|
23
ابريل
2024
|
وثائق بريطانية: عمرو موسى توقع استمرار حكم صدام وحذر من تقسيم العراق
نشر منذ 7 شهر - عدد المشاهدات : 841
|
الاعلام العراقي وكالات
حامد الكناني/ الأندبيندت : قال وزير خارجية
مصر السابق بعدما التقى وفداً من المعارضة العراقية إن جهات لم يسمها تريد للبلاد أن
تنقسم إلى ثلاثة أجزاء: أكراد وشيعة وسنة..
ملخص تقرير بريطاني يكشف تفاصيل زيارة وزير
خارجية الظل في الحكومة البريطانية كننغهام إلى العاصمة المصرية واجتماعه مع وزير الخارجية
المصري آنذاك عمرو موسى
كشف تقرير بريطاني مرسل من السفارة البريطانية
في القاهرة إلى مرجعيتها في لندن بتاريخ الـ24 من يونيو (تموز) 1993، عن تفاصيل زيارة
وزير خارجية الظل في الحكومة البريطانية كننغهام إلى العاصمة المصرية واجتماعه مع وزير
الخارجية المصري آنذاك عمرو موسى.
ووزير خارجية الظل في بريطانيا منصب داخل
حكومة الظل المعارضة التي تتعامل بشكل رئيس مع القضايا التي تواجهها وزارة
الخارجية البريطانية في العالم، إذ يمكن لوزير الظل في حكومة الحزب المعارض أن ينتخب
ويعمل وزير خارجية في حال فوز حزبه.
فشل الدبلوماسية الأوروبية
بحسب ما رصده التقرير في فقرته الأولى فإن
الموضوع الرئيس للمقابلة التي جمعت موسى وكننغهام هو البوسنة، "إذ أثار كننغهام
نقاطاً عدة بشكل مختلف عن نهج حكومة صاحبة الجلالة البريطانية. وكان حريصاً أيضاً على
التركيز على النقاط المشتركة، وأن دي هيرد كان على علم تام بالنقاط المختلفة التي ذكرها".
وكانت قضية البوسنة والإبادة الجماعية التي
ارتكبتها القوات الصربية ضد المسلمين المدنيين في البوسنة حديث الساعة آنذاك، واستفسر
عمرو موسى عن رأي كننغهام بهذا الخصوص.
قال كننغهام، في اللقاء الذي جرى الساعة
الخامسة من مساء الـ22 من يونيو (حزيران) 1993 بمركز القاهرة للمؤتمرات، "إنه
حضر اجتماعاً للأممية الاشتراكية في كوبنهاغن خلال عطلة نهاية الأسبوع، كان هذا حدثاً
روتينياً قبل اجتماعات المجلس الأوروبي. ورأى وفد حزب العمال البريطاني أن اجتماع واشنطن
وضع حداً فعلياً لخطة ’فانس أوين‘ للسلام، وتخلى عن الحكومة الشرعية للبوسنة، ودعا
الصرب والكروات إلى التمسك بما أخذوه بالقوة. لقد كانت مأساة. لقد فشلت الدبلوماسية
الأوروبية، فمن الخطأ إلقاء اللوم على الولايات المتحدة وحدها".
ووفق ما كشف عنه التقرير البريطاني فإن
عمرو موسى وافق كننغهام في رؤيته، مؤكداً أن العرب والمسلمين ودول العالم الثالث
"غاضبون، لأن سياسة الكيل بمكيالين آخذة في التزايد، الغرب سمح بالعدوان على البوسنة
وارتكاب انتهاكات خطرة لحقوق الإنسان، إذ أخذوا زمام المبادرة في هذه القضية لكنهم
تخلوا عنها".
ويضيف كننغهام "حزب العمال اتفق مع
الحكومة على أنه لا يوجد حل عسكري يفرض من الخارج. وفي وقت سابق كان حزب العمال يطالب
بحضور الأمم المتحدة إلى جانب التهديد بتنفيذ ضربات جوية، حين كان من الممكن أن يكون
لها تأثير"، فما كان من موسى إلا قال "يجب السماح للبوسنيين بالدفاع عن أنفسهم".
لكن وزير خارجية الظل في الحكومة البريطانية
أكد أن حزب العمال "يريد الدعم الكامل لقرارات مجلس الأمن، ولا يمكنه التغاضي
عن مزيد من العدوان. في جميع الصراعات التي حدثت من قبل شاهدنا أن تدفق الأسلحة لن
يؤدي إلا إلى تفاقم الأزمة"، معرباً عن أسفه من أن "اجتماع واشنطن من الولايات
المتحدة والمملكة المتحدة وروسيا وفرنسا وإسبانيا قوض عمل الأمم المتحدة".
تزايد القلق إزاء سياسة الكيل بمكيالين
من جانبه ووفق الفقرة الخامسة من التقرير
فإن عمرو موسى وافق على ما قاله ضيفه البريطاني، مؤكداً أن القلق إزاء سياسة الكيل
بمكيالين آخذ في الازدياد، لافتاً إلى أن تلك السياسة " أضرت بأي فرص للتوافق
وتقارب الآراء بشأن نظام عالمي جديد".
وفي ما يتعلق بالنظام العالمي الجديد فإن
كننغهام كان يرى أن فرص تشكله "ضئيلة"، قائلاً "كانت هناك فرصة واحدة،
لكن لا شيء يلوح في الأفق الآن. يوجد شعور واسع بالظلم حول سياسة المعايير المزدوجة،
حتى بين المسلمين في بريطانيا".
