|
3
يناير
2024
|
استغلال المناصب التنفيذية !!
نشر منذ Jan 03 24 pm31 03:38 PM - عدد المشاهدات : 818
|
استغلال المناصب التنفيذية !!
تيمور الشرهاني
أثارت النتائج الانتخابية في العديد من المحافظات تساؤلات حول سبب تغيير
المحافظين الجيدين الذين حققوا أعلى نسبة من الأصوات في مناطقهم لماذا يتم استبدالهم
جميعاً دون مراعاة أدائهم الجيد؟ هذا التحول المفاجئ يعود إلى تجارب سابقة حيث استغلت
الأحزاب المواقع التنفيذية لأغراض سياسية وحزبية مما أدى إلى انتشار الفساد والتوغل
في المحافظات على غرار ما حدث في الحكومة المركزية.
لقد شهدنا في الماضي استغلال المناصب التنفيذية من قبل الأحزاب لتعزيز
مصالحها السياسية والحزبية على حساب مصلحة المواطن وقد أدى هذا النهج الذي يركز على
تحقيق أهداف سياسية وتعبئة جماهيرية لإثبات الوجود الحزبي إلى عدم وجود ثقة بين الشعب
والاحزاب المتنفذة.
والآن نجد أن أحزاب الاطار التنسيقي تسعى لاستعادة هذا النهج السابق الذي
أثبت فشله وانتشار الفساد في المحافظات وبالذات المستقرة في ادى عملها فيبدو أن هذه
الأحزاب لا تستفاد من الدروس والاستفادة من الأخطاء الماضية ولا تهتم بمستقبل المحافظات
واحتياجات سكانها ولضمان استقرار المحافظات وتحقيق التنمية
يجب على الأحزاب الامتناع عن استغلال المواقع التنفيذية لأغراض سياسية وتأمين مستقبلها
الحزبي فيجب أن يكون هناك تركيز على تعزيز الشفافية ومكافحة الفساد ان كنتم جادين
بمحاربة الفساد نأمل من الخيرين منكم تعزيز روح التعاون بين الحكومة المركزية والسلطات
المحلية الجديدة في المحافظات المرفوضة اصلاً.
على سبيل المثال يمكن للأحزاب الفائزة في مجالس المحافظات ان تثبت على
وعودها التي قطعتها على نفسها بفترة برنامجهم الانتخابي للمواطنين وتقديم برامج تنموية
واضحة تستهدف تحسين البنية التحتية وتعزيز الخدمات العامة وتوفير فرص العمل وأن تكون
الاختيارات السياسية مبنية على الكفاءة والأداء بدلاً من الولاء الحزبي الضيق.
وان يكون للشعب دوراً فعالاً في هذه العملية أيضاً عليهم أن يتابعوا أداء
الفائزين ويطالبونهم بتقديم الحسابات وتحقيق المصلحة العامة واستثمار حقهم .
الفرصة متاحة للأحزاب والسلطات المحلية ان تعمل بشكل متكامل ومشترك لتحقيق
مستقبل مزدهر للمحافظات وأن يكون الاختيار مبني على الكفاءة والأداء والشفافية ورقابة
قوية لمحاربة الفساد وتحقيق العدالة وبهذا يمكن للمحافظات أن تحقق تقدماً حقيقياً ورفاهية
لأبنائها.