24
اكتوبر
2023
وراء كل امرأة عظيمة رجل عظيم.
نشر منذ 6 شهر - عدد المشاهدات : 260



بقلم / الدكتورة إيناس حمزه الاعرجي

الأسرة هي بمثابة الوحدة الأساسية التي يقوم عليها هيكل المجتمع.وعلى الصورة التي تكون عليها الأسرة من القوة والضعف يكون المجتمع بأسره.

فالاسرة هي المجتمع الإنساني الأول الذي تمارس فيه العلاقات الإجتماعية ،وهو المكان الأول للتربية وبقدر مايكون الجو الأسري جو إيماني عاطفي صادق بقدر ما يكون المجتمع مجتمع سليم صالح ،هذا الجو تخلقه المرأة.

كثيراً ماقيل في المرأة قديما وحديثا سلباً وايجابا ،فمما قيل في حق المرأة هي المقالة المشهورة (وراء كل رجل عظيم امراه عظيمة)،ويقال أنها لنابليون ،ونسمع هذه المقولة من حين لآخر وينطقها الرجل والمرأة على السواء ،الا أن المرأة ترددها أكثر من الرجل وذلك لتثبت دورها وفاعليتها في حياة الرجل ،او لتجدد ثقتها بنفسها ،وهذا يأتي من كونها لها الدور المركزي في حياة الأسرة بصورة عامة وحياة الرجل بصورة خاصة،فهي صانعة العظماء.لكن السؤال هنا ،هل يمكن أن تكون هذه المقولة بالعكس ؟اي (وراء كل امرأة عظيمة رجل عظيم)،وهل من الممكن أن يكون الرجل سبباً في عظمة ورقي المرأة ؟،وهل من الممكن أن يكون الرجل سبباً في تغيير مسار المرأة من العدم إلى الوجود ؟

النساء والرجال كل واحد له مواهبه وقدراته وهما مختلفان ،ولكن مما يشتركان فيه هو احتياجهما لبعضهما ،فهذه المواهب والقدرات تحتاج إلى من يكتشفها والى جو تنمو فيه.

يحتاج كل من الرجل والمرأة إلى تشجيع ودافع وحافز للوصول إلى القمة ،فالمراة التي تهز المهد بيدها اليمنى ،تهز العالم بيدها اليسرى ،لكنها في نفس الوقت تحتاج إلى من يقف إلى جانبها لكي تتكامل.

وكما المرأة سلاح ذو حدين أما أن تصبح ظرفا مساعدا لها فتنصرك وأما تدمرك ،فالرجل هو من يرتقي بالمرأة سواء أكانت أمه أو زوجته أو أبنته أو أخته أو زميلته،او حبيبته،يرتقي بها إلى القمة والعظمة أو يجرها إلى العدم والاشي.

يقول الكاتب أنيس منصور (المرأة كالشعلة ،اذا عرف الرجل كيف يمسكها أضاءت طريقه ،واذا أخطأ في مسكها حرقت يديه).

فهناك الأب والمربي الذي يصنع من أبنته نموذجاً صالحاً ويدفعها إلى النجاح والتالق وهناك زوجا يساند زوجته على تفجير طاقاتها ،وهناك أخا يدعم لأخته ،وهناك الحبيب الذي يرسخ القوة والإيمان ويشجع ويعزز الثقة لدى من يحب ،فيكون مصدراً للتطور والتقدم.

وأنجح رجل هو ذاك الذي لايسخر من المرأة ويكون مستمعا جيداً لها لأن المرأة تريد من يستمع لها بقصد الفضفضة ،وكذلك من يقدر عملها ،فوقوف الرجل إلى جانب المرأة ومعاونته لها يساهم كثيراً في التخفيف من انكسارها ويساعدها على المضي قدماً بالكثير من النجاحات ،والعمل بمهنية وبطريقة أكثر إبداعا.

فحواء لم تخلق من عظام رجلي آدم حتى لا يدوسها ،ولم تخلق من عظام رأسه حتى لا يسطير عليها بل خلقت من عظام اظلعه حتى يحافظ عليها ،بل هي كالقمر تعكس ضوء الرجل الذي تحبه.

المرأة قلب الإنسانية والرجل هو الرأس.

ألف تحية وإجلال للرجل العظيم.

 



صور مرفقة






أخبار متعلقة
مشاركة الخبر
التعليق بالفيس بوك
التعليقات
استطلاع رأى

هل تتوقع أن تساهم التظاهرات بتحسين مستوى الخدمات

14 صوت - 67 %

0 صوت - 0 %

عدد الأصوات : 21

أخبار