1
يونيو
2025
موطني بين ضفتي الرافدين: لماذا يغني العراق بصوت شاعر غريب؟
نشر منذ 2 يوم - عدد المشاهدات : 2356



   

  تيمور الشرهاني

 

ها هو العراق، بلد الشعراء العظام، يزهو بتاريخٍ حافلٍ بالأصوات التي دوّت في فضاء الأدب العربي، وأغنت الذاكرة الإنسانية بقصائد خالدة. على ضفاف دجلة والفرات، وُلدت الحكايات التي سكنت القلوب، وتوهّجت أسماء لا تزال تشعّ حتى اليوم: الجواهري، السياب، نازك الملائكة، والرصافي، وغيرهم من قمم الشعر التي وقفت شامخة على منصة الإبداع العربي.

ورغم هذا الإرث الأدبي المدهش، اختار العراق أن يرتّل نشيده الوطني بكلماتٍ ليست من صميم أرضه، بل من شاطئٍ بعيد. "موطني موطني"، النشيد الذي أصبح رمزاً وطنياً وعاطفياً لكل العراقيين، جاء توقيعه بأحرف الشاعر الفلسطيني إبراهيم طوقان واللحان اللبناني المبدع محمد فليفل، ليحمل العراقيون صوته في احتفالاتهم ومناسباتهم الوطنية، مردّدين كلمات كتبها قلب عربي من جهة أخرى من المدى.

لعلها مفارقة تستحق التأمل: كيف لبلادٍ أنجبت قامات شعرية هزّت وجدان الأمة أن تستعير نشيدها الوطني من خارج حدودها؟ سؤال يبعث على الدهشة، لكنه أيضاً يكشف عن عمق الروابط الثقافية بين الشعوب العربية، وعن القبول بأن يكون الوطن فكرة تتجاوز الجغرافيا، وأن يكون المبدع العربي واحداً مهما اختلفت الأوطان. يبقى نشيد "موطني" قصيدةً وجدت طريقها إلى قلب العراق، وصارت جزءاً من وجدانه، تماماً كما بقيت أسماء الشعراء الكبار من أبنائه مصدر فخر وإلهام، يذكرهم التاريخ كلما حلّ المساء على ضفاف بغداد.


صور مرفقة






أخبار متعلقة
مشاركة الخبر
التعليق بالفيس بوك
التعليقات
استطلاع رأى

هل تتوقع أن تساهم التظاهرات بتحسين مستوى الخدمات

14 صوت - 67 %

0 صوت - 0 %

عدد الأصوات : 21

أخبار