11
يناير
2019
عندما تجبرك كرة القدم على طلب الرحمة من الخصم :-
نشر منذ Jan 11 19 pm31 08:09 PM - عدد المشاهدات : 1638

الاساس في كرة القدم هو الفوز ، حيث يكون غاية كل فريق هو تسجيل اكبر عدد ممكن من الاهداف في مرمى الخصم ، ولان الجميع يعرف ان كرة القدم لا تعترف بالمنطق دائماً وكثيراً ما تطغى عليها المشاعر ..

شهدت المستديرة عدة وقائع فضلت فيها بعض الفرق تغليب العاطفة على العقل والابتعاد عن المنطق بعدم تسجيل اهداف اكثر في مرمى خصومها عندما شاهدوا الخصم وهو منهار ، رأفة به وبالجماهير وللقيمه الفريق ومكانته في العالم ..

مدرب بنما :- لنلعب بهدوء اكثر

تأهل منتخب بنما للمرة الاولى في تاريخه الى كأس العالم في روسيا بعد ان حل ثالثاً في مجموعته عن تصفيات قارة امريكا الشمالية والوسط والكاريبي وتأهل امام فرق لعبت سابقاً في كأس العالم مثل الولايات المتحدة والهندوراس وترينيداد وتوباغو ، المشاركة الاولى كانت صعبه بكل المقاييس والاصعب من ذلك هو وقوعه في مجموعه صعبه تضم فريقين وصلوا للمربع الذهبي ( بلجيكا وانكلترا ) الثالث والرابع توالياً واللذان قدما افضل النسخ لهما منذ فترة ليست بالقليلة ، اضافة الى المنتخب التونسي الذي قدم اداء ممتاز بالتصفييات وكان ينتظر منه ان يأخذ دور الحصان الاسود في البطولة الروسية ، ثلاث مباريات وثلاث هزائم لمنتخب بنما ،لكن الحدث الابرز هي لقطه كان بطلها مدرب بنما «هيرنان داريو جوميز» حيث تحولت كل الانظار اليه عندما طلب من مدرب المنتخب الانكليزي «غاريث ساوثغيت» تهدئة اللعب بعد تقدم منتخب الاسود الثلاث بخماسية في الشوط الاول فقط ، وأظهرت لغة الجسد أن جوميز يطالب مدرب الإنجليز بتهدئة اللعب والاكتفاء بالنتيجة المسجلة، ثم أشار له الأول برفع إصبع «الإبهام»، ليرد الآخر عليه بنفس الطريقة، مما يوحي بالاتفاق بينهما .

بعد المباراة، نقلت شبكة «سكاي»، تصريحات جوميز، وبسؤاله عن الحديث الذي دار مع ساوثغيت قال:قدمت له التهنئة، وأخبرته أنني معجب بفريقه، ثم قلت له اسمع سنلعب الآن بشكلٍ هادئ )

يبدو أن مدرب الإنكليز قد نفذ فعلًا بنود الاتفاق ولعب بهدوء، حتى أن فريقه سجل هدفًا واحدًا فقط، ومنيت شباكه بهدف أحرزه لاعب بنما، فيليبي بالوي، ليصبح أول لاعب بنمي يسجل في كأس العالم، أكان هذا جزءًا من الهدنة بين مدربي الفريقين؟

ديربي ميلانو :- عندما طلبت جماهير الانتر الرحمة

ديربي الغضب ، من اعتى واقوى الديربيات في العالم وليس في ايطاليا فحسب ديربي تجتمع فيه الدماء اكثر من اي شيء اخر ويجري في عروق مشجعي ميلانو من جانبها الاحمر والاسود ، و الازرق والاسود من جهه اخرى ، مثلت مطلع القرن الحالي منافسة شرسة بين الفريقين ، والوحيدين اللذان فازا بالتشامبيونزليغ من نفس المدينة ، التنافس في ديربي الغضب تخطى حدود المستطيل الاخضر بل وصل الى المدرجات التي كانت مسرحًا لثقافة الكورفا بشكل غير مسبوق إلا أن مباراة واحدة كانت حالة خاصة لمشجعي إنتر تحديداً ...

