|
24
نوفمبر
2018
|
جامعة الموصل تعود للحياة بعد "ظلام" تنظيم الدولة الإسلامية
نشر منذ Nov 24 18 am30 08:34 AM - عدد المشاهدات : 2835
|
تشهد جامعة الموصل العراقية عملية إعمار
لحرمها الجامعي ومرافقها بعد اجتيازها من "فترة مظلمة" عاشتها في ظل سيطرة
تنظيم ما يعرف بالدولة الإسلامية.
وكان التنظيم قد احتل الجامعة لأكثر من
عامين اخضعها خلالهما لحالة من الاضطهاد والإرهاب.
وما زالت هناك الكثير من الأعمال التي ينبغي
أن تنجز خاصة بعد تلك التجربة الصادمة، والدمار الذي خلفته المعارك في مدينة الموصل.
وقال أشرف رياض العلاف، الأستاذ المحاضر
بقسم اللغة الإنجليزية بالجامعة : "لا تزال المكتبة المركزية أشبه بقطعة فحم".
عودة الطلبة الإيزيديين
وقال العلاف إن الجامعة التي كانت يوما
ما من أكبر جامعات الشرق الأوسط احترقت و"دُمرت بالكامل" الأبنية الرئيسية
للإدارة فيها.
وأضاف أن أعمال رفع الركام ما زالت جارية
على الرغم من عودة الطلاب إلى الدراسة وبدء الأكاديميين إعادة بناء صلات مع المجتمع
الدولي.
وتشارك جامعة لانكستر البريطانية بخبراتها
وتكنولوجيا الإنترنت في إطار مشروع مع الأكاديميين العراقيين.
كما تنظم جامعة سانت أندروز "يوم تبرع
المكتبة" هذا الأسبوع، بغية شحن كتب إلى جامعة الموصل.
وكان أكثر من ثلاثة الآف كتاب قد شُحنت
في بداية هذا العام إلى الموصل، مع استمرار الجهود الداعمة لشحنة ثانية.
وأسس أكاديميون مشروع "جسر كتاب الموصل"
بغية المساعدة في تجديد مكتبة الموصل التي كانت تحتوي على مليون كتاب.
وقال العلاف "استغرق الأمر بعض الوقت،
غير أن ثقافة الجامعة بدأت تظهر ببطء".
وأضاف أن رؤية أبناء الأقليات، مثل الطلبة
المسيحيين والإيزيديين، إلى الجامعة بمثابة علامة تدعو إلى التفاؤل.
وقال :"مجرد وجودهم يعد موضع ترحيب
كبير"، حتى و إن كانوا يأتون إلى الجامعة ولا يعيشون في الموصل.
عهد الإرهاب
وكانت الجامعة، التي تعد ثاني أكبر جامعة
في العراق وتستوعب 30 ألف طالب، قد تعرضت لسيطرة الجماعة المتشددة لمدة من الزمن.
وقد يكون هناك عدد قليل من الجامعات التي
شهدت مثل هذه الأعمال الوحشية، مع إعادة صياغة مناهج ومعايير بشأن الأيدولوجية وجهود
حرب تنظيم الدولة الإسلامية.
ووصف الأكاديميون هذه الفترة بمناخ رعب،
إذ أُحرقت الكتب، وانتشر الجواسيس، ومُنع الحديث حول موضوعات مثل الأدب والفن، كما
تعرض الجميع للتهديد بعقوبات في حال الحديث عن مثل تلك الأمور.
أب وابنته يهربان من معركة شهدتها مدينة
الموصل العام الماضي
وقال العلاف إن أعضاء هيئة التدريس بالجامعة
الذين بقوا في الموصل "أُجبروا على الذهاب إلى العمل وكانوا يفعلون ذلك على مضض
خوفا على حياتهم".
وبعد تحرير الجامعة، تعرضت للدمار بسبب
الهجمات البرية والجوية.
وأضاف العلاف :"الطلاب وهيئة التدريس
سعداء بالعودة، وإن كان الخوف ما زال قائما".
وقال :"تراجع الشعور بالأمن والأمان،
ولن يعود مطلقا في ظل الجيل الحالي".
حالة الدمار التي طالت المدينة القديمة
في الموصل في نهاية فترة احتلال تنظيم الدولة الإسلامية
إحساس انعدام الأمن
ما زال الإرث النفسي الذي خلفته الحرب واحتلال
تنظيم الدولة الإسلامية يلقي بظلاله على المكان.
وقال العلاف إن الإحساس بانعدام الأمن تعمقت
جذوره، مضيفا أن ثمة مخاوف باقية من عودة الإرهاب وتفشي فساد ما بعد الحرب.
وأضاف :"التفاؤل ضعيف".
كما توجد مخاوف من أنه على الرغم من انتهاء
الصراع، قد لا يتوفر التزام كاف لدعم الجامعة وتزويدها بالمرافق الحديثة.
وقال العلاف :"نعم نشهد عملية تجديد
وإعادة بناء من الخارج، لكن ما زال يوجد نقص في المواد والموارد".
حولت حرب إعادة تحرير المدينة الجامعة إلى
ساحة معركة
وأضاف أن المرافق قديمة ويوجد نقص في الكتب
وأجهزة الكمبيوتر، ويجب توافر تدريب على طرق التدريس الحديثة والمناهج الحديثة للإدارة.
ويقول العلاف إن الجامعة تعد مكانا دوليا،
لكن الموصل عانت من الانعزال.
وأضاف : "تتوافر لدينا القدرات، لكننا
منقطعون عن العالم. كل ما نرغب فيه هو المواكبة".
بناء صلات
ويسعى العلاف إلى إعادة بناء قنوات اتصال
مع الأكاديميات الدولية، ولهذا الغرض يتعاون مع هيئة في جامعة لانكستر البريطانية.
وتساعد الجامعة البريطانية في دعم تدريس
علم اللغويات في الموصل، مع تقديم التوجيه للموظفين والطلاب عن طريق مؤتمرات تجرى عن
بعد، فضلا عن تقديم النصح والإرشاد لطلاب الدكتوراه وتنظيم دورات تدريب مجانية عن طريق
الإنترنت.
فرقة أوركسترا عزفت في حفل سلام أقيم في
الموصل الخريف الماضي
وقالت إيلينا سيمينو، الأستاذة في جامعة
لانكستر، إن الأكاديميين في جامعة الموصل "يعملون في ظروف لا يمكننا أن نتخيلها".
وأضافت :"تتحلى هيئة التدريس والطلاب
بروح المبادرة والحماس غير العادي، وسوف نبذل قصارى الجهود الممكنة لمساعدتهم".
وتشير بوادر إلى تعافي الجامعات العراقية،
بعد أن ظهرت جامعة بغداد ضمن ترتيب صحيفة التايمز للتعليم العالي والجامعي في العالم
للمرة الأولى في الخريف الماضي.
وقال العلاف إن الأكاديميين في العراق يحتاجون
إلى بناء جسور والحصول على دعم من الزملاء في الدول الأخرى.
وأضاف :"نحتاج إلى دعم أكاديمي، وأصبح
بناء صلات مع الجامعات في شتى أرجاء العالم شيئا ضروريا".
وقال :"تحتاج جامعة الموصل إلى دعم
منكم، حتى لو كان فقط كلمة مرحبا".