21
نوفمبر
2017
من هم أشباه الإعلاميين؟.. وكيف سيطروا على القطاع في العراق؟
نشر منذ Nov 21 17 pm30 05:56 PM - عدد المشاهدات : 129

منذ الاحتلال الأميركي للعراق عام 2003 فوجئ الصحفي العراقي بأنة لم يعد قادرا على فعل شيء دون الالتفات إلى الخلف أو إلى جانبيه خوفا من رقيب. فرغم تمكن الكاتب والصحفي والإعلامي العراقي من الحصول على حصته كاملة في مجال حرية الرأي ترجمها ظهور العديد من المطبوعات والصحف والقنوات التلفزيونية المحطات الإذاعية. وصار بمقدور المثقف العراقي أن يطلق صوته ويشمر عن قلمه، ولكن رغم ذلك ظل هناك سؤالا ملحا حول ما إذا تم استغلال هذه الحرية الإعلامية بصورة صحيحة؟ وكانت الإجابة عنه على لسان بعض الصحفيين العراقيين.

الإعلامية مروة احمد المظفر بدأت حديثها بالتساؤل أين هو الإعلامي الآن؟ فهي ترى أن الإعلامي العراقي الحقيقي يأخذ دور المتفرج على الساحة الإعلامية التي ضمت أشباه الإعلاميين من الذين انتهزوا فرصة الاحتلال الأميركي لينضموا إلى جوقة (الحواسم) "وهكذا نشاهد يومياً الكثير من هذه النماذج التي باتت تشكل لنفسها ( أبهة ) فارغة".

أما بالنسبة لحرية الرأي فتعتقد المظفر أن التخبط السياسي الذي يعشه العراق قد انعكس على حرية الرأي، فأصبح الهامشيون (أشباه الإعلاميين) يتسيدون الساحة الإعلامية. ولهذا ما دام هؤلاء "يمسكون بالحقائب الفارغة والأقلام الجوفاء فإنه أصبح من العبث الحديث عن حرية الرأي لا سيما في ظل تراجع عدد الإعلاميين الشرفاء الذي كرسه وجود حكومة ضعيفة تخشى من النقد وتخاف فقدان كراسيها فقط ".

الصحافة الصفراء

أما الإعلامي حسين الجبوري فيرى أن بعض الأقلام استغلت الوضع المنفلت فانفلتت هي الأخرى "وصارت لا تجيد غير المهارات الكتابية"، مضيفا أن عدم تواجد مؤسسات رقابية إعلامية ساهم في خروج الصحافة الصفراء إلى الشارع العراقي الذي لم يعتد مثل هذا النوع من الصحافة المشبوهة والتي تعتمد على الفضائح في غذائها الذي تتناوله كمادة إعلامية ويتساءل "أين الجهات الرقابية على المطبوعات ؟"

الإعلامية وسن العبدلي تقول إن الإعلام رسالة كبيرة ومن لم يعتبره كذلك فانه لا ينتمي لعائلة للإعلاميين، وتأسف لانتهاج بعض الدخلاء على مهنة الصحافة التطبيل لجهات معينة على حساب معاناة المواطن، فضلا عن افتقارهم للخلفيات الثقافية التي تساعدهم على طرح موضوعاتهم، إلى جانب بعض الأسماء التي بنت نتاجها بالمتاجرة بقضايا على حد تعبيرها.

ومن جانبه دعا الصحفي علي الربيعي الوسط الإعلامي بمساحته العريضة للالتزام بأخلاق المهنة وعدم الخروج عن أهدافها ومساراتها الموجهة للمواطن العراقي.

ويشدد على "عدم الانجراف وراء الحضارات الغربية ومراعاة واقع المجتمع العراقي، فالحضارات التي يتكئ عليها البعض ممن يدعي الحداثة الكتابية، لا تمت لأخلاقنا بشيء، والحرية شيء ثمين لا يجب استغلاله في تمرير آراء وتطبيقات دخيلة على مجتمعنا العراقي الذي له خصوصية وتفرد، ونحن نعلم ومنذ بدء الخليقة أن هنالك رأي وهنالك رأي آخر، ولابد من احترام الآخر مهما كان رأيه، وحتى لو أبتعد عن المنطق بشيء، ولكن هذا لا يعني أن نقبل الرأي الهدام . وعموما فان الإعلام العراقي لا زال يراوح في مكانه ولم يصل مستوى الحرية الحقيقية".

 

سياسة تكميم الأفواه

أما الصحفية انتصار الميالي فقد اعتبرت أن الحرية الإعلامية متوفرة في العراق ولكن ليست بمستوى الطموح، "فهناك أخطار كبيرة تهدد الإعلاميين العراقيين، وسياسة تكميم الأفواه لا زالت تمارس من قبل بعض الجهات الظلامية".

ومن الناحية الأخلاقية، تجد الميالي أن هنالك من يسيء لمهنة الصحافة وخاصة أولئك الذين يواصلون امتهانها بطرق ملتوية وغير مقبولة مستغلين الظروف غير الطبيعية التي تمر بها البلاد ولتنفيذ مآربهم الشخصية، وتطالب بالتسريع في إصدار قانون يخص تنقية الإعلام والإعلاميين.

وأما الشاعر والصحفي حيدر عبد الخضر فيقول "إن على الإعلاميين طرح قضايا مجتمعاتهم دون التفاف على الهدف الأصيل وعليهم تقع مسؤولية إيصال الصوت إلى المسؤول مهما كان الثمن على أن يتكفل المسؤول بحفظ حرية الإعلامي والاستماع إليه، كونه (الإعلامي) هو صوت المواطن".

وبالنسبة للحرية الإعلامية فيعتقد أنها في متناول اليد تقريبا، لكنها حرية منقوصة وغير مفعلة، في ظل وجود من يستغلها بطرق غير مقبولة للوصول إلى أهداف وغايات لا علاقة لها برسالة الإعلام المقدسة .

في حين يقول الصحفي عمار سيف "لا زلنا نعيش زمن التخبط الثقافي، ومازال البعض لا يعرف ما هو المطلوب منه في هذه المرحلة الخطيرة التي يمر بها الوطن". ولهذا طغت البعض الأقلام اعتادت الهجومية بحجة الجرأة واستغلال حرية الرأي من دون الالتفات إلى المطلوب منا جميعا في هذا الوقت؟ على حد تعبيره.

ويعتقد أن هنالك من سعى إلى الهدم لا إلى البناء ووجه قلمه لخدمة مصالحه الشخصية على حساب الوطن والمواطن لذلك يطالب رؤساء تحرير جميع الصحف بإعادة وضع بعض الخطوط الحمر التي تتعلق بالمصالحة الوطنية العامة. وعدم السماح للبعض في الخوض بأمور تحتوي طائفية وتحزبية مقيتة.

 

المصدر: موقع ميدل ايست اون لاين


صور مرفقة






أخبار متعلقة
مشاركة الخبر
التعليق بالفيس بوك
التعليقات
استطلاع رأى

هل تتوقع أن تساهم التظاهرات بتحسين مستوى الخدمات

14 صوت - 67 %

0 صوت - 0 %

عدد الأصوات : 21

أخبار