واستشهد موسى للتدليل على رؤية كننغهام
في ما يتعلق بسياسة المعايير المزدوجة، "ثلث دول العالم الثالث كانت حاضرة في
مؤتمر منظمة الوحدة الأفريقية، كان كثيرون يشككون بشكل متزايد في سياسة القوى العظمى".
وتساءل وزير خارجية مصر "مؤتمر فيينا ناقش الأسبوع الماضي إنشاء مكتب مفوض سام
لحقوق الإنسان، لكن إذا رفض المجتمع الدولي التعامل مع مثل تلك الانتهاكات التي حدثت
في البوسنة، فما الهدف من هذا المكتب؟".
وقال كننغهام "عدم الثقة في الغرب
أخذ اتجاهاً خطراً، ويجب وقفه، وإنه لم يكن حاضراً في فيينا، لكن حزب العمال كان قلقاً
بشأن زيادة حوادث التعصب العنصري في أوروبا، إذ وقعت تسع عمليات قتل في بريطانيا خلال
العامين الماضيين، التي حدثت بدوافع عنصرية".
موسى يدعو إلى معاقبة الصرب
وكان عمرو موسى دعا المجتمع الدولي خلال
لقائه نظيره الألماني في الخامس من مايو (أيار) 1993 إلى تشديد العقوبات ضد الصرب،
وكان كل من الرئيس مبارك وعمرو موسى انتقدا المعايير المزدوجة في السياسة الغربية.
كما انتقد الوزير المصري خطة "فانس
أوين" للسلام في البوسنة والهرسك (VOPP)،
معرباً عن اعتقاده بأن الحل في البلقان يجب أن يتكون من ست نقاط، وهي: استمرار العقوبات
إلى أن تنجح، ومن ثم ينبغي أن تكون هذه العقوبات قائمة، وتنفيذ وقف إطلاق النار بإشراف
الأمم المتحدة، ومنع مزيد من التطهير العرقي ضد المسلمين وترحيلهم، وإنشاء مناطق حظر
طيران وملاذات آمنة، والسماح بعودة اللاجئين، ومعاقبة مجرمي الحرب وتسليمهم للعدالة.
واقترح عمرو موسى خلال اللقاء أنه في حال
عدم نجاح العقوبات، سيكون العمل بموجب الفصل السابع بمجلس الأمن ضرورياً، ولم يؤيده
نظيره الألماني في هذا الطرح قائلاً "يجب تشديد الضغط على الصرب، لأنه لا توجد
أغلبية أوروبية لرفع حظر الأسلحة، طارحاً فكرته الشخصية حول إعادة عقد مؤتمر لندن من
دون مشاركة الأحزاب اليوغوسلافية".
مستقبل العراق وخطر التقسيم
ومن البوسنة إلى العراق انتقل الحديث بين
الوزير المصري وضيفه البريطاني، قال كننغهام "للأسف إن عراقاً من دون صدام حسين
لم يكن في الأفق، كان لحزب العمال اتصالات واسعة مع الممثلين الأكراد، لم يكن لدى الحكومة
البريطانية أي اتصالات مع الأكراد الإيرانيين".
وأعرب موسى عن قلق بلاده على العراق، موضحاً
"أرادت بعض الجهات تقسيم العراق إلى ثلاثة أجزاء، حتى المعارضة العراقية انقسمت
بهذه الطريقة إلى أكراد وشيعة وسنة، وكان التقى أخيراً وفداً من المعارضة. لم تكن مصر
مهتمة بتقسيم العراق، لكن يبدو أن أنشطة المعارضة تشير إلى هذا الاتجاه. وإذا انهار
العراق، فقد تتعرض إيران لمصير مماثل".
عملية السلام بين فلسطين وإسرائيل
وفي الفقرة الثامنة من التقرير ينتقل الحوار
بين الطرفين إلى عملية السلام بين فلسطين وإسرائيل، قال كننغهام "إنه يتوقع استقبالاً
بارداً في إسرائيل بسبب انتقاده عمليات الطرد والترحيل، لا يعني ذلك أن حزب العمال
البريطاني كان منحازاً لمرحلي حماس"، ثم تساءل كننغهام "كيف كانت النظرة
المصرية لعملية السلام؟".
ورد موسى "كانت جميع الأطراف جادة،
وتحت الضغط لكي تنجح العملية بحلول الـ31 من ديسمبر (كانون الأول). وإذا لم يتحقق نجاح
كبير بحلول ذلك الوقت، فقد لا تستمر العملية".
ويضيف التقرير "كان المصريون يعملون
على الفلسطينيين، بخاصة التحركات نحو تسوية انتقالية. كانت مشكلات القدس وفي وقت لاحق
سلامة الأراضي شرط وجود رؤية جاهزة للعرض، يمكن القيام بشيء ما. يجب أن يشهد عام
1993 في الأقل إعلان مبادئ، أو بياناً متفقاً عليه حول الحكم الذاتي، إضافة إلى موعد
للانتخابات. إذا كان من الممكن إجراء الانتخابات بالفعل، فسيكون ذلك أفضل".
ورحب كننغهام بفكرة عمرو موسى، الذي كان
ينوي زيارة لندن. وقال إنه يود أن يرحب به في مجلس العموم، وأن يدعوه إلى التحدث أمام
أعضاء حزب العمال في البرلمان البريطاني. واتفق على أن الوقت مناسب في وقت ما بعد منتصف
أكتوبر (تشرين الأول)، وربما في نوفمبر (تشرين الثاني).