|
14
ابريل
2024
|
السياسي المستقل الدكتور ليث شبر
نشر منذ 6 شهر - عدد المشاهدات : 465
|
ليث شبر
التوجه نحو مستقبل مشترك: زيارة محمد شياع السوداني إلى واشنطن
في ظل التطورات العالمية المتسارعة والتحديات الإقليمية المتزايدة، يستعد
رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني لزيارة تاريخية إلى الولايات المتحدة الأمريكية،
حيث من المقرر أن يلتقي بالرئيس الأمريكي جو بايدن. هذه الزيارة، التي تأتي في وقت
يشهد فيه العراق تحولات سياسية واقتصادية مهمة، تحمل في طياتها الكثير من الآمال والتطلعات
لمستقبل العلاقات بين البلدين.
الأهداف الاستراتيجية
الزيارة المرتقبة للسوداني تهدف إلى تعزيز الحوار الاستراتيجي بين بغداد
وواشنطن وتوسيع آفاق التعاون في مختلف المجالات. يُنظر إلى هذا اللقاء كفرصة لإعادة
تأكيد الالتزامات المشتركة وتحديث بنود الاتفاقية الاستراتيجية التي تربط البلدين،
والتي تشمل الأمن والدفاع والتعاون الاقتصادي والثقافي.
التعاون الأمني ومكافحة الإرهاب
من المتوقع أن يكون الوضع الأمني في العراق والجهود المشتركة لمكافحة
الإرهاب على رأس أجندة المباحثات. العراق، الذي يلعب دوراً محورياً في الحرب ضد تنظيم
داعش، يسعى للحصول على دعم أمريكي متجدد لتعزيز قدراته الأمنية وتحقيق الاستقرار في
المنطقة.
التعاون الاقتصادي وإعادة الإعمار
التعاون الاقتصادي يشكل جزءاً كبيراً من العلاقات الثنائية، حيث يأمل
العراق في جذب المزيد من الاستثمارات الأمريكية، خاصة في قطاعات الطاقة والبنية التحتية.
كما يتطلع العراق إلى الاستفادة من الخبرات الأمريكية في مجال إعادة الإعمار والتنمية
الاقتصادية.
التبادل الثقافي والتعليمي
لا يقتصر التعاون بين البلدين على الجوانب الأمنية والاقتصادية فحسب،
بل يمتد أيضاً إلى التبادل الثقافي والتعليمي. من المتوقع أن تشهد الزيارة توقيع اتفاقيات
جديدة لتعزيز التبادل الأكاديمي والثقافي، مما يسهم في بناء جسور التفاهم والصداقة
بين البلدين..
التحديات الداخلية: الصراع بين الحكومة وفصائل المقاومة
تأتي زيارة السوداني إلى واشنطن وسط صراع داخلي متزايد بين الحكومة العراقية
وفصائل المقاومة، حيث يوجد انقسام داخل "الإطار التنسيقي" بشأن مستقبل العلاقات
العراقية – الأميركية¹. يرى بعض أعضاء الإطار التنسيقي أن الزيارة قد تزيد من الأزمة
داخل الكتلة السياسية المنقسمة حول الزيارة، مما يضع السوداني أمام تحديات لإبقاء التوازن
بين المحور الأميركي والمحور الإيراني¹.
وقد توصل السوداني إلى "تسوية" مع قادة عدة فصائل مسلحة ضمن
ما يُعرف بـ"المقاومة الإسلامية في العراق" لتجنب أي رد أميركي عسكري محتمل
داخل العراق². هذه التسوية تتركز على وقف تلك الفصائل هجماتها على المصالح الأميركية
داخل العراق، دون التطرق لهجماتها في سورية أو العمليات التي تتبناها في الأراضي الفلسطينية
المحتلة².
التأثيرات الإقليمية والدولية
يأتي هذا الصراع في ظل تحديات إقليمية ودولية معقدة، حيث يسعى السوداني
من خلال حراكه الضاغط إلى تجنب أي رد أميركي عسكري محتمل داخل العراق يساهم في تعقيد
الوضع الأمني والسياسي². وفي هذا السياق، يُعد الحل الدبلوماسي السلمي هو الأسلوب الأكثر
حكمة لتجنب المزيد من الاضطرابات وتمدد الصراع إلى المنطقة الأوسع⁵.
ختاماً
مع اقتراب موعد الزيارة، تتجه الأنظار إلى واشنطن لمتابعة نتائج هذا اللقاء
الهام، الذي قد يرسم ملامح مستقبل العلاقات العراقية الأمريكية ويسهم في تشكيل مستقبل
السياسة الإقليمية. الأمل معقود على أن تفتح هذه الزيارة الباب لمرحلة جديدة من الشراكة
والتعاون المثمر بين البلدين.