حاوره / تيمور الشرهاني

 

أجرى فريق جريدة الإعلام العراقي، بحضور رئيس التحرير، لقاءً خاصاً مع المدير العام لتربية كربلاء المقدسة وميض خليل التميمي، جاء هذا الحوار في ظل سلسلة من الفعاليات والأنشطة التي تشهدها المديرية، والتي تعكس روح التجديد والإصرار على مواكبة التحديات التربوية والاجتماعية في المحافظة. 

استعرضنا مع المدير العام أبرز الملفات المطروحة على الساحة، من التحضيرات للمؤتمر الوزاري حول المؤثرات العقلية، إلى جهود التحول الرقمي، مروراً بتكريم المتفوقين والأنشطة التوعوية، وصولاً إلى تطوير برامج التدريب وتنمية المواهب الطلابية. 

فيما يلي نص الحوار الذي أجرته الجريدة، مستعرضين فيه آفاق العمل التربوي والتحديات التي تواجه العملية التعليمية في كربلاء المقدسة.

 

▪️ بدايةً، نود أن نعرف تفاصيل اللقاء الأخير الذي جمعكم بالوفد الوزاري، وما هي أهداف المؤتمر الوزاري الأول حول المؤثرات العقلية؟

 

-كان لنا شرف استقبال وفد وزاري رفيع برئاسة الأستاذ نبراس الغريري، مسؤول شعبة المؤثرات العقلية في الوزارة، بحضور معاوني المدير العام وعدد من مديري الأقسام. يأتي هذا اللقاء ضمن التحضيرات لعقد المؤتمر الوزاري الأول حول “المؤثرات العقلية وتأثيرها على شخصية الإنسان”، والمقرر إقامته هنا في كربلاء المقدسة بدعم مباشر من المحافظ المهندس نصيف جاسم الخطابي. هدف المؤتمر هو توحيد الجهود لمواجهة هذه الآفة، من خلال وضع آليات عمل مشتركة بين المديريات التربوية والجهات المعنية، بما يسهم في حماية الأجيال.

 

▪ ️كيف تنظرون إلى خطورة المؤثرات العقلية على الطلاب، وما هو الدور الذي تقوم به المؤسسات التربوية في هذا الجانب؟

 

-لا شك أن المؤثرات العقلية تشكل خطراً كبيراً على الأفراد والمجتمع، وخاصة على الطلبة في سن المراهقة. المؤسسات التربوية يقع على عاتقها دور محوري في التوعية والتثقيف، ونركز بشكل خاص على الطلبة عبر البرامج التوعوية والأنشطة المدرسية، لنحصنهم ضد هذه الظواهر السلبية.

 

▪️ عُقد مؤخراً اجتماع مهم في المديرية حول التحول الرقمي. هل يمكن أن تحدثنا عن هذا التوجه وخططكم المستقبلية؟

 

-نعم بالفعل، عقدنا اجتماعاً موسعاً بحضور معاوني المدير العام وعدد من مديري الأقسام والكادر الفني، ناقشنا فيه خطوات التحول نحو العمل الإلكتروني وتطبيق الأتمتة الإدارية. نؤمن بأهمية التحول الرقمي في تسريع إنجاز المعاملات وتحسين جودة الخدمات. كما ناقشنا سبل تطوير البنى التحتية الرقمية وآليات تدريب الملاكات الإدارية والتربوية على الأنظمة الحديثة.

 

▪️شهدت إعدادية كربلاء احتفالية لتكريم الطلبة المتفوقين. ما أهمية مثل هذه المبادرات في نظركم؟

 

-نحن نؤمن أن تكريم المتفوقين يشكل حافزاً كبيراً لهم ولزملائهم. في الاحتفالية الأخيرة أشدت بجهود إدارة المدرسة والهيئة التدريسية وأولياء الأمور، لأن هذا النجاح هو ثمرة تعاون الجميع وإصرار الطلبة أنفسهم. هدفنا من هذه المبادرات تعزيز روح المنافسة الإيجابية وتشجيع الطلبة على الاستمرار في مسيرة التفوق.

