3
يوليو
2025
قائد التفاصيل الصغيرة: إدارة استثنائية تصنع الفارق !!
نشر منذ 16 ساعة - عدد المشاهدات : 1824



بقلم / رئيس التحرير

 

حين نبحث عن القيادة الحقيقية، نجدها في أولئك الذين يجيدون الإمساك بزمام الأمور بمهارة ودقة، أشخاص لا تغيب عنهم تفاصيل صغيرة ولا كبيرة، يديرون المؤسسات بحنكة تجعلهم مثار إعجاب حتى من أشد المنتقدين. هنا، تبرز شخصية فريدة في إدارة المؤسسات، شخصية أثبتت جدارتها في مواجهة التحديات وتنظيم العمل بكفاءة تُحسب لها. 

 

في اجتماع خاص عُقد امس استعداداً لزيارة العاشر من محرم الحرام، برزت فطنة هذا المسؤول بشكل لافت للنظر. كانت مداخلاته دقيقة وواضحة، ولم يكن حديثه مجرد كلمات عابرة، بل كان يعتمد على بيانات وإحصائيات مدروسة. أكثر ما أثار الانتباه هو معرفته الدقيقة بالنسب المائية اللازمة للمحافظة وكمية الوقت المطلوب لإطلاق هذه المياه لتلبية احتياجات الزيارة. هذه التفاصيل الدقيقة تعكس إلماماً استثنائياً بمجريات الأمور، وقدرة على التخطيط المسبق تجعل من إدارته نموذجاً يُحتذى به. 

 

الأمر لم يتوقف عند هذا الحد، بل إن معرفته بمنتسبي الأقسام وأسمائهم، وخطابه لهم واحداً تلو الآخر، أضفى طابعاً إنسانياً على إدارته، وجعل الجميع يشعرون بأنهم جزء من المنظومة وليسوا مجرد أرقام أو أسماء عابرة. استمر الاجتماع ثلاث ساعات، ومع ذلك، لم يبدُ عليه أي ملل أو فتور. على العكس، كان حديثه يدفع الجميع إلى التركيز، ويشرك الحاضرين في النقاشات بأسلوب يجعلهم يشعرون بأهمية كل كلمة تُقال وكل رأي يُطرح. 

 

ورغم التنظيم الدقيق والإدارة المتميزة، لا يمكن إنكار وجود بعض الإخفاقات التي تشهدها مثل هذه الفعاليات الكبرى. ولعل أبرز الأسباب تعود إلى قلة التجهيزات المخصصة، إلى جانب المشاكل التقنية التي تواجهها المحافظة، مثل الأفران الكهربائية التي تستهلك طاقة عالية، ما يؤدي إلى أعطال متكررة في المحولات. كما أن هناك تحديات أخرى، كعمل بعض المفارز الطبية دون علم دائرة صحة المحافظة. 

 

لكن، ما يثير الإعجاب حقاً هو أن هذه الإخفاقات لم تمر مرور الكرام. بل وُضعت لها آلية عمل جديدة بالتعاون بين قيادة العمليات والدوائر ذات العلاقة ومكتب المحافظ. هذه الخطوة تبرهن على إدراك هذا المسؤول لأهمية تدارك الأخطاء وتحويلها إلى دروس للمستقبل، بدلاً من تركها لتتفاقم دون حلول. 

 

إن هذه الشخصية الإدارية الفريدة تقدم نموذجاً عملياً لإدارة الأزمات وتنظيم الفعاليات الكبرى. نموذج يستحق التوقف عنده، ليس فقط للإشادة، بل للاستفادة من تجربته في مجالات أخرى. قد يختلف البعض معه، وقد ينتقده آخرون، لكن الحقيقة التي لا يمكن إنكارها هي أن هذه الكفاءة الإدارية العالية تظل علامة فارقة في زمن نحن بأمسّ الحاجة فيه إلى قيادات تعرف كيف تقود وتدير بحنكة وذكاء.



صور مرفقة






أخبار متعلقة
مشاركة الخبر
التعليق بالفيس بوك
التعليقات
استطلاع رأى

هل تتوقع أن تساهم التظاهرات بتحسين مستوى الخدمات

14 صوت - 67 %

0 صوت - 0 %

عدد الأصوات : 21

أخبار