بقلم / تيمور الشرهاني

ان دماء الشجعان اليوم  أكثر فصاحة وتعبيراً عندما يراق على أيدي سفاحي العصر في هذا العالم الذي غالباً ما ترتكس فيه القيم والأخلاق وتنحدر انحداراً خطيراً ومخيفاً وفي مقدمة هؤلاء السفاحين الوالغين في سفك دماء المدنيين الأبرياء يقف سفاحو المليشيات الذين يجدون في دم العراقيين لعبة مسلية يمارسونها ببنادقهم وقذائف حقدهم المدمرة وهم يشعرون بمتعة وحشية قل نظيرها.

نعود إلى بداية القول بأن دم الشجعان أكثر فصاحة من دم الجبناء المتخاذلين لنشير إشارة واضحة فى هذا اليوم وفي كل يوم من عمر المظاهرات يثبت بأن فصيلة دمك الذي اريق ايها الوزني قد اتضح نوعها لكل من يرى ويسمع بأنها فصيلة (الشجعان) أي شجاعة متناهية بامتياز.

فدمك ايها القائد يقتحم صوت المليشيات بكل جرأة واستبسال وتضحية وهو ممزوج بدماء شباب تشرين الشجعان بكل مقاييس الشجاعة ، تسلل تحت دخان القنابل المسيلة للدموع لأنكم وقفتم على أنقاض البلد المهدوم لتقولوا كلمتكم بكل فصاحة واقتدار وبأعلى اصواتكم التي تمتلكونها ولا يمتلكها الا جراح الشجعان البواسل امثالكم : لا وألف لا لأحزاب الخراب ونعم وألف نعم  للعراق العظيم .. لا والف لا للقَمع والموت المُطل من فوهات الكواتم.

سنحاصركم بخيام تظاهراتنا وجنون عشاق هذا الوطن من ابناء تشرين وكلنا عزم على ازاحة طغيانكم وازاحة كراسيكم المتهاوية ونحن كفلاء بتحطيمها.

 ها هو دمك ايها الوزني يتوهج ويسطع اليوم كنجمة في ثورة تشرين  ليقول كلمته الجريئة بفدائية رائعة وبسالة ساطعة حيث يقول للطغاة : ليذهب قمعكم إلى الجحيم وليرتد عليكم لتذوقوا طعمه المر ولتكتووا بناره التي هي منكم وإليكم ؛ سنحاصركم بخيام كفيلة بكسر عروشكم وبإعلان طردكم من الديار قريبا ان شاء الله .

ها هو دمك يا إيهاب المتألق بشجاعته وفصاحته يقول للعالم بملء جرحه وصوته ( المليونية التشرينية قادمة)  وستقف على جبهة المواجهة بعزيمة شبابها وحكمة شيوخها وجرأة نسائها وبراءة أطفالها لتوقظ الضمير فيك أيها العالم الحر أملاً أن يصحو الضمير ويتحرك الشعور نحو معاناة شعب منكوب ومضطهد ومقهور سُرقت أرضه وخيراته.

ويمعن دمك يا إيهاب في خطابه الصريح الفصيح فيقول وعمر السامعين يطول وبقاء غير السامعين يزول: يا أحرار العالم في كل مكان وقد جار علينا الزمان.. هل تعلمون بأنه لا توجد على الكرة الأرضية أرض محتلة من عدد من دول ينهبها وأصحابها الشرعيون يطالبوا بحقوقهم يقتّلوا أو يشردو ؟

كل شعوب العالم لها قيمتها المعتبرة وهويتها الحضارية وحقوقها المصانة وحريتها المكفولة على نطاق دولي وأممي ما عدا الشعب العراقي  يضام ويهان وتقمع فيه كرامة الإنسان وتنزع أو تطمس هويته بكل عدوانية وامتهان وتصبح حريته حقل تجارب لكل من يصادر ويمنع ويقمع من المليشيات على الحجر والشجر والبشر.

ويستأنف دمك يا ايهاب خطابه وهو يقف على منبر الفصاحة بكل استبسال وتضحية، ليقول ما خفي على سمع العالم من قول يجب أن يقال: إلى متى الشعب العراقي يُشرد ويُطارد ويُضام وتقسوا على جراحه الأيام؟

أما يكفيه عشرون عام من الفساد والاضطهاد وضياع الأرض والحقوق.

لقد جاء وقت النفير وآن أوان الزحف الكبير ولن نقف أو نتردد في السير قُدُماً نحو الهدف المرسوم ونحن فداء لكل قطرة دمٍ واحدة لفدائي تشريني جسور وغيور وقف وساند الثورة في كل المحافظات .. بل حمل روحه الطاهرة على راحتيه وجعل منها شمعة مضيئة تحرس بنورها أقدام السائرين إلى جبهة المواجهة، فتكتمل المسيرة المليونية.

ايهاب مخاطبا القتلة والسفاحين.. قتلتموني بدم مليشاوي بارد وهذا لا يعني  مسك الختام فااقول للقتلة اللئام انتم انتزعتم عن الجرح اللثام: لن أذهب كما تتوهمون هدراً بل سأكون الضوء فجراً وشمس أمل ساطعة ومشرقة للاحرار ؛اما السفاحين والقتلة ستكون لياليكم ماحقة ومحرقة.

وأنا عند كلمتي للاحرار الشجعان لا أخون عهداً ولا أخلف لعشاق العراق وعداً سأمهد لهم الطريق إلى عراق مستقل.