 

▪ ️التعليم يواجه تحديات متزايدة مع توسع استخدام الألعاب الإلكترونية ووسائل التواصل الاجتماعي. ما هو دور المديرية في هذا الجانب؟

 

-أقمنا، من خلال شعبة البحوث والدراسات وقسم الإعداد والتدريب، وبالتعاون مع جهات أخرى، سلسلة ندوات توعوية حول مخاطر الألعاب الإلكترونية ووسائل التواصل الاجتماعي على التلاميذ، خاصة في المدارس الابتدائية. نهدف من خلال هذه الأنشطة إلى توعية التلاميذ، وتقديم إرشادات عملية للوقاية من التأثيرات السلبية، وتعزيز القيم الأخلاقية والدينية لديهم.

 

▪️ ماذا عن أنشطة التطوير المهني والتدريب في المديرية؟

 

-التدريب هو أحد الركائز الأساسية لتطوير الأداء المؤسسي. لدينا برامج مستمرة لتدريب الكوادر التربوية والإدارية، وقد زار مؤخراً معاون المدير العام للشؤون الفنية، الدكتور جواد المسلماوي، إحدى الدورات التدريبية، واطلع على مدى استفادة المشاركين. نحرص على تبادل الخبرات والاستفادة من التجارب الناجحة بما يخدم العملية التربوية.

 

▪️ رياض الأطفال لها أهمية خاصة في التنشئة. هل يمكن أن تحدثنا عن المهرجان السنوي لرياض الأطفال؟

 

-نظمنا المهرجان السنوي لرياض الأطفال بمشاركة أكثر من عشرة رياض من مختلف مناطق المحافظة، وبالتعاون مع مديرية الشباب والرياضة. شمل المهرجان فعاليات متنوعة، من أناشيد وعروض مسرحية واستعراضات كشفية، وهدفنا إبراز مواهب الأطفال وتنمية مهاراتهم في بيئة تعليمية تفاعلية.

 

▪️ا ختتمت مؤخراً التصفيات النهائية لمسابقة "تحدي القراءة العربي". كيف تقيّمون مستوى المشاركة؟

 

-شهدنا هذا العام تفاعلاً واسعاً ومنافسة قوية بين الطلبة، الذين قدموا مستويات متميزة في الفهم والتحليل والنقد الأدبي.

هذه المسابقة تعزز ثقافة القراءة وتنمي الحس النقدي والمعرفي لدى الشباب، ونحن في المديرية نحرص على دعم مثل هذه المبادرات الرائدة.

 

▪️ كلمة أخيرة توجهونها للكوادر التربوية والطلبة وأولياء الأمور؟

 

-أود أن أشكر جميع الكوادر التدريسية والإدارية، وأولياء الأمور على جهودهم وتعاونهم الدائم. وأؤكد للطلبة أن المثابرة والاجتهاد هما طريق النجاح، ونحن في مديرية تربية كربلاء المقدسة سنبقى داعمين لهم في جميع المجالات.

 

وفي ختام هذا الحوار، نعبّر عن تقديرنا العميق المدير العام لتربية كربلاء المقدسة،

وميض خليل التميمي، على سعة صدره وتفاعله الصريح مع تساؤلاتنا. لقد أضاء لنا جوانب مهمة من واقع التربية في المحافظة، وكشف عن رؤى طموحة وخطط واعدة لمستقبل التعليم في كربلاء. 

إن الجهود المبذولة على الصعيدين الإداري والتربوي تعكس إصرار المديرية العامة للتربية على المضي قدماً نحو تطوير المنظومة التعليمية، وتحقيق بيئة مدرسية آمنة ومحفّزة للطلبة والكادر على حد سواء. 

نتمنى دوام النجاح والتوفيق لكوادر التربية كافة، ونؤكد في جريدة الإعلام العراقي استمرارنا في تسليط الضوء على كل ما يخدم المسيرة التربوية ويعزز القيم العلمية والوطنية في عراقنا العزيز.