حقا لمن الصعوبة بمكان ان يقتنع الكثير وبسهولة في ظل الخراب الثقافي والاخلاقي  والاجتماعي الذي اجتاح مجتمعنا وشكل قيم جديدة واصبح الصفة السائدة لسلوك المجتمع أن هناك ايثارا وعملا يصل الى الحد الذي يضحي به الفرد بوقته وجهده وماله من أجل ان يقدم خدمة متميزة مجانية يراها الكثير ضمن منظار مشوه انها غريبة وغير متوافقة عما هو شائع ولابد ان يكون لها ثمن .. هل فرصة ان نعلن للجميع ان هناك رجالا ما أنفكوا يقدموا الكثير للوطن دون مقابل ..وألا في أي خانة نضع ملاحم الشهداء  الذين ضحوا بأنفسهم من اجل العراق ..

    لا نستكثر على القائمين على مهرجان النخيلة اخلاصهم وعشقهم للعراق ولا نشكك في جهدهم الجبار والعملاق والذي يستوجب منهم أحيانا عملا متواصلا ل12 ساعة واكثر بين تحضير واعداد وابلاغ عن المهرجان .وليس منة منا بالجهد ان قلنا في خلال اسبوعين فقط زرنا 60 جهة وعقدنا ستة لقاءات متنوعة واتصلنا بالعشرات ونفذنا الكثير مما مخطط له وقد لا يعلم البعض ان الحراك يتسع ليشمل الإعلان والتصميم.. بل حتى محاولات لأقناع البعض بالمساهمة في نفقات المهرجان التي تحتاج منا لكثير من الزيارات واللقاءات والعرض ومع ذلك فمازالت الجهود لن تجدي نفعا الا في جزء يسير رغم اعلاننا اننا سنشيع نظاما فريدا لتتبع كل دعم واوجه صرفه بشفافية نادرة ...ومازال امامنا الكثير حتى يكون اروع مهرجان يليق بكربلاء وسمو خلقها وسمو خلق العراق... ولقد مسنا في زياراتنا ولقاءاتنا ان هناك الكثير ممن يمتلك نفس الروح والرغبة وهاهم يتسابقون  للتطوع لا نجاح المهرجان ..

قد لا يعلم الجميع ان جهدنا هو استظهار للقيم العراقية الحقيقية ـــ لا نسمح ان يكون ثمنه مردودا ماديا او تنظيرا سياسيا او اعلاما او دعاية لشخص ما...

  بل نربأ بأنفسنا عن كل تفكير يراود البعض بأن فينا من يريد استغلال هذا المنجز الحضاري بأي شكل من الأشكال  ...

حقا هو جهد تطوعي خالص لأعاده الروح لقيم عراقية خالدة تربينا عليها وامتاز بها العراقيون ولا نقبل أطلاقا ان تلوث بالمستجدات الطارئة الغريبة عنا .. هي رسالة ان الوطن بخير وان العراق بخير وهذه التشوهات ليست من خلق العراق بل جلبوها لنا الفاسدون والفاشلون والسراق والذين لا ينتمون للوطن ...

قلم د. حميد الهلالي 

رئيس اللجنة المشرفة على مهرجان خان النخيلة الثقافي