23
نوفمبر
2017
الصراع الكردي تحت مظلة قطب واحد!!
نشر منذ Nov 23 17 am30 10:00 AM - عدد المشاهدات : 142

بقلم / ثائره اكرم محمد

شهدت العلاقة بين الحزب الديمقراطي الكردستاني والاتحاد الوطني الكردستاني متوترة، و في بعض فتراتها مواجهات مسلحة بين الطرفين. ففي الفترة من عام ١٩٩٤، وحتى عام ١٩٩٨، دخل الحزبان في حرب أهلية، استنجد خلالها مسعود البارزاني بالرئيس العراقي الأسبق صدام حسين من أجل هزيمة القوات الموالية لجلال طالباني، رئيس الاتحاد الوطني الكردستاني آنذاك (والرئيس العراقي في الفترة من ٢٠٠٥ وحتى ٢٠١٤).وقد انتهى هذا الصراع في عام ١٩٩٨ من خلال وساطة أمريكية، والتي أدت في النهاية إلى إقامة إدارتين كرديتين في شمال العراق، إحداهما في السليمانية بقيادة الاتحاد الوطني، والأخرى في أربيل ودهوك بقيادة الحزب الديمقراطي.(ومنذ عام ٢٠٠٥، بُذلت محاولات لتوحيد الإدارتين الكرديتين، تحت مظلة حكومة واحدة في أربيل. وفي عام ٢٠٠٦، شُكلت أول حكومة موحدة لإقليم كردستان العراق ضمت وزراء من الحزبين الكرديين، غير أنه كانت هناك العديد من المؤشرات على أن هذا التوحيد لم يكن كاملًا، فقد ظلت الأجهزة الأمنية التابعة للحزبين الكرديين غير موحدة. وبالإضافة إلى ما سبق، فإن الخلافات بين حزب الاتحاد الوطني الكردستاني والحزب الديمقراطي الكردستاني ازدادت حدتها مؤخرًا بسبب التوجهات السلطوية لرئيس الإقليم مسعود بارزاني، والذي رفض التنازل عن منصبه رغم انتهاء ولايته في عام ٢٠١٥، كما منع انعقاد برلمان الإقليم منذ عام ٢٠١٥ بسبب سعي حركة جوران الكردية لإقالته من منصبه بعد أن تجاوز فترة ولايته الرئاسية، وهو ما أدى إلى تصاعد التوتر بين جوران وبارزاني.-الموقف من استفتاء الاستقلال: تبنى كل من الاتحاد الوطني الكردستاني والحزب الديمقراطي الكردستاني مواقف متباينة من الاستفتاء. ففي حين كان بارزاني يصر على إجراء الاستفتاء، رغم الجهود الدبلوماسية والإقليمية والدولية، لإثنائه عن ذلك؛ فإن الاتحاد الوطني وحركة جوران عارضا إجراء الاستفتاء قبل إعادة تفعيل البرلمان الكردي، كما كان من الملاحظ أن الحزبين تبنيا مواقف أكثر اعتدالًا من مواقف بارزاني، إذ دعما العديد من المبادرات الإقليمية والدولية الرامية إلى تأجيل الاستفتاء، والوساطة بين حكومة إقليم كردستان والحكومة العراقية، للوصول إلى حل وسط للقضايا الخلافية العالقة بين الطرفين.وتجدر الإشارة إلى أن هذا الموقف لم يكن موقفًا نخبويًّا، فقد كانت التوجهات الشعبية في محافظة السليمانية غير متحمسة للاستفتاء على الاستقلال، فبالنظر إلى استطلاعات الرأي التي أُجريت قبيل الاستفتاء في السليمانية وحلبجة، نجد أن ٦٦٪ من المستطلع آراؤهم، إما يرفضون الاستفتاء، أو أعلنوا امتناعهم عن التصويت. وعبّر الكثيرون منهم عن اعتقادهم بأن الاستفتاء ما هو إلا أداة في يد بارزاني للبقاء في السلطة، والتغطية على الفساد الحكومي، والوضع الاقتصادي المنهار.وقد تحالف الفصيل الثاني بقيادة كوسرت وبرهم مع مسعود بارزاني، خاصة وأن كوسرت يشغل منصب نائب رئيس إقليم كردستان، فضلًا عن تماهيه مع الاتهامات التي وجهها بارزاني لقوات البيشمركة التابعة للاتحاد الوطني بالانسحاب من كركوك بالتواطؤ مع الجيش العراقي في حين أن برهم صالح كان يَظهر دائمًا في جولات بارزاني التي كانت تروج لصالح الاستفتاء على الانفصال استغلال بارزاني للانقسامات داخل الاتحاد الوطني الكردستاني:

اندلع صراع على قيادة الاتحاد الوطني الكردستاني قبل وفاة مؤسسه جلال طالباني في ٣ أكتوبر ٢٠١٧. ويمكن الإشارة هنا إلى فصيلين أساسيين هما: فصيل هيرو طالباني، زوجة جلال طالباني، وأولاده من جانب، وفصيل آخر بقيادة كوسرت رسول علي، النائب الأول لسكرتير الاتحاد الوطني الكردستاني، وبرهم صالح، النائب الثاني، واللذان قاما بتأسيس كيان جديد في عام ٢٠١٦، اسمه "مركز القرار" في الحزب، في محاولة للسيطرة على حزب الاتحاد الوطني بعيدًا عن سيطرة أسرة طالباني، وهو ما اعتبرته هيرو طالباني كيانًا غير شرعي ويشير عدد من المؤشرات إلى أن فصيل هيرو قد تمكن من حسم الصراع الداخلي في الحزب لصالحه؛ إذ إن كوسرت رسول لا يتمتع بشعبية كبيرة بين كوادر الاتحاد الوطني، كما أن برهم صالح لا يتمتع بدعم قيادات البيشمركة الكردية، الذين يشغلون مناصب بارزة في حزب الاتحاد الوطني وقد سعى بارزاني لتبرير هزيمته أمام الجيش العراقي بإلقاء اللوم على الاتفاق المشار إليه بين الاتحاد الوطني والحكومة العراقية للانسحاب من كركوك، خاصة وأن الانسحاب أضعف من المركز السياسي لبارزاني في الإقليم، حيث مثّل فقدان هذه الأراضي التي تحتوي على احتياطات نفطية هامة نهايةً لمشروعه الانفصالي.بالنظر إلى التطورات السابق الإشارة إليها، فإنه من المتوقع أن ينجح فصيل هيرو طالباني في إحكام سيطرته على الاتحاد الوطني الكردستاني، خاصة بعد قيام الرئيس العراقي فؤاد معصوم (كردي)، بالموافقة على قرار إقالة محافظ كركوك السابق، نجم الدين كريم، والذي قام بإشراك المحافظة في الاستفتاء غير الشرعي الذي أجراه بارزاني على الاستقلال، بل ودعمه للانفصال عن العراق، وذلك بالمخالفة لتوجيهات الحكومة المركزية، فضلًا عن قيام حزب الاتحاد الوطني بترشيح ريزجار علي، عضو المكتب السياسي في الاتحاد الوطني، لتولي هذا المنصب ..

 وقدصرح الملا بختيار، مسئول الهيئة التنفيذية في المكتب السياسي للاتحاد الوطني الكردستاني، بأن هناك مخاوف حقيقية من انقسام حكومة إقليم كردستان العراق إلى إدارتين، في إشارة إلى الانقسام السابق للإدارة الكردية في شمال العراق إلى إدارتين؛ إحداهما في السليمانية، والأخرى في أربيل ودهوك، وذلك حتى تم توحيدهما في عام ٢٠٠٦. وأضاف أن هذا الوضع قد ينتج عنه حرب أهلية، ويفضي إلى التدخل الإقليمي والدولي وتُلقي هذه التصريحات الضوء على أحد أبرز العوامل التي أدت إلى إخفاق المحاولات الانفصالية الكردية في شمال العراق، وهو الانقسام العميق بين الأكراد، خاصة الحزب الديمقراطي الكردستاني بزعامة مسعود بارزاني، رئيس إقليم كردستان العراق، والاتحاد الوطني الكردستاني. وسوف يلقي هذا التحليل الضوء على هذه الانقسامات، وأبرز مؤشراتها، وتداعياتها على مستقبل..


صور مرفقة






أخبار متعلقة
مشاركة الخبر
التعليق بالفيس بوك
التعليقات
استطلاع رأى

هل تتوقع أن تساهم التظاهرات بتحسين مستوى الخدمات

14 صوت - 67 %

0 صوت - 0 %

عدد الأصوات : 21

أخبار