|
25
فبراير
2018
|
الدكتور حسين بدران ..شمس لبنان في نهار الرياضيات
نشر منذ Feb 25 18 am28 05:50 AM - عدد المشاهدات : 290
|
لقد ذكرت في مقالة سابقة انني
قد خصصت جزءا من حياتي لمتابعة من يستحق ان اكتب عنه انطلاقا من المسؤولية التي تمليها
علي رسالة الاعلام التي يجب ان تكون مقدسة بتجردها من الطابع الشخصي في الكتابة وقد
اكون مضطرا لاعادة ماقلته في مقالة اخرى وهو (منذ نعومة اظفاري وانا امتلك رغبة جامحة
في قراءة الكتب اذ عثرت في ريعان الشباب على كتاب جميل يحمل عنوان ( هؤلاء نجحوا )
وهذا الكتاب لمؤلف اجنبي وقد ترجم للغة العربية
يتحدث هذا الكتاب عن شخصيات كبيرة ولامعة في شتى ميادين الحياة في العالم وفي
مجالات ابداعية مختلفة كالطب والقانون والصيدلة ومختلف العلوم والاداب والفن. وكان
محور الكتاب هو التأكيد على اساس نجاح هؤلاء وابداعهم .تذكرت ذلك جيدا وانا
اطالع واتابع سيرة موسوعة علمية لبنانية متمثلة
بالدكتور حسين موسى بدران الامين العام للجامعة الاسلامية في لبنان وعميد كلية العلوم وادارة الاعمال فيها.. ان نظرة
بسيطة الى تأريخ لبنان ستجد انه مصنوع من عطاء علمي رصين لابناء بررة ومخلصين في شتى
مجالات الحياة حيث تشكل لبنان ينبوعا دافقا بالعطاء العلمي الاكاديمي العربي كونها خزينا معرفيا نابضا بمحبة الوطن ، وقد اكون
قريبا من جادة الصواب اذا قلت ان الصروح العلمية المشيدة بهذا البلد تدين بالفضل لابناء الجنوب كيف لا وان اكثر علماء
القانون ومختلف العلوم هم من ابناء هذا البقعة المكافحة وعلى مستوى جميع المجالات، ومثلما تبزغ الشمس بانوارها كذلك هو العطاء الذي مثله الدكتور بدران وهو يعصر
روحه كأسا لاجيال ذاقت طعم الشراب،ولد الدكتور موضوع مقالتنا في دير الزهران بقضاء
النبطية ليثمر ثروة علمية كبيرة في الجامعة اللبنانية ومنها حصل عل شهادة الماجستير
بتفوق ثم سافر الى فرنسا ولسان حاله يقول ...اطوف بالكون وحدي لا اروم سوى علما اغذي
به عقلي واحساسي حيث تكللت رحلته بحصوله على الدكتوراه في الاحصاء الرياضي عام
1978 وعاد مجددا عام 2001 ليظفر بحصوله على دكتوراه اخرى في الرياضيات
التطبيقية وهو يجسد تطبيقيا مقولة شهيرة للامام علي ( ع ) تتضمن معنى عميق في طلب العلم وهو يفصح مضمونا راقيا ...منهومان لايشبعان طالب
علم وطالب مال اذ كان الدكتور بدران من الاولى ولم يكن من الثانية يوما ما، وهذا يقينا
انه سر من اسرار نجاحه ولمعانه كيف لا وان سيرته الحافلة بالعطاء تخبرنا انه قد قام
بالكثير من الابحاث العلمية التي نشرت في مجلات عالمية متخصصة وكلها ابحاث ترسخ مبادى
الرياضيات التطبيقية ، وهناك جوانب مشرقة كثر في هذه السيرة ابرزها انه استلم مهام
استشارية وادارية في الجامعة اللبنانية ومؤسسات اخرى، والامر الملفت للنظر انه يمتلك
من التواضع اضعاف ما انجزه من العطاء العلمي والوظيفي في حياته وتلك صفة من صفات العظماء
انسان بمعنى الكلمة..ومن المواقف التي استهواني ذكرها هو مخاطبته للطلبة العراقيين
انكم ابنائي، واقول ابنائي ليس من صلبي بل انتم ابنائي من قلبي المجد كل المجد للبنان
العظيمة والشاخصة بهؤلاء العلماء وعطائهم النابض بمحبتها...وعذرا للدكتور بدران كون
كلماتي لاترتقي للعطاء الذي اغدقت به شخصيته
الاكاديمية الرصينة كل التوفيق لمن اخلص لوطنه واعطى نموذجا في العلم والاخلاق معا
والله الموفق.
ادريس الحمداني...بيروت