13
مايو
2024
تيمور الشرهاني : كانت أياماً سوداء ..لا أنساها ما دمتُ حيا !!
نشر منذ 5 شهر - عدد المشاهدات : 943



ضغوطات نفسية مبتكرة بحق المعتقلين وهنالك حوافز لمن لديه الجديد!!.

كتب / صدّيق تيمور الشرهاني 

محطتنا الاولى ( ابو ذيبه ) من أهالي محافظة ذي قار والمُلقب بين أقرانه بـ (الذئب) لأساليبه الوحشية الغريبة القذرة والشاذة !!.ظل ( الذئب ) في موقعه كمسؤول لموقع بسماية السجن السري لعدي صدام لتعذيب المعتقلين من الإعلاميين والصحفيين ولاعبي كرة القدم وغيرهم  لمدةٌ طويلة .. وكانت فترته الاسوأ على الاطلاق حيث تسبب بموت المئات من الشباب والشيوخ لسوء معاملته مع المعتقلين!! 

قبل سقوط النظام يغضب عليه (عدي) ويعزله من منصبه ولكنه يُنقل الى مكان آخر ليمارس شذوذه تجاه الأبرياء... انه الان المطلوب من قبل القوات الامنية وهنالك جائزة لمن يدلي بمعلومات عنه.

كان طويل القامة ... ضخم الجسم بشكل غير طبيعي ومن العلامات الفارقة ان جانباً من شاربه ـ ابيض ـ والجانب الأخر اسود .. قوي مفتول العضلات .. كفاه كالمسحاة .. لن يضرب أحداً الا أسقطه أرضاٌ!! وكان يتباهى بقوته وضرباته للمعتقلين المساكين الذين فقدوا الكثير من الوزن والقوة بسبب الجوع والتعذيب والخوف والتهديد .. فأي شجاع هذا الشاذ ؟؟؟. مراسل جريدة الإعلام العراقي اجرى حواراً مع الزميل تيمور الشرهاني رئيس تحرير صحيفة الإعلام العراقي  فتحدث عن ايام العذاب التي تعرض لها من قبل زبانية عدي اثناء فترة اعتقاله في زنزانات الموت الخاصة بعدي..

