|
30
يناير
2024
|
الحزن بسلوك جمعي
نشر منذ 11 شهر - عدد المشاهدات : 393
|
د.
اسماعيل موسى حميدي
لحزن الجماهير وهي مجتمعة قراءات
متعددة ،نفسية ووطنية، وفلسفية ،بغض النظر عن سبب الحزن وبواعثه. فمؤاخذة النفس وهي
في حالة تأس غالبا ما تحتاج للمواساة بما يخفف عنها روعها من طريق مؤازرة الاخرين لها بما يقلل الوجع ، عندما
تجد المدينة حزينة بكلها ،فمن يواسي من والناس مجتمعون بملامح الصمت والوجوم والاستغراب
،وهذا ما استشعرته اليوم وجموع الشباب تخرج افواجا من الكازينوهات وهي تمسك بايدها
اعلاما تاعسة ،والحزن الجمعي العفوي يبعث برسائل عتاب تفصح عن منولوجيا المارة ،التوافق
الافقي بين العامة في الايمان القيمي للاشياء بحزنها وفرحها يفصح بثقافة الاتفاق في
الحصول على الاشياء،وهنا من حقنا ان نسأل كم هي القضايا التي تتفق معها الجماهير في
حزنها وفرحها غير كرة القدم المقدسة وبهذا الكم العاطفي ،كيف لكرة القدم ومن وقف وراء ذكاء فكرتها صنع هذا
الحجم المتناء من العشاق ،وهل توجد امكانية اخرى لصنع جماهير محبة لاشياء ومبغضة لاخرى
،بحجم قضية كرة القدم ، الاشباع بروح الوطنية والايمان بعقيدتها، من القواسم الواسعة
المشتركة بين حجم جماهير كرة القدم وهي تمثل مستوى رفيعا لها ببواعث وطنية ، هل بالامكان
تسطيح ذلك الحب لكل تفاصيل الوطن.ونصبح وطنيين من طراز كروي خالص.
كم للوطن ان يعطينا كي تحبه الجماهير وتفرح لفرحه وتحزن لحزنه كما لكرة
القدم. ماذا لو حصل المنتخب العراقي على الفرحة،كم سيكون عمرها في النفس ما هي حدودها
الزمانية ،المسرات عمرها قصير في النفس عكس الاحزان تمكث طويلا ،والاحزان ملازمة للاوطان.
والدرس في الدرس والوطن بالحب آمن.