17
يوليو
2024
انتصار الدم على السيف
نشر منذ 2 شهر - عدد المشاهدات : 204



تيمور الشرهاني

لعل اكبر اثر ظاهر في المجتمع العراقي، والكربلائي بوجه الخصوص من حيث احياء الشعائر الحسينية الموسمية والاحياءات التاريخية هو الاثر الذي يجده أي مراقب، لا بل اي زائر الى مدينة سيد الشهداء هي تلك المواسم المتمثلة في ذكرى استشهاد الامام الحسين (عليه السلام) والايام التي يقوم باحيائها محبو آل البيت لذكراه السنوية بل تتعداها الى سائر ايام العام ولم يكن هذا عفويا او مجرد تخليد لرمز تاريخي قام بعمل عظيم وحسب فهو في الاساس نابع من حبهم لآل البيت الاطهار بنظرية عقيدية تنبثق منها كل السلوكيات الإحيائية التي تعظم هذه الشعيرة حيث ان الامام الحسين في وجدان كل شيعي وهو جزء منه لاينفك عنه حيث يعتبر الامام الحسين(عليه السلام) شخصية سياسية في الدين الاسلامي وقد استمر هذا الدين ونما بتضحيات هذا الامام (عليه السلام) وجهوده وفدائه ودمه الطاهر كما في قول الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) (الحسن والحسين امامان قاما وإن قعدا) كما ان الامام الحسين يعتبر رمز العصمة والصراط القويم الذي لايزيغ من اتبعه عن جادة الحق لانه سيد شباب اهل الجنة كما صرح الرسول الاعظم (صلى الله عليه وآله وسلم) بذلك كدلالة على مقام عصمته التي وصلت  به لأن يكون سيد شباب اهل الجنة؛ فقد كان الامام الحسين وذكراه درعا حصينة عصمت المجتمع من التاثيرات والمؤامرات التي تريد بنا الشر وستبقى ..ان الامام الحسين(عليه السلام) في وجدان المجتمع وهو شعلة نور تضيء لنا دربنا ونحن على موعد سنوي متجدد في ذكراه الخالدة..

يموت الشهداء ولا يموتون، ويقتلهم الظالمون فيبقون أحياء عند ربهم يرزقون.

هكذا يرسم الإسلام مكانة الشهيد، وهكذا يرفع من مكانته ودوره في مسيرة الحياة الدنيا المرتبطة بالآخرة كما يشرحها القرآن الكريم.

فما بالك إذا كان ذلك هو سيد الشهداء، وسبط آخر الأنبياء والمرسلين سيد الأولين والآخرين صلى الله عليه وآله.

الإمام الحسين عليه السلام كان أشبه الناس برسول الله، ففي صحيح البخاري عن أنس بن مالك أنه «أُتى عبيدالله بن زياد برأس الحسين عليه السلام فجُعل في طست، فجعل ينكُت (أي يحركه) وقال في حسنه شيئاً، فقال أنس كان أشبههم برسول الله وكان مخضوباً بالوسمة».

ولا أدري كيف يقطع رأس حبيب الرسول وحفيده، ويفعل برأسه هكذا دون مراعاة لحرمة الميت ولقرابته من المصطفى صلى الله عليه وآله.

هؤلاء القوم لم يراعوا نصيحة أحد.

ففي البخاري عن ابن عمر عن الخليفة أبي بكر أنه قال «ارقبوا محمداً في أهل بيته».

وهنا نتساءل: هل عملوا بذلك حين قاتلوه وقطعوا رأسه ووضعوه في طشت، يقلبونه بعصاة.

فأي قساوة أكبر من ذلك، ولا حول ولا قوة إلا بالله.

وكيف يقتلون من قال عنه رسول الله صلى الله عليه وآله وعن أخيه الإمام الحسن عليه السلام كما في البخاري «هما ريحانتاي من الدنيا».

لذلك فان احياء ذكرى استشهاد الامام الحسين الذي يقيمه المسلمون في مختلف انحاء الأرض وبالأخص في العاشر من شهر محرم الحرام هو تذكير بمثل الإسلام العليا التي رفضها قوم، وتمسك بها آخرون.



صور مرفقة






أخبار متعلقة
مشاركة الخبر
التعليق بالفيس بوك
التعليقات
استطلاع رأى

هل تتوقع أن تساهم التظاهرات بتحسين مستوى الخدمات

14 صوت - 67 %

0 صوت - 0 %

عدد الأصوات : 21

أخبار