بتاريخ 18 /11 /2001 اتصل الاخ المرحوم صباح مسؤول استعلامات نقابة الصحفيين العراقيين فابلغني ان المجرم عدي يريدك تحضر الى مقر النقابة حياً او ميتاً وتحديدا بهذا اليوم استغربت من هذا التبليغ الذي كان صدمة بالنسبة لي في حينها لكوني لم ارتكب جريمة تستحق التبليغ بهذه الطريقة حينها ابتكرت عذرا الى المتصل بأن احد اقربائي تعرض لحادث دهس وعلى اثرها فقد الحياة وعندما تنتهي مراسيم الفاتحة سوف احضر وبعد يومين من الاتصال فكرت في قرارة نفسي والتداول مع المقربين ان اهرب الى دولة مجاورة وانا متخبط الفكر افكر في مصير عائلتي من بطش الفدائيين وزمر البعث الصدامي اتصلت بالاخ صباح مسؤول تشريفات النقابة في حينها وابلغته وان لم احضر ماذا تكون النتائج قال لي بالحرف الواحد ان عدي يحتجز زوجتك واخوتك جميعاً حينها استسلمت وقررت ان اذهب في اليوم الثالث اصطحبت والدي الى مقر نقابة الصحفيين العراقيين وعند وصولي اتصل صباح بضابط الامن المُنسب من قبل عدي وهو يشرف على تلفزيون الشباب ونقابة الصحفيين في آن واحد وكان اسمه حسين من اهالي الموصل بعدها حضر ضابط الامن الى مقر النقابة فاصطحبني معه الى الطابق العلوي من البناية وبقى والدي ينتظرني في الاستعلامات؛ حقيقة هذا الشاب يتمتع باخلاق وانسانية عالية ولكنه يطبق اوامر سيده وبعدها خرجنا من باب اخر لم أر والدي واجهل اين نذهب لكوني مرتبكاً ولا اعلم مصيري واذا بنا امام مبنى مقر الفدائيين سيئ الصيت حينها فقدت الامل بالحياة دخلنا الى ضابط امن الفدائيين وكان برتبة رائد ركن سلم ضابط امن النقابة كتاب موقع بامر عدي بخصوص قضيتي وقال له هذا ضيفكم بأمر ( الاستاذ ) واذا بالرائد يرن الجرس للذئاب قال لهم اخذوه من امامي واودعوه السجن، الذئاب المفترسة اقبلت علي مثل الوحوش عصبوا عيني بنظارة بلاستك معتمة وصلنا الى مكان المعتقل اتضح لي بعد رفع النظارة عبارة عن جملون كبير شبيه بمخازن العتاد واذا باثنين من القوات الخاصة مفتولي العضلات كأنهم ذئاب مفترسة وانا بينهم قال احدهم اخلع ملابسك بالكامل كان يوماً اسوداً بالنسبة لي خلعت الملابس الواحد تلو الاخر الى ان وصل الى نهاية ما تبقى وهو السروال وبدونه ابقى عارياً تماماً يا له من يوم جحيم بالنسبة  لي فصرخ احدهم وبصوت مرتفع اخلع ما عليك من ملابس قلت لم يتبقى سوى هذا السروال قال اخلع فوراً انصاعيت لاوامرهم وبعدها قام شخص منهم بارجاع النظارة وابتعد عني واذا بي اسمع كلامهما حولي والعبارة كانت للننفذ امر عدي القاضي باعدام هذا الشخص ،كانت اشد من الصعقة الكهربائية فجن جنوني واذا بهم يتركونني مدة عشرة دقائق وانا ارتجف من  شدة المصيبة والخوف، كان يوما بارداً وممطرا وبين البرد والخوف والجوع سمعت صوت اقسام البندقية الصادر بمقربة مني وهم يتكلمون فيما بينهم ..ننفذ ؟! الاخر يقول نفذ. وانا مقشعر البدن انتظر لحظة اطلاق العيارات النارية انه يوم مرعب للغاية ضاقت انفاسي وصور اولادي وابي الذي تركته وهو لا يعرف مصيري تدور في مخيلتي اعتبرت هذا اليوم آخر يوم في حياتي تركوني اتعذب لنصف ساعة تقريباً وانا ارتجف واذا بي اشعر بشيء يمسك بيدي اليسرى بكل عنف حينها تصورت ان طلق النار قد اصابني في يدي وبعدها فقدت وعيي لم استيقظ منه الا بعد فترة واذا بي امام اخوة من السجناء الموقوفين وكان عددهم اربعة اشخاص ينتظرون مصيرهم بدون اوامر قضائية مجرد امر من  الملعون عدي تداولوا الحديث معي: انت لاعباً للمنتخب الوطني؟ استغربت!! قلت وهل هذا السجن يعتقل فيه لاعبي المنتخب قالوا بلى انه سجن سري خاص لعدي وكذلك يحتوي على نساء ينتظرن مصيرهن اما الاعدام او الرمي من اعلى السطوح، يعدم من يشاء للذين يخالفوه الرأي وتنفذ احكامه على ايدي امهر الجلادين الساقطين خلقياً ومن عتاة الجريمة في البلد واقذر خلق الله وابرزهم السفاح ابو ذيبه، حينها حزنتُ كثيراً على مصيري الذي سوف ينتهي بهذهِ الزنزانة الموحشة .

 في نفس يوم اعتقالي حضر ضابطاً كبيراً برتبة عميد ركن الى مقر السجن قفال لي انت الصحفي؟ قلت له نعم. اجاب: انت مودع هنا بالخطأ مكانك في سجن آخر امر بأبعادي منه فوراً قيدوني واعصبوا عيناي ثم اوصلوني بسيارة نوع اسعاف مخصصة لنقل المعتقلين خشية اكتشافها من قبل جواسيس مُكلفين من قبل المقبور رئيس النظام السابق لمتابعة تحركات ولده عدي هنا قرر عدي نقلي الى منطقة شبيهة بمعسكر للتدريب حمدت الله على كل حال وبعدها بيوم حضرعقيد قوات خاصة يدعى عبد الواحد فقال انت مودع هنا بالخطأ استغربت !! لمرتين تكون خطأ ؟؟! ماذا كتب لي ربي وما هو مصيري؟! اقتادوني الذئاب الى مكان لم اشاهده من قبل ولا حتى في افلام الرعب لم اشاهد هذه المقاطع الغريبة من التعذيب وبأبشع الطرق واشدها قساوة بحيث ارى الدماء تسيل من اجساد المعتقلين والتعامل معهم بكل وحشية وقساوة وبنيتهم خاوية كأنها هياكل عظمية من شدة الجوع وبعد كل هذه الجروح والآلام يرمى المعتقل في احواض الملح في جو شديد البرودة . . صحيح أن ابو ذيبه وعلى ما اظن اسمهُ غالب كان المسؤول الاول .. ولكنه كان يتلذذ باستجواب المتهمين وتعذيبهم .. كان يملك العدد الكافي من المحققين ولكن مع ذلك كان يشاركهم في التحقيق بالأخص القضايا المهمة بحق المعتقلين الذين كانوا باستطاعتهم الصمود أمام التعذيب والتهديد.

