![]() |
|
6
سبتمتبر
2025
|
مجانا في الأربعين !!
نشر منذ 13 ساعة - عدد المشاهدات : 1748
|
مجانا في الأربعين !!
كتب: صبيح فاخر
رحلة أربعينية الإمام الحسين عليه السلام قصة لا تنتهي مع مواقف الإيثار
والعطاء والبذل من أبناء العراق الكرام، بسطت موائد الخير على امتداد مساحات الوطن
دون دعوة من أحد إنما هي تعبير عن الولاء والوفاء لقيم الحق التي خطها الإمام الحسين
عليه السلام بدمه الطاهر.. مجانا في الأربعين ليس شعارًا فحسب إنما هو تجسيد لكرم الضيافة
التي هي من شيم أبناء العراق بكل مكوناته.. مجانا في الأربعين.. هذا العنوان الكبير
اقتبسته من أحد مسؤولي إعلام قناة كربلاء الفضائية حيث سمعته يتحدث أثناء زيارة العاشر
من محرم عن نية القناة إعداد فيلم وثائقي بهذا العنوان يتناول كميات الماء التي تقدم
لزوار الأربعين وهي كميات تفوق الخيال بحسب إحصائية أعدها القائمون على إعداد الفيلم..
حقًا إن ما يقدم من عطاء وكرم وخدمات مجانية في أربعينية الإمام الحسين لا يمكن حصرها
بأرقام أو كميات أو أنواع ذلك لأن كل ما يحتاجه الزائر يجده بيسر وسهولة
فبعيدًا عن الطعام والشراب وراحة الزائر تجد أشياء أخرى لم يخطر ببال
أحد أن يجدها في هذا المهرجان الإيماني الكبير يتسابق فيه الناس لتوفيرها وتقديمها
لزوار الحسين بل إن أصحاب المواكب وغيرهم من الناس البسطاء يبذلون جهودًا في التوسل
بالزائر لأخذ ما يقدمه لكونه يشعر بالاطمئنان ومشاركة الآخرين ثوابهم وأجرهم.
إذن رحلة العطاء والكرم المجانية القائمة الآن تستمر على مدى أربعين يومًا
بدءًا من اليوم الأول من محرم وحتى نهاية شهر صفر الخير.
وفي تلك الرحلة تبرز الصورة المشرقة للعراقيين الذين يعبرون فيها عن قيمهم
وأعرافهم في تقديم كل أشكال الضيافة لضيوفهم والاحتفاء بهم.
كاتب المقال تواجد في كربلاء وبين ضريحي الإمام الحسين وأخيه سيد الماء
والوفاء أبو الفضل العباس عليهما السلام قبل ستة أيام من يوم الزيارة ولم أرَ مشهدًا
في العطاء والتكافل المجتمعي أفضل من هذا المشهد المبارك حيث يتنقل الزائر من موكب
إلى آخر ليأخذ نصيبه ما لذ له وباختياره من
الطعام والشراب فهو زاد وشراب أبو علي نسبة للإمام الحسين.
مجانا في الأربعين… الحملة الكبرى في العطاء والبذل اشترك فيها كل فعاليات
المجتمع العراقي ومكوناته وأطيافه - ولا أريد أن أذكر من هي الطوائف والمكونات - فكلهم
يشتركون بانتمائهم لهذا البلد العريق وحبهم لأهل البيت الكرام.
وبحسب اعتقادي بل أجزم أن لا نتيجة لهذا الاختبار الكبير سوى النجاح الباهر.
شكرًا لمن كانت له بصمة في مجانية أربعينية الإمام الحسين عليه السلام.
شكرًا لأهل الوفاء أصحاب المواكب الذين يقدمون جهودًا تفوق ما تقوم به مؤسسات دول كاملة،
شكرًا للعراقيين الذين يستقبلون ضيوفهم من شرق الأرض وغربها ليرسموا عراقًا جميلًا
في أذهانهم ويؤكدوا قيمة هذا الوطن المعطاء، شكرًا لكل المواقف النبيلة في مساعدة زوار
أبي عبد الله الحسين ودعمهم وتيسير زيارتهم، شكرًا لكل العراقيين شيبهم وشبابهم ورجالهم
ونساءهم لكل ما تقدمونه أيام الأربعين ويكفيكم أجرًا وثوابًا أن الحسين يفتخر بكم.