19
سبتمتبر
2025
الميالي في حوار خاص: لا مجاملات على حساب حياة الناس
نشر منذ 3 يوم - عدد المشاهدات : 5130



من كربلاء إلى الوطن: الميالي يرسم ملامح إدارة مسؤولة وشفافة

 

حاوره : رئيس التحرير

 

رفعةً لشأن الإعلام الوطني وانسجاماً مع نهج الحكومة المحلية في كربلاء المقدسة بالانفتاح على الصحافة الرصينة، ثمّن النائب الأول لمحافظ كربلاء المقدسة علي الميالي الدور الريادي الذي تقوم به جريدة الإعلام العراقي وكادرها الصحفي، مشيداً بما يبذلونه من جهد مهني وتحملهم عناء السفر من أجل تسليط الضوء على القضايا التي تهم المواطن ونقل الصورة الحقيقية لعمل الإدارة المحلية.

 

وقال الميالي في مستهل حديثه: “إننا نعتز بالإعلام الوطني المسؤول الذي يضع المصلحة العامة فوق أي اعتبار، وجريدة الإعلام العراقي مثال بارز على هذا النهج؛ فهي لا تكتفي بنقل الخبر بل تسعى إلى تحليله ومناقشته بموضوعية، الأمر الذي يساهم في ترسيخ الوعي المجتمعي وتعزيز ثقة المواطن بعمل مؤسساته المحلية.”

 

وانطلاقاً من هذا التقدير المتبادل، أجرت الجريدة حواراً موسعاً مع الميالي، تناول أبرز الملفات الخدمية والتنموية والإدارية التي تشهدها المحافظة، بالإضافة إلى مواقف الحكومة المحلية من القضايا ذات البعد الوطني.

 

- نلاحظ أنكم تحرصون على استقبال المواطنين بشكل مستمر، ما الرسالة التي تريدون إيصالها من هذه اللقاءات؟

 

هذه اللقاءات ليست مجرد بروتوكول إداري، وإنما واجب أخلاقي قبل أن يكون وظيفياً. حين نستمع مباشرة للمواطن نكسر الحواجز البيروقراطية ونضع أيدينا على مكامن الخلل الحقيقي. المواطن حين يأتي إلينا لا يطلب المستحيل، بل يطلب حقوقه الأساسية من ماء وكهرباء وطرق وخدمات بلدية، وهذه أبسط مقومات الحياة الكريمة. لذلك أحرص على أن يكون مكتبي مفتوحاً دائماً، وأتعامل مع كل ملف يصلني بجدية كاملة. نحن لا نعد بما هو خارج الإمكانيات، لكننا نلتزم بالعمل على تذليل العقبات وإيجاد الحلول الواقعية. هذه الشفافية هي ما يبني الثقة بين المسؤول والمواطن.

 

- استقبلتم وفداً من محافظة البصرة، كيف تنظرون إلى هذا النوع من التعاون بين المحافظات؟

 

في الحقيقة، لا يمكن لأي محافظة أن تعيش في عزلة عن الأخرى. مشاكلنا متشابهة وتحدياتنا مشتركة، ولذلك كان اللقاء مع وفد ديوان محافظة البصرة مثمراً للغاية. ناقشنا تبادل الخبرات الإدارية والفنية، ودعم المشاريع الخدمية التي تخدم المواطن. ما يميز مثل هذه اللقاءات أنها تخلق تكاملاً على مستوى الإدارات المحلية، بعيداً عن التعقيدات المركزية. كربلاء لديها خصوصية دينية وسياحية، والبصرة لديها موقع اقتصادي وتجاري مهم، والتعاون بيننا يصب في خدمة العراق بأكمله.

 

- ملف السياحة يمثل ركيزة مهمة لكربلاء، ما أبرز ما تركزون عليه في هذا المجال؟

 

السياحة في كربلاء ليست فقط موسمية ولا تقتصر على الجانب الديني، وإن كان هو الركيزة الكبرى. لدينا مقومات لتكون كربلاء مدينة جاذبة على مدار العام. لذلك بحثت مع مدير دائرة السياحة سبل تطوير الخدمات المقدمة للزائرين، من تحسين البنى التحتية وتوسعة الفنادق وتطوير النقل الداخلي، وصولاً إلى إبراز الوجه الثقافي والحضاري للمدينة. نحن نعمل على أن تكون كربلاء حاضرة حضارية تعكس صورة العراق أمام العالم.

 

- شاركتم في مؤتمر الميثاق العالمي للهجرة، كيف تنعكس هذه المشاركة على كربلاء كمحافظة؟

 

الهجرة قضية تمس كل محافظة عراقية بشكل مباشر أو غير مباشر. مشاركتنا في المؤتمر الذي نظمته وزارة الهجرة بالتعاون مع الأمم المتحدة جاءت من قناعة بأن كربلاء أيضاً معنية بتداعيات هذه الظاهرة. لدينا عائلات نازحة استقرت في المحافظة منذ سنوات، ولدينا أيضاً تحديات مرتبطة بالهجرة غير الشرعية وتأثيرها على الشباب. المؤتمر كان فرصة لتوحيد الرؤى بشأن الاستراتيجية الوطنية لإدارة الهجرة، وهي إطار عمل مهم يساعدنا كحكومات محلية على وضع حلول متوازنة تضمن حقوق الإنسان، وتحد في الوقت ذاته من المخاطر الاقتصادية والاجتماعية للهجرة.