كانت لديه عبارة يكررها مع المتهم ويقول :

ولك ... انا ابو ذيبه .. بامكاني ان اجعل الصخر  يتكلم .. اعترف احسن لك .. والا يشهد الله احطم جمجمتك .. وانهيك من الوجود !!!.

كان يشرب الخمر طوال الليل .. يشرب حتى الثمالة .. حينها يخرج ووراءه ( شلته المريضة ) وفي الوقت الضروري يتدخل وقد حسم الكثير من القضايا .. وكان يتباهى بأساليبه القذرة والوحشية .وكان يكرر ايضاٌ :عود الى وعيك ... اين انت ؟؟ قابل أنت في مركز شرطة ؟؟؟ اصحَ انت في معسكر بسماية وتحت رحمة ابو ذيبه!!!.

كان ( قذر اللسان ) يتفوه بكلمات سوقية ..لامجال لذكرها هنا ..اطلاقا !!.

حادثة تستحق الذكر :

كانت اسئلته كالتالي :من هو مسؤولك المباشر وكيف تعينت في صحف عدي وانت عليك مؤشر انت واخيك الضابط الذي هرب الى السعودية ومن ثم الى ايران لدينا معلومات كافية عن عائلتكم وعن والدك احد قيادات الحزب الشيوعي.

اين تدربتم .. وكم تدربتم ؟؟.- وعشرات الأسئلة الاخرى !!!.حينما انكرت ادعاءاته .. ضربني بيده ولكن من حسن حظي لم اصب بأذى بسبب بعد المسافة !!.حينها قال :

اخرجوه الى الخارج ليفكر لمدة ساعة .. قدموا له الاكل والشرب وحينها لي معه جولة اخرى !!.

قبل الخروج اخبرته :

لا املك اية معلومات ومن غير تفكير او انتظار !!.

غضب وقال بالحرف الواحد وهو يؤشر الى رجل ضخم يقف بجواره..

انا اعاملك بلطف.. صدقني هذا الذئب يؤشر على شخص مفتول العضلات  ..لا يرحمك وسيحطم جمجمتك وجمجمة اهلك وعائلتك معاٌ!!!.

حينما عجز عن انتزاع شىء مني ..قام وقال :

حذرتك .. وانت المسؤول... ياهذا ..شوف شغلك مع هذا الصعلوك !!!.تصوروا المنظر.. الذئب يأمره ( سيده ) بأجراء اللازم !!.تصوروا كسر ضلعاٌ من اضلاعي.... والدماء تسيل مني وقال :ــ غداً ستتلقى المزيد !!!. طرق التحقيق لهذا المعتوه غالب والعقيد عبد الواحد والنائب ضابط كاظم واجبهم التحقيق والتعذيب بأبشع انواعها والمستوحاة بحسب ما اخبرونا من ابشع معسكرات الضبط وانتهاك حقوق الانسان في العالم والتي اضعفت المعتقلين الابرياء بنيتهم واغلبهم اصيب بامراض فتاكة (كالكنكري) وغيرها قاموا بتعذيبي باشد انواع التعذيب والقساوة وجسمي لا يقوى على ضرباتهم الموجعة ولا انسى الذئب المفترس الذي حقق شخصياٌ معي وضربني وعذبني وتسبب في كسور من ( أضلعي ) ورأسي وبقيت أعاني من الآلام لفترة طويلة جداٌ !!.

انتهت ايام الاعتقال وانا بسروال واحد ممزق لا يقي شدة البرد ابدا ، حافي القدمين الى ان صدر العفو العام الاخير ولم يطلق سراحنا من قبل عدي وحينها وصلت وشاية الى المقبور صدام بأن معتقلين يحتجزهم عدي في سجن سري ولم يُنفذ اوامر العفو العام بحقهم وهو يتحداك .الوشاية كانت من فاعل خير اربكت عدي لتصوره ان صدام سيقوم بزيارة لتلك السجون السرية وكان من ضمن السجناء الاخ علاء مكي مدير تلفزيون الشباب وخطاب عمر من اهالي عين التمر ومروان مدير الآليات ومحمد العبيدي وغيرهم ومن ثم اطلق سراحنا وكتب لنا عمراً جديد رجعت الى البيت وانا مهلك لا اقوى على تحريك جسمي من اثار التعذيب ثلاثة اشهر وانا طريح الفراش لا يعلم باعتقالي اي احد في حينها استعاديت جزء بسيط من عافيتي ولحد الان اشكو من ضعف البصر.



صور مرفقة






أخبار متعلقة
مشاركة الخبر
التعليق بالفيس بوك
التعليقات
استطلاع رأى

هل تتوقع أن تساهم التظاهرات بتحسين مستوى الخدمات

14 صوت - 67 %

0 صوت - 0 %

عدد الأصوات : 21

أخبار