![]() |
|
20
ابريل
2025
|
كربلاء على أعتاب نهضة شاملة: محافظ كربلاء المقدسة في حوار خاص مع "الإعلام العراقي" يكشف عن مشاريع استراتيجية وخطط استثمارية واعدة
نشر منذ 5 يوم - عدد المشاهدات : 6384
|
▪️كربلاء المقدسة أمام عصر جديد من التنمية الصناعية والتعليمية والاستثمار الدولي
حوار / رئيس التحرير
يشهد العراق تحولات كبرى على المستويات الاقتصادية
والاجتماعية، تبرز محافظة كربلاء المقدسة كنموذج متقدم للتنمية الشاملة والانفتاح على
الاستثمار الدولي، مستفيدة من مكانتها الدينية والحضارية وطاقات أبنائها.
ومع تصاعد وتيرة المشاريع الاستراتيجية وازدهار
القطاعين الصناعي والخدمي، بات اسم كربلاء يتردد في الأوساط المحلية والدولية كنقطة
جذب للاستثمار والسياحة الدينية والصناعية معاً.
وفي هذا السياق، تلتقي "جريدة الإعلام
العراقي" بمحافظ كربلاء المقدسة المهندس نصيف جاسم الخطابي، الذي يقود حراكاً
تنموياً واسعاً في مختلف القطاعات. نسلط في هذا الحوار الضوء على أبرز المشاريع، فرص
الاستثمار، التعاون الدولي، والتحديات التي تواجه المحافظة، ورؤية الحكومة المحلية
لمستقبل كربلاء كحاضرة عراقية نابضة بالحياة والتنمية.
بدايةً يسرني أن أرحب بكم أجمل ترحيب في محافظة
كربلاء المقدسة، وأعبر عن تقديري الكبير للجهود التي بذلتموها وتحملكم عناء السفر والحضور
إلى مبنى المحافظة من أجل إجراء هذا اللقاء. إن حضوركم الكريم يعكس مهنية جريدة الإعلام
العراقي وحرصكم الصادق على نقل الصورة الحقيقية لما تشهده كربلاء من تطور ونمو في مختلف
المجالات.
أثمن عالياً دوركم الإعلامي المتميز في تسليط
الضوء على الإنجازات والتحديات، وأؤكد أن الإعلام الوطني هو الشريك الأساسي في مسيرة
البناء والتنمية. أتمنى لكم دوام النجاح والتوفيق في أداء رسالتكم النبيلة، وأن يكون
هذا اللقاء خطوة نحو مزيد من التعاون المثمر بين المحافظة والجريدة.
سيادة المحافظ:
▪️شهدت كربلاء مؤخراً توقيع ثلاث مذكرات تفاهم
مع شركات صينية كبرى. كيف تقيمون أهمية هذه الخطوة، وما الذي ينتظر المحافظة على الصعيد
الصناعي؟
-بحمد الله وبرعاية دولة رئيس مجلس الوزراء
وإشراف وزير الصناعة والمعادن، تمكنا من توقيع ثلاث مذكرات تفاهم بين شركة اليسرة المطورة
للمدينة الصناعية الكبرى في كربلاء وإحدى أكبر الشركات الصينية "SEPCO". تتضمن هذه الاتفاقيات تنفيذ أربعة مصانع
للبتروكيمياويات والبنى التحتية والتشغيل والصيانة، بالإضافة إلى مشروع محطة توليد
كهرباء كبرى مستقبلاً.
هذه المشاريع تمثل نقلة نوعية في مستقبل كربلاء،
حيث تقام المدينة الصناعية على مساحة 5300 دونم وبنسبة إنجاز 60%، ما سيوفر عشرات الآلاف
من فرص العمل لأبناء المحافظة، ويجعل كربلاء مركزاً صناعياً حيوياً على مستوى العراق
والمنطقة.
▪️شهدت كربلاء حضوراً دولياً واسعاً
وتعاوناً مع وفود أجنبية. ما هي أبعاد هذا الانفتاح، وما الرسالة التي تودون إيصالها
للمستثمرين؟
-نرحب دائماً بجميع الوفود الدولية، وقد استقبلنا
مؤخراً السيدة مايرون فان شك، المندوب الخاص لمملكة هولندا في الشرق الأوسط، حيث بحثنا
سبل التعاون خاصة في القطاع الزراعي والثروة الحيوانية.
