|
23
أغسطس
2024
|
حراس بوابة الظلام: قبضة الجهل على المجتمع!!
نشر منذ 3 شهر - عدد المشاهدات : 280
|
تيمور الشرهاني
تُعرف جماعة "حراس بوابة الظلام" بتأثيرها القوي على الثقافة
والمجتمع، حيث يروجون لفكر تقليدي مُتجمد، متجاهلين التطور والتجديد. هذه الجماعة تجعل
من عباءة الدين غطاءً لتبرير هيمنتها وصنع دوائر مغلقة حول ما يعتبرونه مُقدساً فهم
يسعون بعزم للسيطرة على العقول وفرض تحريمات تحد من كل فرصة للتغيير والإبداع. في ظل
تأثيرهم يبدو أن العالم قد تجمد في مكانه وكأن الإنسانية لم تعرف حركة حقيقية منذ عصور
مضت.
تعمل جماعة "حراس بوابة الظلام" على رسم دوائر مغلقة حول المفاهيم
والمُقدسات التي ينظرون إليها بعين الحذر، ويمنعون أي نقاش ينزلق خارج حدود فقههم الصارم،
محافظين على السلطة من خلال نشر الخوف من المجهول فهؤلاء يقومون بأعمال تنفير ضد الأفكار
الجديدة، متجاهلين أن الابتكار هو جزء أساسي من تطور أي مجتمع. وبهذا الأسلوب، يثبتون
قيداً مُحكماً على المجتمع مما يُعيق أي فكرة للتجديد أو التغيير.
للأسف، يقوم هؤلاء "الحراس" باستغلال الدين كأداة للهيمنة على
المجتمع، ويستظلون بعباءة المقدسات لتبرير أفعالهم وفرض آرائهم التي تخدم مصالحهم،
مما يؤدي إلى استغلال التعاليم الدينية لأغراض سلطوية. حبهم للسيطرة يجعلهم يتجاهلون
المبادئ الحقيقية للدين، مُحولين إياه إلى وسيلة للتخويف وإحكام السيطرة على التفكير.
فهم يتحكمون في حريات الآخرين، ويُعيقون أي جهد لفهم الدين بشكل أكثر انفتاحاً.
لذا تعتبر مقاومة جماعة "حراس بوابة الظلام" للتجديد والإبداع
بمثابة سلاح ذو حدين. فبينما هم يسعون للحفاظ على تقاليدهم، ويتناسون أن التطور الإنساني
يعتمد على الابتكار والثقافة المتجددة، ويخلقون جواً من الخوف من التجديد مما يُعيق
إبداع الأجيال الجديدة فنتج عن هذه المقاومة تراجع واضح في الفنون والآداب، مما يَنعكس
سلباً على الثقافة العامة.
سيما تأثير خرافاتهم على عقول الناس البسطاء كما يفتخر هؤلاء الحراس بإسهابهم
في ضخ قصص خرافية وأساطير قديمة، تهدف إلى السيطرة الفكرية على الطبقات البسيطة بأساليبهم
الدرامية القذرة فهم بارعون ويتمكنون من أسر عقول البسطاء، مُشكلين واقعاً زائفاً يجعلهم
يصدقون خرافاتهم. هذا الاستغلال يُعدّ تهديداً فعلياً للوعي الجمعي، ويُضعف قدرات الأفراد
على التفكير النقدي والاستنتاج المستقل بيد أنّ تأثيرهم يُشبه سلاسل ترسم حدوداً على
عقول الأجيال القادمة.
اليوم المُجتمع بحاجة إلى التَحرر من قيود التخلف، سيما في العراق والمنطقة
بأسرها لا شك ان عراقنا يستحق أكثر بكثير من الانغماس في قيود تخلف هذه الجماعة العفنة
المُمنهجة.
لهذا تَتطلب المرحلة الحالية تحرراً حقيقياً من قيد الجهل الذي يحيط بمجتمعنا
فيجب أن نعمل على نشر الثقافة الحقيقية التي تحتفي بالفكر والتجديد، وفتح الأبواب للأفكار
الجديدة. بغير ذلك، ستظل القيود تمنع التقدم وتحجب مستقبل الأجيال الجديدة. الوقت قد
حان لرفع الصوت ضد التخلف وبناء مجتمع قائم على الفهم والاحترام للعملية الثقافية المتطورة.