![]() |
|
28
مايو
2025
|
كرسي رئيس الوزراء تحت مجهر الجدل!!
نشر منذ 1 يوم - عدد المشاهدات : 1178
|
▪️ تيمور الشرهاني
تشهد منصات التواصل الاجتماعي موجة متصاعدة من النقاشات
التي لم تترك شأناً سياسياً دون تمحيص، حتى وصلت إلى حد انتقاد تفاصيل دقيقة وغير متوقعة
في المشهد السياسي العراقي. وقد كان آخرها الجدل الدائر حول الكرسي الذي جلس عليه رئيس
مجلس الوزراء، محمد شياع السوداني؛ وهو كرسي بسيط لا تتجاوز قيمته 500 دينار عراقي،
مصنوع من خشب الصاج المتوفر في الأسواق المحلية، ويمكن لأي فرد اقتناؤه دون عناء.
ورغم ثقل المنصب الذي يشغله السوداني، وجد البعض
في هذا الكرسي المتواضع مادة للنقاش والانتقاد، متغافلين عن ضرورة تركيز الجهود على
القضايا الجوهرية والتحديات الحقيقية التي تواجه المواطن . وهنا يبرز التساؤل: هل من
المنطقي أن يُختزل حضور رئيس وزراء العراق، صاحب أحد أرفع المناصب في الدولة، في تفاصيل
شكلية كنوع الكرسي الذي يجلس عليه، بينما الكرسي ذاته لا يحمل أي دلالة سوى كونه جزءاً
من ديكور مكتبه؟
إن قيمة رمزية الدولة وشخص من يمثلها لا تتعارض مع
حق المواطن في النقد والمطالبة بالإصلاح، لكنها تتطلب في الوقت ذاته وعياً بأهمية التوازن
في الطرح، والابتعاد عن الانشغال بصغائر الأمور التي تشتت الانتباه عن القضايا الوطنية
الكبرى. فالمسؤولية الوطنية تقتضي أن يكون النقاش موجهاً نحو ما يمس حياة المواطن ومستقبل
العراق، لا أن ينحصر في جزئيات سطحية لا تقدم ولا تؤخر في مسار الإصلاح والتغيير.