أؤكد أن كربلاء سوق واعد للمستثمرين، إذ تستقبل
سنوياً أكثر من 80 مليون زائر من العراق والعالم، وتتمتع باستقرار أمني وسياسي وبيئة
استثمارية مشجعة. ندعو الشركات الهولندية وجميع المستثمرين للعمل في كربلاء، ونلتزم
بتقديم الدعم وتذليل العقبات أمامهم.
▪️على صعيد البنية التحتية، ما هي أبرز
المشاريع التي تشرفون عليها حالياً؟
-نعمل حالياً على تطوير شبكة الطرق الحيوية،
منها مشروع تطوير الشارع الرابط بين شارع السيدة زينب الكبرى ومحور بابل، بطول يتجاوز
9 كم. وجهنا الكوادر الهندسية بضرورة الالتزام بأعلى المواصفات القياسية لضمان جودة
التنفيذ، ونتابع ميدانياً سير العمل لما يمثله المشروع من أهمية في ربط شمال المحافظة
بشرقها.
▪️كيف تقيّمون دور كربلاء المقدسة في
التعاون العربي والدولي؟
-كربلاء اليوم حاضرة على خارطة العلاقات الإقليمية
والدولية. ناقشنا مع الأمين العام المساعد لجامعة الدول العربية، الدكتور عبد الحسين
الهنداوي، آليات التعاون في عدة ملفات. وقد أشاد سيادته بجهودنا التنظيمية والخدمية،
وأكد أن كربلاء باتت نموذجاً في استقبال ملايين الزائرين من مختلف دول العالم.
▪️ما هي جهود المحافظة في دعم القطاعات
الحيوية كالصحة والتعليم والرياضة؟
-ندعم جميع القطاعات الحيوية، فقد كرمنا مؤخراً
لاعب المصارعة سجاد علي مكسر بعد إحرازه الوسام الفضي في بطولة آسيا، وأعلنا عن تخصيص
قاعة تدريبية لفريق المصارعة.
أما في قطاع التعليم، فحرصنا على دعم البرامج
التدريبية وتطوير الكفاءات، وحضرنا حفلات تخرج في مختلف المراحل التعليمية، مؤكدين
التزامنا بالاستثمار في التعليم كأساس لمستقبل أفضل.
كما نثمن جهود الكادر التمريضي ونقدم كامل الدعم
للنقابة، لإيماننا بدورهم الحيوي في المنظومة الصحية.
▪️وماذا عن إجراءات السلامة العامة؟
-السلامة العامة أولوية قصوى. بحثنا مع مدير
الدفاع المدني واقع العمل وضرورة اتخاذ الإجراءات القانونية بحق المخالفين لضمان حماية
الأرواح والممتلكات. ونواصل جهودنا في تعزيز الثقافة المجتمعية للوقاية والسلامة.
▪️شهدت كربلاء فعاليات بيئية ومجتمعية
عدة مؤخراً. كيف تنعكس هذه النشاطات على وجه المحافظة؟
-نحن ملتزمون بتعزيز الثقافة الخضراء في مجتمعنا،
وقد نظمنا المعرض السنوي الأول للزهور بالتعاون مع العتبتين المقدستين والقطاع الخاص.
هذه الفعاليات تكرس رسالة بيئية وتنموية، وتمنح كربلاء صورة مشرقة كحاضرة للسلام والتجدد.
▪️أخيراً، كيف ترون مستقبل كربلاء في
ظل هذه المشاريع والتعاونات؟
-كربلاء اليوم على أعتاب عصر جديد من التنمية
الشاملة، بفضل مشاريع استراتيجية مثل المدينة الصناعية الكبرى ومطار كربلاء الدولي،
وبالتعاون مع شركائنا الإقليميين والدوليين. نؤمن أن هذه الخطوات ستجعل من كربلاء مركزاً
اقتصادياً وعلمياً وثقافياً بارزاً، يخدم أبناءها وزائريها من كل أنحاء العالم.
بهذه الروح العملية والانفتاح على العالم، تمضي
كربلاء نحو مستقبل مشرق، مزدهر بالفرص والإمكانات، بقيادة محافظها المهندس نصيف جاسم
الخطابي، الذي أكد خلال حديثه لجريدة الإعلام العراقي أن كربلاء ستبقى مدينة الحياة
والتنمية والسلام.
ونحن نقول تبقى كربلاء مثالاً يحتذى به في العمل
المؤسساتي والتكامل بين القطاعات، ورسالة أمل لكل المحافظات العراقية بأن الإرادة والطموح
قادران على صناعة واقع جديد.