الدكتورة ـ إيناس الاعرجي

قال تعالى:(فاعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا).

من أجمل ما قرأت من الكتب هو كتاب (سيكولوجية الجماهير)،للمؤلف الفرنسي غوستاف لوبون ،الذي تم نشره لأول مرة في ١٨٩٥, ويعتبر غوستاف رائدا في مجال دراسة السلوك الجماعي والتأثير النفسي للجماهير على الافراد.

وهو من أبرز الأعمال الراىعة آلتي تدور حول نفسية وسلوك الجماهير ،والتي لا تزال تمثل حجر الزاوية في الفهم العلمي للسلوك الجماعي حتى يومنا هذا.

تتجلى فكرة الكتاب في أن الأفراد عندما يجتمعون في جماهير يصبحون مختلفين تماماً في سلوكياتهم عما يكونون عليه أفرادا, في الجماهير يندمج الأفراد في هوية جماعية أطلق عليها لوبون اسم الروح الجماعية ،هذه الروح التي تعزز روح الحماسة والعاطفة وتمكن الجماهير من القيام بأعمال لايمكن للافراد القيام بها بشكلٍ فردي.

حقيقة أهم ما يميز هذا الكتاب هو السر العجيب الذي يتمثل بالقوة آلتي يمتلكها الجماهير عندما تكون متحدة ،والقدرة الفريدة للروح الجماعية على تشكيل الأفكار والعواطف والسلوكيات.

لذلك نجد اليوم الكثير من الأشخاص يشعرون بأنهم أسرى وضحايا للظروف الحالية ومهما كانت هذه الظروف فإنها تعبر عن الواقع الحالي ،هذا الواقع الذي سيتغير بمجرد تغيير الأفكار والمشاعر يقول العالم جيمس راي: أغلب الناس ينظرون إلى حالاتهم الجارية ويقولون (هذا ما أنا عليه)،وهذا التصور موجود لدينا في عراقنا ونحن نخوض إنتخابات شرسة لكن أقول هذا ليس مانحن عليه ،هذا ما كنا عليه لأن هذه محصلة متبقية لأفكار نا وافعالنا الماضية وهذه وضعية مستمرة للعيش إذا مابقيت هذه الأفكار والافعال وبقي الإنسان من دون جماعة.وتقول ليزا نيكولاس في كتاب السر ،،:(حين ترغب في تغيير ظروفك المحيطة ينبغي عليك أولاً أن تغير من تفكيرك ،لان قانون الجذب العام دائما ما يطيع افكارك ،فاصنع معروفا لنفسك وتوقع التغيير للاجمل ،لان التوقع هو قوة جذب فعالة ،فهو يجذب اليك الأشياء.

إذن فالتغيير وصنع قادة هو فكرة جديدة بالنسبة لنا ،ىذلك يجب أن نتأمل الفكرة مليا وتكون مصحوبة بحب الجماعة ،واحترام القادة حتى تتولد لدينا الحماسة والشجاعة والتفاؤل وسنرى بإذن الله تعالى أن فكرة التغيير حقيقية.

وكما قال د.جون ديمارتين :

أيا كان مانفكر فيه ونثني عليه فإنه يتزايد.