![]() |
|
24
أغسطس
2025
|
مستشار رئيس الوزراء في حوار خاص: الانتخابات المقبلة ليست ورقة في صندوق.. بل مستقبل وطن !!
نشر منذ 1 يوم - عدد المشاهدات : 4294
|
مستشار رئيس الوزراء في حوار خاص: الانتخابات المقبلة ليست ورقة في صندوق..
بل مستقبل وطن !!
حاوره : رئيس التحرير
المشهد السياسي العراقي المليء بالتقلبات، يبرز مستشار رئيس الوزراء للشؤون
الاجتماعية منذر الميالي،، كصوتٍ مختلف يجمع بين العمق الفكري والالتزام الوطني. عُرف
عنه صدقه في الطرح، وابتعاده عن لغة المزايدات السياسية، إذ يرى أن العمل العام لا
يكتمل من دون أخلاق، وأن السياسة ليست مقاعد وكراسي بقدر ما هي مشروع لبناء دولة تليق
بتضحيات العراقيين.
الميالي، الذي يستمد كثيراً من رؤيته من تاريخه الاجتماعي وتجربته الميدانية
في العمل مع الناس، يؤمن أن العراق يقف اليوم على أعتاب مرحلة مصيرية: إمّا أن يؤسس
لدولة مؤسسات راسخة، أو يبقى أسير دوامة المحاصصة التي أرهقت المواطن.
ومن هذا المنطلق، أجرت جريدة الإعلام العراقي، ممثلة برئيس تحريرها تيمور
الشرهاني، هذا الحوار الخاص مع الميالي، الذي لم يكن مجرد تبادل للأسئلة والأجوبة،
بل أشبه بخارطة طريق لمستقبل العراق.
الانتخابات ليست ورقة.. بل مستقبل
قلتم: “الانتخابات المقبلة ليست ورقة توضع في صندوق، بل مستقبل يُرسم بوعي
شعب لا يقبل العودة إلى الوراء.” ماذا تقصدون بهذه العبارة؟
-الانتخابات ليست مجرد ممارسة شكلية أو حق دستوري عابر، بل هي لحظة مصيرية
يرسم فيها الشعب مصير وطنه. الورقة التي يضعها المواطن في الصندوق ليست مجرد علامة،
بل هي أمانة تحدد اتجاه العراق لعقود مقبلة: إما نحو دولة مستقرة مزدهرة، أو نحو أزمات
متكررة. لذلك أؤكد أن وعي المواطن هو الضمانة الحقيقية، لأن نزاهة العملية لا تُبنى
على القوانين فحسب، بل على وعي الناخب وإيمانه بأن صوته مسؤولية لا تُباع ولا تُشترى.
كربلاء.. من منبع التضحيات إلى منبع التفاهمات
صرحتم: “كربلاء كانت دوماً منبع التضحيات، واليوم تُثبت أنها منبع التفاهمات
الوطنية.” كيف ترون دور كربلاء؟
-اخي الكريم : كربلاء لم تكن في يوم من الأيام مدينة عادية، بل هي رمز
للتضحية والإيثار، ومنذ عاشوراء وحتى حاضرنا تظل عنواناً للثبات والكرامة. واليوم،
كربلاء لا تعطي فقط الدروس في الفداء، بل تقدم نموذجاً للحوار الوطني والتفاهم بين
القوى المختلفة. رسالتها أن العراق يمكن أن يكون أقوى بتوافق أبنائه، لا بتصارعهم.
لذلك أرى أن كربلاء قادرة على أن تكون المنصة التي تُنتج حلولاً وتوافقات تحفظ الوطن
وتوحد أبناءه.
المقاعد ليست غاية بل وسيلة
-قلتم: “نحن لا نبحث عن مقاعد برلمانية.. نحن نبحث عن عراق يليق بشهدائه.”
ماذا تعنون؟
-الكرسي البرلماني ليس غاية، بل وسيلة. من يحصر السياسة في عدد المقاعد
يختزل الوطن في معادلة حسابية. العراق أكبر من ذلك بكثير، فدماء الشهداء أمانة في أعناقنا،
وهي التي تحدد سقف طموحاتنا. نحن نبحث عن عراق عادل، بدولة مؤسسات تحترم كرامة المواطن
وتضمن له حقوقه. الكراسي مجرد أدوات لتحقيق هذا الهدف، فإذا تحولت إلى غاية بذاتها،
ضاع الوطن بين صراعات النفوذ والمكاسب.
التغيير يبدأ من الناس لا من البرلمان
ذكرتم: “التغيير الحقيقي لا يبدأ من قاعة البرلمان، بل من وعي الناس وصوتهم
الحر.” كيف يتحقق ذلك؟
-البرلمان انعكاس لإرادة الناس، لا العكس. إذا كان الشعب واعياً ومتمسكاً
بصوته الحر، فستكون قاعة البرلمان انعكاساً لذلك الوعي. أما إذا ساد الإحباط أو سُرق
الصوت، فسوف نجد برلماناً مشلولاً. التغيير يبدأ حين يقرر المواطن أن صوته ليس سلعة
بل موقف. وهذا ما يجعلنا نؤكد دائماً : الإصلاح الحقيقي لا يُصنع داخل الجدران، بل
يبدأ من وعي الناس ورفضهم لبيع المستقبل.
