![]() |
|
23
يونيو
2025
|
العروبة تنزف.. وصمتُ العرب أبلغ من ألف طعنة!!
نشر منذ 18 ساعة - عدد المشاهدات : 836
|
بقلم / د . غفران إقبال الشمري
أوقدت المواجهة بين الجمهورية الإسلامية والكيان
الصهيوني ناراً لم تَعُد تخفي لهبها، فكشفت في ضوئها وجوهاً كانت مستترة خلف أقنعة
الشعارات. هنا سقط القناع، وانكشفت العورة السياسية لأنظمة اعتادت التواري خلف خطب
الوحدة وهم أبعد الناس عن الوفاء بها.
تقدمت طهران إلى ساحة العزة، فصدحت مآذنها بصوت
الصواريخ، وارتفع أذان المواجهة، بينما انكفأت العواصم العربية تتدثر بالصمت كأنه رداء
العار. لا جيوش تحرّكت، ولا بيانات استنكرت، وكأن القدس لا تسكن قلب الأرض، وكأن الدم
الإيراني لا يمتّ بصلةٍ للدم العربي، وكأن الأمة بلا قلبٍ ينبض، أو لعلها تنبض بالخوف
فقط.
ترتفع حجج الواقعية السياسية من أفواه النخب
المُستكينة، في مشهد يُشبه خطبة تأبين لمبدأ الكرامة. يقولون: “لسنا طرفاً”، وكأن الدم
إذا لم يُسفك على حدودهم لا يُحسب من دمهم! يُقنعون أنفسهم بالحكمة، في زمنٍ فقدَ فيه
العقل سلطته، وتحوّل الحذر إلى جبنٍ مغلّفٍ بالمنطق.
الجامعة العربية؟ ما عادت إلا شبحاً يتردد صدى
صمته في القاعات المُكيّفة. أما الشعوب، فتقف على الحافة، تتأرجح بين خيبة الأمل وغضبٍ
لا يجد سبيلاً إلى الانفجار. التاريخ لا يرحم المتخاذلين، ولا يُجامل مَن باعوا صوتهم
ليشتروا لحظة هدوء مؤقتة.
نحن لا نخسر معركة هنا أو هناك، بل نخسر الصورة
الكبرى.. نخسر وهج المبادئ، نخسر بوصلة الكرامة، نخسر ما تبقى من هوية العرب في زمنٍ
باتت فيه المواقف سلعة تُعرض على موائد المصالح.
ويُقال لنا اصمتوا!
لكن كيف يصمت القلب إذا نطق الجرح؟
وكيف تُطفأ نار العروبة، وقد صارت وقوداً في
صدر الأحرار؟
ما يجري ليس حدثاً عابراً، بل لحظة يُسجّل فيها
التاريخ أسماء الخالدين والخائنين، لحظة تُفرَز فيها الأمة بين مَن ينهضون للحق، ومَن
ينامون على وسادة الذل. فليُكتب هذا الموقف، ولتُنقش الخيانة في سجلاتٍ لا يمحوها الزمن،
علّ الأجيال القادمة تقرأ وتعرف من باع ومن ثبت، من خان ومن صمد.
الحق لا يحتاج لجيوش، يكفيه أن يُقال.
لكن حين يُذبح أمام مرأى الأمة، ولا أحد يصرخ،
فذاك إعلان موتٍ أخلاقي.. لا يليق إلا بالجبناء.