![]() |
|
20
ابريل
2025
|
دماء الشهداء.. إرثٌ لا ينضب
نشر منذ 5 يوم - عدد المشاهدات : 3800
|
▪️بقلم / د غفران إقبال الشمري
في الذكرى الثالثة والثلاثين لتأسيس الحركة الإسلامية في العراق، نستحضر
مسيرةً حافلةً بالتضحيات، مسيرةٌ لم تكن مجرد سردية تاريخية، بل كانت دماءً سالت على
تراب هذا الوطن، وأرواحاً طاهرة ارتفعت راياتٍ للحرية والكرامة. ففي مثل هذا اليوم
من عام 1992، انطلقت الحركة حاملةً على عاتقها مع باقي الجهات الفاعلة مهمة إسقاط النظام
البائد، ولم تكن تلك المهمة سهلةً، بل كانت طريقاً شائكاً، زُرعت فيه الدماء، وسُطرت
فيه أسماء شهداء خالدين.
من بين هؤلاء الشهداء، يبرز اسمان كنجمين ساطعين في سماء الجهاد: أبو جواد
الحيدري وأبو نصيف الفرطوسي، اللذان وقفا في وجه آلة القمع، وواجها بأجسادهما زخات
الرصاص والظلم، ليسقطا شهداءً في معركة الدفاع عن العراق وأهله. لقد كانا نموذجاً للقائد
الذي لا يتراجع، والذي يرى في الشهادة حياةً أبديةً، لا نهايةً مؤلمة.
لم تكن الحركة الإسلامية في العراق مجرد تنظيمٍ عابر، بل كانت مشروعاً
وطنياً وإسلامياً، قاده الشهيد المؤسس أبو زينب الخالصي، رجلٌ أدرك مبكراً أن الحرية
لا تُمنح، بل تُنتزع انتزاعاً. لقد زرع في نفوس أتباعه روح المقاومة، وجعل منهم حراساً
للعراق، يحمونه من براثن التكفير والإرهاب، ويذودون عن مقدساته وشعبه.
اليوم، ونحن نستذكر هذه المسيرة، لا ننوح على أمواتٍ، بل نحتفي بأحياءٍ
خالدين، أرواحهم تُضيء الدرب للأجيال القادمة. لقد سقط النظام البائد، وانهارت مشاريع
التكفير، لكن الدماء التي سُفكت ما زالت تُذكّرنا بأن الحرية ثمنها باهظ، وأن الشهداء
هم حراس الذاكرة والهوية.
بيد إن الحركة الإسلامية في العراق، برئاسة الأستاذ أحمد الأسدي، ما زالت
تحمل راية الشهداء، وتواصل مسيرتها بثباتٍ، لأن الدم الطهور الذي سال على تراب هذا
الوطن لم يكن عبثاً، بل كان بذرةً لنبتة الحرية، التي ستظل خضراءَ ما دام هناك رجالٌ
يؤمنون بأن الشهادة ليست نهاية المطاف، بل بداية الطريق.
فإلى الشهداء.. تحية إجلالٍ وإكبار، وإلى الأحياء.. تحية ثباتٍ وإصرار،
فالعراق باقٍ، وشهداؤه خالدون.