4
اكتوبر
2025
كربلاء تنهض كأنها وعدٌ مُبرم… منارةُ إعمارٍ تتلألأ في سماء العراق!!
نشر منذ 4 يوم - عدد المشاهدات : 3116



حاوره - رئيس التحرير

 

وسط النهضة العمرانية والخدمية التي تشهدها كربلاء المقدسة، أجرت جريدة الإعلام العراقي حواراً صحفياً خاصاً مع محافظ كربلاء المقدسة المهندس نصيف جاسم الخطابي، الذي تحدّث بإسهاب عن أبرز المشاريع الاستراتيجية التي جعلت من كربلاء بوابة للإنجازات في العراق.

 

واستهل المحافظ حديثه بتوجيه شكره وتقديره العالي لمنتسبي جريدة الإعلام العراقي، مثمناً جهودهم الكبيرة في مواكبة الأحداث ونقل الحقائق بلغة مهنية رصينة، مؤكداً أن الإعلام الوطني المسؤول شريك أصيل في مسيرة التنمية والبناء، وأن صوت الصحافة الواعية يشكل ركيزة لترسيخ الثقة بين المواطن ومؤسسات الدولة.

 

من هذا المنطلق، انطلقت محاور الحوار الذي تناول ملفات الطاقة والاستثمار والخدمات والبعد الإنساني، ليضع أمام القارئ صورة متكاملة عن حاضر كربلاء ومستقبلها الواعد.

 

سيادة المحافظ، الجميع يتحدث اليوم عن كربلاء باعتبارها “بوابة الإنجازات” في العراق. ما الذي جعل هذه المدينة تشهد هذه الطفرة النوعية في جميع القطاعات خلال فترة وجيزة؟

 

-الحقيقة أن كربلاء المُقدسة لم تكن يوماً بعيدة عن موقعها الريادي، فهي مدينة الشهداء وقبلة الملايين، وحاضنة لقيم الإنسانية. ومن هذا الإرث العميق استلهمنا منهجنا في الإدارة. اعتمدنا على رؤية استراتيجية شاملة أساسها التخطيط المدروس والعمل الميداني، وانطلقنا من قناعة أن المواطن هو محور كل مشروع. لذلك وظّفنا كل إمكاناتنا لتطوير البنى التحتية، وتنويع مصادر التنمية، وتوسيع فرص الاستثمار، بالتنسيق الوثيق مع الوزارات الاتحادية والقطاع الخاص. ما تحقق هو حصيلة عمل جماعي، وثمرة وعي أبناء كربلاء الذين كانوا شركاء حقيقيين في هذه النهضة، وبهذا أصبحت مدينتنا مثالاً يُحتذى به على مستوى العراق.

 

شهدنا مؤخراً انطلاق أول مشروع للطاقة الشمسية في العراق من أرض كربلاء. ما دلالة هذا المشروع على حاضر المحافظة ومستقبلها؟

 

-هذا المشروع يشكل علامة فارقة في مسيرة العراق نحو الطاقة البديلة. نحن نتحدث عن أول محطة للطاقة الشمسية بقدرة إنتاجية بدأت بـ 22 ميكاواط، وستصل قريباً إلى 75 ثم إلى 300 ميكاواط ضمن المرحلة الكاملة. هذه ليست مجرد أرقام، بل هي نقلة حضارية تعكس انفتاح العراق على التكنولوجيا النظيفة وتقليل الاعتماد على الوقود الأحفوري. اختيار كربلاء لانطلاق هذا المشروع يعكس مكانتها كمركز ثقة للدولة، ويؤكد أنها بيئة مستقرة وقادرة على قيادة المشاريع الاستراتيجية. إننا نرى فيه بداية عهد جديد يضع العراق على مسار التنمية المستدامة ويواكب التوجهات العالمية في حماية البيئة.

 

في موازاة التنمية الاقتصادية، لمسنا اهتمامكم الإنساني بملفات الأيتام والمتعففين. كيف توازنون بين الإعمار المادي والبُعد الاجتماعي الإنساني؟

 

-التنمية في نظرنا ليست أبنية شاهقة أو طرقاً عريضة فحسب، بل هي أيضاً بناء الإنسان وصون كرامته. لذلك جعلنا الشرائح الاجتماعية الضعيفة في صميم خططنا. أقمنا مهرجانات للتكافل التعليمي، وزودنا الأيتام والمتعففين بتجهيزات مدرسية، وأطلقنا مبادرات لرعاية الطلبة كي لا يُحرموا من التعليم بسبب ظروفهم. نحن نؤمن أن العدالة الاجتماعية هي الأساس المتين لأي عملية إعمار، وأن النهضة لا تكتمل إلا عندما يشعر كل فرد في المجتمع أنه جزء من مسيرة التنمية. قيم كربلاء الرسالية هي التي تلهمنا في هذا الطريق.