في ١١مايو عام ٢٠٠١ مباراة جديدة بين النيراتزوري والروسونيري ضمن مباريات الكالتشيو حيث يعيشان كلاهما موسمًا للنسيان. وحده الفوز على الجار اللدود، يشفي غليل الغضب من سوء المستوى وتردي النتائج ويعطي مشجعي الفريق الفائز صك غفران على ما ارتكبوه طوال الموسم .  وبالفعل جاء الصك مصحوبًا بذكرى أبدية لن تمحى من ذاكرة مشجعي ميلان، سداسية نظيفة في مرمى الخصم إنتر، بقيادة الرمز مالديني، أحرقت مرمى الأفاعي وجعلت جمهوره يطلب الرحمة من لاعبي ميلان ، مثل هذه المباريات لا تشهد عطفًا، فكلما تسنح لك فرصة لأن تسجل نتيجة تاريخية، يجب أن تفعل، وقبل انتهاء المباراة بدقائق، عندما كانت النتيجة 4-0، اقتحم مشجع لإنتر الملعب وتوجه إلى مدافع ميلان، أليساندرو كوستاكورتا، وأشار له بيده بما يعني: «انتهى كل شيء أوقفوا المباراة»، وأراد أخذ الكرة من يد كوستاكورتا، الذي منعه وأمسك بقميصه، إلى أن جاءت الشرطة وأخرجته من الملعب ، بعد تلك الحادثة، أحرز شيفتشينكو هدف ميلان الخامس ثم أحرز سيرجينهو السادس، ليؤكد أن مكان تعبير هذا المشجع عن مشاعره المجروحة، ليس أبدًا ديربي ميلانو وليس هناك مشاعر داخل هذا الديربي ..

كاسياس: احترموا إيطاليا

سيطرت حالة من التفاؤل على عاشقي المسديرة قبل انطلاق نهائي بطولة يورو 2012 بين منتخبي إسبانيا وإيطاليا، وتطلع ممن لم يتابع الأتزوري خاصة، أن يرى في الملعب ما سمعه من تحليلات ومعطيات بأن إيطاليا تلعب كرة هجومية جميلة، ونجحت في إحراج إسبانيا بالذات، خلال لقائهما بدور المجموعات الذي انتهى بالتعادل 1-1 لكن لسوء حظ هؤلاء المشجعين، كان هذا النهائي عبارة عن سيطرة كاملة للمنتخب الإسباني، الذي امتلك جيلًا ذهبيًا لا يقهر وقتها، وظهرت إيطاليا عاجزة كما لم تظهر من قبل. رباعية نظيفة مع الرأفة أحرزها كل من سيلفا، ألبا، توريس، وخوان ماتا، لتنهمر دموع بيرلو للمرة الأولى في حياته أمام الشاشات. بمشهد حمل الكثير من الالم لمشجعي الطليان في العالم قبيل دموع بيرلو بدقائق، كان الحارس الإسباني، إيكر كاسياس على موعد مع التاريخ، ليس لأنه رفع كأس اليورو بعد سنتين من تتويجه بالمونديال، لكن لأنه طالب أحد حكام المباراة بإنهاء اللقاء، عقب إحراز ماتا للهدف الرابع، وقال القديس في لقطة لا تُنسى: «أيها الحكم، احترم الخصم، احترم إيطاليا، إنها 4-0»، ليطلق حكم الساحة بعدها مباشرة صافرة نهاية المباراة ..

كتب/ محمود كريم

 


صور مرفقة






أخبار متعلقة
مشاركة الخبر
التعليق بالفيس بوك
التعليقات
استطلاع رأى

هل تتوقع أن تساهم التظاهرات بتحسين مستوى الخدمات

14 صوت - 67 %

0 صوت - 0 %

عدد الأصوات : 21

أخبار