحه لهذا المنصب عدنان الحمداني وزير التخطيط حينذاك، وكان عدنان مسؤول المكتب المهني، وقد استمر د. رياض في الوزارة حتي سنة 1982 عندما استوزر الدكتور صادق علوش.

ويروي التاريخ أن د. رياض سنة 1959 قد اعتقل ثم حكم بالسجن لمدة سنة واحدة، بعد محاولة اغتيال الزعيم عبد الكريم قاسم،، وكان قرار الحكم بسبب تزويده منفذي العملية برشاشة كانت مخبأة في بيته، استخدمت في العملية، من دون ان يعلم د. رياض عن الموضوع شيئا.

بعد خروجه من السجن سنة 1960 قطع د. رياض علاقته بحزب البعث، لا بل طرد من طلب منه العودة للعمل في صفوف البعث، الا انه عاد لصفوف الحزب بعد حركة 17 تموز (يوليو) 1968، ثم سافر الي المملكة المتحدة وحصل علي شهادة الدكتوراه، واصبح لفترة ما رئيس رابطة الاطباء العرب في انكلترا. وعند عودته الي العراق، سنة 1974 أو 1975، تم تكليفه مسؤولية المكتب الطبي المهني، وهي المهمة التي رشحته في ما بعد ليكون وزيرا للصحة.

استلم د. رياض وزارة الصحة والعراق في احسن اوضاعه المالية، حيث خصصت للوزارات مبالغ مالية كبيرة بسبب زيادة عائدات القطر بعد تأميم النفط سنة 1972، ولذلك تحقق في فترة استيزاره تطوير في وزارة الصحة لم يحققه غيره من الوزراء. ويبدو ان الرعاية الخاصة التي كان يوليها احمد حسن البكر لوزير الصحة تراجعت بعد تسلم صدام حسين رئاسة الدولة، وانتهت بإعفائه من منصبه سنة 1982.

بعد اعفائه من منصبه، كان د. رياض يتحدث مع من يلتقيهم بما معناه انه ارتاح بعد اعفائه من منصبه، وانه اراد الابتعاد (عنهم) بأي وسيلة….الخ !!

هنا قرر صدام (تأديبه) لهذه الاقوال، بينما تصرف سعدون غيدان، والذي اعفي من منصبه في الوقت نفسه، باسلوب دبلوماسي عندما كتب رسالة شكر قال فيها بانه (جندي) وهو مستعد للعمل في أي موقع (تأمرون) به، وهكذا تم الايعاز بإحالة د. رياض الي المحكمة وايجاد حجة لحبسه خمس سنوات، وهو حكم صدر بحقه فعلا، ويبدو ان صدام لم ينتبه في حينه بأن السجن خمس سنوات ستوضع د. رياض في (قسم الجرائم الخفيفة) لا قسم (الجرائم الثقيلة)، فأمر بأن تضاف له سنة واحدة، فحوكم ثانية ليحصل علي حكم اضافي بالحبس لمدة سنة واحدة، فاصبح حكمه ست سنوات سجناً، فنقل الي قسم (الجرائم الثقيلة).

بعد اشهر قليلة، اتصلت زوجة د. رياض بصدام حسين طالبة الرأفة لزوجها، ويبدو ان صدام كان بحالة نفسية جيدة، فطلب منها اعداد غذاء له في الغد، وأخبرها انه سيتغذي معها غدا!!. في صباح اليوم التالي، نقل د. رياض الي القصر، وهو في ملابس السجن، ويبدو انه فوجئ بوجود صدام الذي بدأ يلاطفه تمهيدا للإفراج عنه، ويبدو ان رياض كان قد فقد السيطرة علي أعصابه في تلك اللحظات، فقال له: لو اني عملت مع قوادين ومومسات لكان تقديرهم اياي افضل من تقديركم. هنا التفت صدام الي برزان، والذي كان يجلس بجواره، وعيناه تقدح غضبا لهذه الاهانة، ففهم برزان الامر، وسحب مسدسه واطلق علي رأس رياض ثلاث طلاقات أنهت حياته. وهشمت رأسه وكما هي العادة، كلفت حظائر الشائعات في مختلف المؤسسات العسكرية والامنية بالحديث عن تآمر رياض ابراهيم، مع اجانب، لتبقي الحقيقة مخفية

وهناك محادثة تمت بين الفقيد الدكتور محمد صالح سميسم ووزير الصحة المغدور الدكتور رياض، وذلك بعد أن أطلق سراح الدكتور سميسم من الأعتقال وحدثني بها، (طلب وزير الصحة الدكتور رياض الحضور الى وزارة الصحة ومقابلته وذهب الدكتور سميسم وسئل أين كنت خلال الشهرين الماضيين، أجاب الدكتور سميسم في المصيف، قال الوزير لماذا لا تصارحني وتقول أين كنت، أجاب سميسم جماعتك في المخابرات أوصوني أن أجيب هكذا فيما أذا سئلت، هنا أنتفض الوزير من مقعده ضاربا المنضدة التي أمامه وقال أرجوك محمد لاتقول أنهم جماعتي أنهم قتلة سفلة لم أنتمي للبعث ليتحول ألى أداة أجرام من تعذيب وقتل، قال الدكتور محمد صالح سميسم أخذ الدكتور رياض يشرح لي لماذا أنتمى للبعث وأن ما يسمى بحزب البعث لم يعد الحزب الذي أنتمى أليه،وحدثت لي شخصيا قضية مماثلة فبعد أن أطلق سراحي من التوقيف ذهبت لمقابلة الدكتور رياض طالبا أجازة خارج العراق ووافق في الحال وقال لي حرفيا لا ترجع فالحثالة ناويها عليك ) ذكرت هذين الحدثين البسيطين الدالين لاؤكد ليس الأن هناك حزب سياسي صدامي فقد أنتهى منذ زمن بعيد وما موجود الأن عصابات مسلحة ممولة حالها حال عصابات المافية في أميركا وأيطاليا سابقا،.


صور مرفقة






أخبار متعلقة
مشاركة الخبر
التعليق بالفيس بوك
التعليقات
استطلاع رأى

هل تتوقع أن تساهم التظاهرات بتحسين مستوى الخدمات

14 صوت - 67 %

0 صوت - 0 %

عدد الأصوات : 21

أخبار