![]() |
|
10
يونيو
2025
|
مدارس تتصدر المشهد وتُحقق نجاحاً غير مسبوق
نشر منذ 3 يوم - عدد المشاهدات : 1520
|
▪️ غفران إقبال
الشمري
وسط واقع مليء بالتحديات، يثبت قطاع التعليم في مدارس كربلاء المقدسة
أنه قادر على صناعة الأمل من رحم المعاناة، فها هي مجموعة من مدارسنا الوطنية تحقق
إنجازاً لافتاً، وترفع راية التفوق بتحقيقها نسبة نجاح كاملة بين طلابها. هذا التفوق
ليس مجرد أرقام في قوائم النتائج، بل هو قصة ملهمة تروي فصولاً من العمل الجماعي، والإصرار،
والإيمان بقيمة الإنسان العراقي.
يأتي هذا الإنجاز ثمرة جهود تكاتفت فيها الأيدي، بدءاً من الإدارات التربوية
التي أدركت أهمية التخطيط السليم وتنفيذ البرامج التعليمية الحديثة، مروراً بالمعلمين
والمعلمات الذين كانوا العمود الفقري لمسيرة النجاح، حيث حولوا الصفوف إلى ورش للإبداع،
واحتضنوا الطلبة بكل تفانٍ وصبر، وصولاً إلى الأسر العراقية التي لم تبخل بالدعم والرعاية،
فكانت البيئة الأسرية الحاضنة والحافز المستمر.
سيما إن بلوغ نسبة نجاح 100% لبعض المدارس لم يكن ضربة حظ، بل جاء نتيجة
لتراكم خبرات وتجارب، وتفاعل إيجابي بين أطراف المنظومة التربوية. فالمدرسة لم تعد
مكاناً للتلقين فقط، بل أصبحت فضاءً لصقل المهارات، واكتشاف المواهب، وتنمية روح المسؤولية
لدى الجيل الجديد. والمعلم اليوم لا يكتفي بدور الناقل للمعلومة، بل هو محفز وملهم،
يسعى إلى بناء شخصية متوازنة قادرة على مواجهة تحديات الحياة بثقة ووعي.
من جهة أخرى، لا يمكن إغفال دور أولياء الأمور، إذ أثبتت التجربة أن الشراكة
بين الأسرة والمدرسة عنصر أساسي في تحقيق التفوق الدراسي. لقد قدم الآباء والأمهات
نماذج يحتذى بها في الإخلاص والمتابعة، وتحملوا الكثير من الأعباء من أجل توفير بيئة
آمنة ومحفزة لأبنائهم.
نجاح هذه المدارس يرسل رسالة أمل لكل بيت عراقي، ويؤكد أن الإرادة الجماعية
قادرة على تجاوز الصعوبات، وأن التعليم سيظل البوابة الأوسع نحو مستقبل أفضل. كما يضع
هذا الإنجاز على عاتق الجميع مسؤولية الحفاظ عليه وتطويره، عبر دعم المبادرات التربوية،
والاستثمار في المعلم، وتعزيز المناهج بما يواكب متطلبات العصر.
فهذا المشهد المشرق، لا يسعنا إلا أن نوجه أسمى عبارات التقدير إلى كل
من ساهم في تحقيق هذا النصر التعليمي، ونبارك لأبنائنا وبناتنا الذين أثبتوا أن العراق
بلد العقول النيّرة والطموحات الكبيرة، وأن طريق النهوض يبدأ من مقاعد الدراسة.