 

كثيراً ما تؤكدون على دور الشباب، فماذا أعددتم لهم ليكونوا شركاء حقيقيين في هذه النهضة؟

 

-الشباب هم قوة كربلاء وذخيرتها للمستقبل. نحن نعمل على تحويل طاقاتهم إلى منجزات ملموسة عبر برامج التدريب المهني، وورش التطوير التقني، وتشجيع المبادرات الريادية. فتحنا أمامهم أبواب القطاع الخاص، ونمنحهم الأدوات ليكونوا صُنّاع فرص عمل لا باحثين عنها فقط. نريد جيلاً قادراً على مواكبة التكنولوجيا، ومؤهلاً لدخول أسواق العمل الحديثة في مجالات الصناعة والطاقة والخدمات. وبقدر ما نؤمن بهم، فإننا نضع ثقتنا في أن شباب كربلاء سيكونون عماد المرحلة القادمة.

 

دخلت كربلاء لأول مرة “النادي النفطي” عبر مشروع استخراج النفط. ماذا يعني ذلك للمحافظة وللعراق؟

 

-إنها لحظة تاريخية بكل ما تعنيه الكلمة. دخول كربلاء إلى خارطة الإنتاج النفطي سيغيّر ملامح اقتصادها ويفتح أمامها فرصاً استثمارية هائلة. هذا المشروع لا يمثل مجرد زيادة في الإيرادات، بل هو تحول استراتيجي يضع المحافظة على طريق الاعتماد الذاتي ويوفر آلاف فرص العمل. على المستوى الوطني، فإنه يعزز مكانة العراق كمصدر رئيس للطاقة، ويضيف بعداً جديداً للتنمية المتوازنة بين المحافظات. أعتقد أن هذا الإنجاز سيبقى علامة مضيئة في تاريخ كربلاء.

 

كيف تستعد المحافظة للاستحقاق الانتخابي القادم؟

 

-نحن نؤمن أن الانتخابات ليست مجرد عملية إجرائية، بل هي عنوان لرسوخ الديمقراطية.

 لذلك عقدنا اجتماعات موسعة مع مفوضية الانتخابات لتأمين الدعم الكامل لها، بدءاً من الجوانب اللوجستية والفنية، وصولاً إلى تأمين الأجواء الآمنة. كربلاء ستكون نموذجاً في نزاهة وشفافية الانتخابات، ونحن نعمل بكل جدية لضمان أن تخرج هذه التجربة بصورة تعكس أصالة مدينتنا ووعي أهلها. نجاح الانتخابات في كربلاء جزء لا يتجزأ من نجاحها على المستوى الوطني.

 

في الختام، كيف ترسمون صورة كربلاء بعد كل هذه الإنجازات؟

 

-أراها مدينة تزدهر في كل اتجاه: عاصمة دينية وروحية يقصدها الملايين، ومركزاً عمرانياً يقود النهضة، وحاضنة إنسانية تجسد قيم التكافل، وساحة مفتوحة أمام الاستثمار. أراها مدينة تتكامل فيها الأصالة مع الحداثة، الماضي المشرق مع الحاضر المتجدد. وما تحقق اليوم ليس سوى بداية لمسيرة أكبر، فنحن ماضون في تحويل كربلاء إلى مدينة نموذجية للعراق والمنطقة. إنها بحق قلب العراق النابض، وستظل منارة مضيئة في مسيرة التنمية والإنسانية.

 

وهكذا، يخرج القارئ من هذا الحوار وهو أمام صورة متكاملة لكربلاء المقدسة؛ مدينةٌ تتحرك بخطى واثقة، تتزين بمشاريعها الكبرى، وتستند إلى رؤية واضحة يقودها محافظها المهندس نصيف جاسم الخطابي، الذي جعل من الإعمار والتنمية والتكافل الإنساني نهجاً ثابتاً لا يعرف التوقف.

 

كلمات المحافظ لم تكن مجرد تصريحات عابرة، بل ملامح مشروع وطني ينبض بالحياة، تتلاقى فيه أصالة كربلاء الروحية مع نهضتها العمرانية الحديثة. وفي ختام حديثه، جدد المحافظ إشادته بدور جريدة الإعلام العراقي وطاقمها الصحفي، مؤكداً أن الإعلام الحر المسؤول هو الشريك الأصيل في صناعة الوعي، وتوثيق مسيرة التحولات التي يشهدها العراق اليوم.

 

إنها كربلاء التي لا تكتفي بأن تكون منارة التاريخ، بل تصرّ على أن تكون بوابة المستقبل.



صور مرفقة






أخبار متعلقة
مشاركة الخبر
التعليق بالفيس بوك
التعليقات
استطلاع رأى

هل تتوقع أن تساهم التظاهرات بتحسين مستوى الخدمات

14 صوت - 67 %

0 صوت - 0 %

عدد الأصوات : 21

أخبار