18
يوليو
2024
كربلاء … بين مشهدين !
نشر منذ 2 شهر - عدد المشاهدات : 193



كتب : صبيح فاخر

في ذكرى استشهاد الامام الحسين واهل بيته الكرام عليهم السلام وفي ليلة العاشر من محرم الحرام وقد كتب لكاتب هذه الكلمات ان يكون بين الملايين من الزائرين الذين حلو في كربلاء الحسين لاحياء هذه الذكرى الاليمة .. نعم حضرت الملايين من كل بقاع العالم وغص الضريحين الطاهرين ومنطقة ما بين الحرمين وكل الطرقات المؤدية الى المقامين الشريفين بالزائرين وافترشت الناس الطرقات لاحياء هذه الشعيرة وتسابق اهل المواكب في خدمة الزائرين وتوفير كل ما يحتاجه زائر الامام الحسين او يفكر في الحصول عليه ..

هذا المشهد قادني الى ان اتذكر ليلة العاشر من المحرم قبيل معركة الطف الاليمة وكيف كانت كربلاء في تلك الليلة ..

كربلاء .. لم تكن من قبل مكانا معلوما الا لدى الامام الحسين عليه السلام حيث مكان استشهاده قاصدا اليها من مدينة جده الرسول الكريم صلى الله عليه واله قاطعًا مسافة اكثر من 1400 كيلو متر وفي مسير استغرق ثلاثة وعشرين يوما ورغم كل المعاناة والمتاعب التي واجهت الامام ابي عبد الله الحسين واهل بيته وهو يعلم علم اليقين ان في هذه البقعة سيسفك دمه الطاهر ويقتل كل من معه من اخوته وابناء عمومته واصحابه وستحرق خيامه وتسبى عياله ..

بالامس وقبيل معركة الطف كانت كربلاء لا تضم سوى خيام الامام الحسين وعياله ومجموع معسكره الشريف لايتعدى السبعين بطلا … وبالمقابل معسكر الاعداء الذين جمعهم يزيد بن معاوية من كل حدب وصوب واغلق جميع المسالك التي تؤدي الى كربلاء ووضع حشدا كبيرا من العتاة على مشرعة نهر الفرات لمنع الامام الحسين وعياله من شرب الماء ..

ازاء هذا المشهد الظالم بكل صفحاته ..

اليوم .. بدلا من خيام معسكر الامام الحسين التي احرقت بعد المعركة في كربلاء …شمخت قباب ابي الاحرار الامام الحسين وأخيه ابو الفضل العباس عليهما السلام… وتجمعت الملايين من البشر لنصرة قضية الحسين واعلاء رسالته الشريفة التي استشهد من اجلها .. ولم يكن بين تلك الملايين اي من عتاة بني امية او اتباعهم .. وبدلا من منع الامام الحسين واهل بيته من شرب ماء الفرات عندما حل في كربلاء تجد اليوم انهارا من الماء في كل بقعة من كربلاء واخذت الناس صغارا وكبارا تتسابق في توزيع الماء وكأنها تريد من ذلك ان تروي عطش الإمام الحسين وشهداء كربلاء وعيال الحسين عليه السلام .

فسلام على الحسين الذي اصبح ضريحه الشريف قبلة للاحرار وملاذا للفقراء واصبح دمه الطاهر الذي سفك في كربلاء محطة لسجود المؤمنين وانتصارا لقيم الحق وعدالة السماء ،

وهنيئا لنا الامام الحسين الذي انتصر الحق بسيفه وسحق الظلم والظالمين.



صور مرفقة






أخبار متعلقة
مشاركة الخبر
التعليق بالفيس بوك
التعليقات
استطلاع رأى

هل تتوقع أن تساهم التظاهرات بتحسين مستوى الخدمات

14 صوت - 67 %

0 صوت - 0 %

عدد الأصوات : 21

أخبار