السياسة بلا أخلاق مجرد صفقة
-قلتم: “السياسة بلا أخلاق مجرد صفقة.. أما حين تُدار بالصدق تصبح جسراً
نحو عراق مزدهر.” ما معنى ذلك؟
-أنا افهم أن السياسة في أصلها مشروع لخدمة الناس، لكنها حين تُفرغ من
بعدها الأخلاقي تتحول إلى لعبة مصالح وصفقات على حساب الوطن. الأخلاق ليست ترفاً في
العمل السياسي، بل هي أساس شرعية أي مشروع. عندما تُدار السياسة بالصدق والشفافية،
تصبح جسراً يربط الدولة بمواطنيها، وتتحول إلى وسيلة للبناء لا للهيمنة. نحن بحاجة
إلى إعادة الاعتبار للأخلاق في السياسة، لأنها وحدها القادرة على تحويلها من صفقات
إلى مشروع وطني جامع.
إرادة الشعب هي البوصلة
صرحتم: “إرادة الشعب أقوى من كل التحالفات، وهي وحدها البوصلة التي لا
تخطئ.” كيف تترجم هذه الإرادة؟
-التحالفات السياسية بطبيعتها مؤقتة ومتغيرة، أما إرادة الشعب فهي الثابتة
والدائمة. إذا قرر الشعب المشاركة بوعي، فسيجبر الجميع على الالتزام بخياراته. الناخب
حين يتقدم نحو الصندوق بعزيمة، فإنه يرسم المسار ويحدد مصير القوى السياسية. البوصلة
التي لا تخطئ ليست التحالفات ولا الاتفاقات، بل صوت الشعب حين يصدح بالحق والوعي.
مفترق طرق: دولة المؤسسات أو المحاصصة
قلتم: “الانتخابات المقبلة محطة مفصلية، إما أن نعبر بها إلى دولة المؤسسات
أو نبقى في دوامة المحاصصة.” ما هو السيناريو الأقرب؟
-نعم، نحن أمام خيار تاريخي: إما أن نبني دولة مؤسسات قوية قائمة على العدالة
وتكافؤ الفرص، أو نستمر في الدوران داخل دائرة المحاصصة التي عطلت الدولة وأرهقت المواطن.
المستقبل يتوقف على وعي الشعب وجرأته في الاختيار. وأنا أؤمن أن العراقيين باتوا أكثر
وعياً من أي وقت مضى، وأكثر إصراراً على تجاوز تركة الماضي الثقيلة.
استعادة ثقة المواطن أولوية
ختمتم بقولكم: “لا نخشى قوة الخصوم، بل ضعف ثقة المواطن بجدوى صوته.. وهنا
يجب أن ننتصر للناس أولاً.” كيف نستعيد هذه الثقة؟
-الخطر الحقيقي الذي يهدد التجربة الديمقراطية في العراق ليس قوة الخصوم،
بل يأس المواطن من أن صوته يحدث فرقاً. لذلك، استعادة هذه الثقة يجب أن تكون الأولوية
القصوى. وهي لا تتحقق بالشعارات، بل بخطوات عملية: انتخابات نزيهة شفافة، برامج سياسية
واضحة قابلة للتنفيذ، ومحاسبة صارمة للفاسدين. حين يرى المواطن أثر صوته في واقعه،
ستعود ثقته وتُستعاد شرعية العملية الديمقراطية.
استعادة ثقة المواطن أولوية
ختمتم بقولكم: “لا نخشى قوة الخصوم، بل ضعف ثقة المواطن بجدوى صوته.. وهنا
يجب أن ننتصر للناس أولاً.” كيف نستعيد هذه الثقة؟
-الخطر الحقيقي هو فقدان ثقة الناس. استعادتها تحتاج إلى انتخابات نزيهة،
ووضوح برامج سياسية، ومحاسبة حقيقية للفاسدين. حين يرى المواطن أثر صوته في الواقع،
ستعود ثقته.
هكذا، لم يكن حوارنا مع منذر الميالي مجرد تبادل للأسئلة، بل كان نافذة
تطل على وعي وطني يريد أن يضع العراق على سكة الدولة العادلة. بين كلماته يتجلى أن
المستقبل لن يُمنح لنا هبة، بل نصنعه بأصواتنا ومواقفنا.
الميالي أكد أن كربلاء لا تزال قادرة على أن تكون منبع التفاهمات الوطنية،
وأن إرادة الشعب وحدها هي البوصلة التي لا تخطئ. ويبقى السؤال الذي نختم به للقارئ:
هل سنجعل من الانتخابات المقبلة جسراً نحو دولة المؤسسات، أم نسمح للمحاصصة
أن تعيدنا إلى الخلف؟
هنا نؤكد ان الأمر بيد الشعب، لأنه وحده يمتلك الشرعية، ووحده القادر على
أن يرسم ملامح عراق يليق بأبنائه وشهدائه.