![]() |
|
14
يونيو
2025
|
ملف PDF أطاح بالقادة.. حين تتحول الوثائق إلى صواريخ !!
نشر منذ 4 اسابيع - عدد المشاهدات : 22344
|
▪️تيمور الشرهاني
ما جرى لقادة الحرس الثوري الإيراني ليس مجرد حادث عرضي، بل هو فصل من
فصول الحرب الحديثة التي لم تعد تَقتصر على ساحات القتال التقليدية. اجتمع أولئك القادة
مع نخبة من علماء الذرة لدراسة ملفات حساسة بصيغة PDF،
تزعم احتواءها على أسرار تكنولوجية تتعلق بتطوير الصواريخ، ومنها ما هو نووي، ومعلومات
مصدرها إسرائيل. لكن ما ظنوه كنزاً استخباراتياً كان في الحقيقة فخاً إلكترونياً دقيق
الصنع، حوّل اجتماعهم إلى هدفٍ جاهزٍ للضربة.
لم تمر سوى دقائق حتى تحولت تلك الملفات الرقمية إلى صواريخ حقيقية اخترقت
مواقعهم، لتسفر عن خسائر فادحة. لقد كانت تلك الوثائق بمثابة مفتاحٍ أعطى العدو الصهيوني
إحداثيات دقيقة لضربات موجعة. وهنا يتجلى سؤالٌ مصيري: كيف تُدار المعارك في عصرٍ لم
يعد السلاح فيه مقتصراً على القنابل والطائرات، بل امتد إلى الفضاء الإلكتروني حيث
تُختزل المسافات وتُقلب الموازين؟
التجربة ليست جديدة. ففي عام 2018، انتشرت ملفات PDF مشبوهة عبر البريد الإلكتروني، تزعم أنها مخالفات أو إشعارات رسمية، لتتحول
إلى أدوات اختراق تمنح المهاجمين سيطرة كاملة على أجهزة الضحايا. لم يكن الهدف سرقة
البيانات فحسب، بل التجسس والتحكم عن بُعد. وقد حذرت دول عديدة مواطنيها من فتح مثل
هذه الملفات، لكن الخطر يتجدد بأشكالٍ أكثر تعقيداً.
ما حدث في طهران يؤكد أن ساحة المواجهة قد اتسعت، وأن الهزيمة قد تأتي
من حيث لا يُحتسب النصر. ففي زمنٍ تُدار فيه الحروب بالبيانات كما تُدار بالذخيرة،
تصبح الحكمة واليقظة هما خط الدفاع الأول. أما الاستهانة بمثل هذه التهديدات، أو التسرع
في التعامل معها، فقد يكون ثمنه باهظاً يفوق كل التوقعات.
إنها معركةٌ لم تعد تُقاس بالعتاد وحده، بل بالعقول التي تخطط، والأيدي
التي تٌحكم إغلاق البوابات قبل فوات الأوان. فهل يكون ما جرى درساً يُعتبر به، أم أن
الصدمة ستذهب سدىً كما ذهب أولئك الذين وقعوا في الشباك قبل أن يعوا أنها نُصبت لهم؟