 

- نسمع عن تحركاتكم لتنظيم عمل المقالع في كربلاء، كيف تتعاملون مع هذا الملف الحساس؟

 

المقالع قطاع اقتصادي مهم، لكنه في الوقت ذاته قد يكون مهدداً للبيئة إذا لم يُدار بشكل صحيح. لذلك دعوت إلى اجتماع موسع حضره أصحاب المقالع والجهات الحكومية المعنية، وطرحنا جميع المشاكل بشفافية. من جانبنا نريد أن نوفر بيئة استثمارية مسؤولة تحفظ حقوق المستثمر وتؤمن في الوقت نفسه حماية للموارد الطبيعية. وجهنا بتسريع الإجراءات الإدارية وتبسيط المعاملات، لكن ضمن الأطر القانونية الصارمة. واتفقت اللجنة على إعداد خطة عمل جديدة تضمن التوازن بين الاستثمار والتنمية المستدامة، بحيث لا نكرر أخطاء الماضي.

 

- بخصوص مكافحة التطرف، وهو ملف شديد الحساسية، ما الخطوات التي اعتمدتموها؟

 

التطرف ليس قضية أمنية فقط، بل هو قضية فكرية واجتماعية بالدرجة الأولى. لذلك عندما ترأست لجنة مكافحة التطرف العنيف في المحافظة، ركزت على أن يكون عملنا جماعياً.

جمعنا ممثلين عن التعليم، القضاء، منظمات المجتمع المدني، الشباب، المرأة، وحتى الجمعيات الحقوقية. ناقشنا كيف نعزز ثقافة التسامح والتعايش ونحاصر خطاب الكراهية. هناك برامج توعية للشباب، أنشطة في المدارس والجامعات، وتعاون مباشر مع القضاء لضمان أن تكون الإجراءات رادعة لكن أيضاً إصلاحية. ما نريده هو أن تكون كربلاء نموذجاً للوسطية والاعتدال.

 

- كيف تعاملتم مع موقف انهيار مُجسر الحسينية؟

 

الحادث كان مأساوياً وأليمًا، وشاركنا في جلسة طارئة لمجلس المحافظة بحضور المحافظ نصيف الخطابي. أول ما قمنا به هو متابعة عمليات الإنقاذ والإشراف الميداني المباشر. بعدها ركزنا على تحديد المسؤوليات بشكل واضح. لا نقبل بأي تهاون في حياة الناس، لذلك طالبنا بتشكيل لجان تحقيقية بالتنسيق مع الجهات العليا. ما أؤكد عليه أن أي جهة يثبت تقصيرها ستحاسب وفق القانون، ولا مكان للمجاملات في مثل هذه القضايا. سلامة المواطن والزائر هي خط أحمر.

 

- ما رسالتكم الأخيرة لأهالي كربلاء ولقراء جريدة الإعلام العراقي؟

 

أقول لهم إننا نعمل بضمير حي وبمسؤولية تجاهكم. أبوابنا مفتوحة، وآذاننا صاغية، وقلوبنا معكم. كربلاء تستحق أن تكون مدينة نموذجية على كل المستويات، وسنعمل بلا كلل لتحقيق ذلك. قوتنا الحقيقية ليست في المناصب ولا في الألقاب، بل في ثقتكم ودعمكم لنا.

 

بهذا القدر من الشفافية والمصارحة اختتم النائب الأول لمحافظ كربلاء المقدسة علي الميالي حديثه مع جريدة الإعلام العراقي، مؤكداً أن الحكومة المحلية ماضية في نهجها القائم على خدمة المواطن أولاً، والانفتاح على الإعلام باعتباره شريكاً أساسياً في ترسيخ الثقة ونقل الحقيقة.

 

وأضاف الميالي: “نحن لا نملك عصا سحرية لحل جميع المشكلات بين ليلة وضحاها، لكننا نملك الإرادة والالتزام بالعمل الجاد، ونضع مصلحة كربلاء وأبنائها فوق أي اعتبار. وأبوابنا ستبقى مفتوحة لكل صوت صادق ولكل فكرة بنّاءة.”

 

لتنتهي هذه الجلسة الحوارية بتأكيد مشترك: أن كربلاء المقدسة ليست مجرد مدينة، بل رسالة حضارية ودينية وإنسانية، تحتاج من الجميع ـ حكومةً وإعلاماً ومجتمعاً ـ أن يكونوا على قلب واحد، من أجل حاضر مشرق ومستقبل يليق بعظمة هذه الأرض الطيبة.



صور مرفقة








أخبار متعلقة
مشاركة الخبر
التعليق بالفيس بوك
التعليقات
استطلاع رأى

هل تتوقع أن تساهم التظاهرات بتحسين مستوى الخدمات

14 صوت - 67 %

0 صوت - 0 %

عدد الأصوات : 21

أخبار