![]() |
|
14
مايو
2025
|
ملحمة العطاء في كربلاء!!
نشر منذ 3 يوم - عدد المشاهدات : 1900
|
▪️ بقلم: تيمور الشرهاني
في زمنٍ شحّت فيه النماذج
المضيئة، وتوارى فيه الإخلاص خلف جدران البيروقراطية، يظهر، محافظ كربلاء المقدسة نصيف
الخطابي ، كعنوان استثنائي لفن الإدارة والقيادة الأخلاقية. لم يكن مجرد مسؤول يتقلّد
منصباً رسمياً؛ بل ارتقى ليصبح رمزاً للأبوة الحانية، والقيادة الملهمة، وقائداً يلهج
الناس بذكره في السر والعلن. إن سر تميّزه لا يكمن في قرارات إدارية روتينية، بل في
روحه الوثّابة، وجرأته على إعادة تعريف معنى القيادة في زمنٍ باتت فيه القيم عملة نادرة.
هنا قد لا تكفي الكلمات
لرسم صورة هذا القائد الذي تحوّل إلى أسطورة حية بين أبناء محافظته. لقد تجاوز مفهوم
الإدارة التقليدية إلى فضاءات الإبداع الإنساني، فكان حاضراً في كل زاوية وشارع، يتنفس
هموم الناس، ويعيش تفاصيل معاناتهم وأحلامهم. لم يكن الحضور الميداني بالنسبة إليه
استعراضاً إعلامياً، بل ممارسة يومية تنبض بالمسؤولية والصدق، حيث يصرّ على أن يكون
أول من يصل وآخر من يغادر، متحدياً حرارة الصيف وصقيع الشتاء، وعراقيل الروتين، ليترسخ
في وجدان الجميع أن المسؤولية أمانة قبل أن تكون منصباً.
ويكمن مصدر الانبهار في
أن فريق عمله لا يقل عنه إخلاصاً ولا عزيمة؛ كوادر استثنائية نذرت نفسها لخدمة كربلاء،
يعملون كخلية نحل لا تعرف الكلل، ينسجون فصولاً جديدة من الإبداع والرقي، وينحتون بمعاولهم
جبال التحديات، ليصنعوا واقعاً أجمل لأهل المدينة وزائريها. لقد نجح هذا الفريق تحت
قيادة الخطابي في تحويل الأحلام إلى منجزات ملموسة، والمشاريع إلى واقع يزهو به الجميع.
ولم تكن ثقة الناس به محض
صدفة أو ثمرة دعاية عابرة، بل نتيجة تواصل إنساني عميق، وتراكم سنوات من العمل الميداني
والإنجازات المبهرة. لقد أعاد لمنصب المحافظ قدسيته ومهابته، وأثبت أن القيادة ليست
سلطة بل رسالة، وأن الإخلاص هو جواز العبور إلى قلوب الناس وعقولهم.
بيد إن تجربة كربلاء اليوم
ليست إلا ملحمة استثنائية في زمن استثنائي، خطّها محافظها وفريقه بحروف من نور، حتى
غدا اسمهما مقروناً بكل نجاح يتحقق وكل حلم يُنجز. وبينما تزداد الحاجة إلى نماذج ملهمة
في الإدارة العامة، يظل نصيف الخطابي وفريقه قدوة لكل من يتطلع إلى خدمة الوطن بروح
الوفاء والابتكار.
وفي ظل هذا المشهد المضيء،
لا يجد أبناء كربلاء المُقدسة أبلغ من الدعاء لهذا القائد وفريقه، ليبقى عطاؤهم متدفقاً
وسيرتهم منارة للأجيال، في زمنٍ يتعطش فيه الوطن إلى هكذا رجالٍ يجيدون صناعة الفارق
وترك البصمة، ويكتبون بأفعالهم سطور المجد في دفتر التاريخ.