|
11
أغسطس
2023
|
كواليس مطاعم بغداد
نشر منذ Aug 11 23 am31 05:35 AM - عدد المشاهدات : 844
|
د.اسماعيل موسى حميدي............الحوار المتمدن
فيما أنت جالس في زوايا أحد مطاعم العاصمة الموسومة غربيا او تركيا، منتظرا
طبقك الساخن الشهي ،ترمق عينك احدى زوايا المطعم الفاخر،"خانة المطبخ مثلا
" فيقع بصرك نحو عامل المطبخ وهو يضع يده العارية من القفازات على أحد اعضاء جسمه
او يهرش فروة رأسه وهو منشغل باعداد وجبتك العائلية ،عندها تستحضر الدور الرقابي لمؤسسات
الصحة التي عجزت بكل فرقها وقواها ان تلزم عامل المطعم بارتداء قفازة لتوفير أبسط مستلزمات
وشروط الوقاية الصحية من النظافة والامان من الامراض وانتقال الاوبئة ،وعندها تدرك أيضا السر العظيم وراء العلاقة الطردية
بين كثرة المطاعم الفارهة في العاصمة والمستشفيات الانقية الولودة كل عام.
وجبة خاصة ومجهزة بنمط خاص متوفرة مجانا في تلك المطاعم كل يوم وهي بانتظار
الزائر الصحي للمطعم الذي يسجل ملاحظاته بشأن شروط القبول الصحية للمطعم.فيجلس صديقا
وفيا لصاحب المطعم مدونا ملاحظاته الايجابية.وهذه مشكلة مزمنة للفرق الرقابية عجزت
كل ادارات الصحة من حلها.
إهتمام اغلب المطاعم بالطراز الفلكلوري والتراثي وإضفاء المسحة التركية او اللبنانية او السورية على المكان
بدءا بالديكورات وانتهاء باللهجة الشامية الناعمة التي يحبها العراقيون لكوادرها العاملة،
كل ذلك يشكل عامل جذب للزبائن التي تبحث عن متنفس في العاصمة المختنقة بالضوضاء والانقاض
،فباتت المطاعم بديلا عن ارتداء المرافق السياحية شبه الغائبة ،ولكن بمجرد دخولك للاقبية
الداخلية لتلك المطاعم والاطلاع على من يتولى تحضير الطعام لك ولعائلتك، ستجد عكس ما
وجدته من ديكورات وبهرجة خارجية استمالتك ، فما يحدث بعيدا عن عيون الزبائن لايسرك
ابدا ،لحوم تخلط مع ماركات مختلفة المناشئ ، تسترجع للخزن والتجميد لليوم التالي عند
عدم تصريفها ،عمال لايرتدون القفازات ويستعملون ايديهم في كل مكان،اختفاء ادوات التعقيم
والتطهير ،تدوير الوجبات البائتة لاكثر من مرة،أساليب طهي بدائية وسريعة . وهكذا يجمع
اغلب الزبان بعدم الاستلذاذ بالوجبات في اغلب المطاعم،رغم ارتفاع الاسعار المبالغ فيها
للوجبات.
أما المطاعم الشعبية فان حالاتها في بعض الاحيان تصل لدرجة الرعب من خلال
طبيعة المكان الذي تعد الوجبات فيه بقدور مكشوفة
في العلن لعمال مبتذلين لايعرفون ما هي الرقابة الصحية . وهكذا باتت أٌمنية المواطن
ان يدخل احدى المطاعم ويجد عاملا يرتدي قفازة وبدلة طهي او يجد مستوى بسيطا لنظافة
المكان ليستشعر شيئا من الحضارة في بلده باضعف تقدير مثلما يجده في كل دول الجوار،فدور
وزارة الصحة الرقابي لا يتوقف على منح الاجازات الصحية فقط انما الدور الاهم هو الرقابي
والكشفي الذي يكون في اغلب دول العالم اكثر صرامة وتشديدا من بقية الضوابط ولايتوانى
مع المقصرين ،الحلم ما زال قائما بأن المؤسسات
الرقابية القوية هي طريق صريح لدولة قوية خالية من الفساد.