الميالي: توفير الطاقة الكهربائية واستقرار الأسواق، ومكافحة التطرّف في أولويات حكومة المحافظة

حاوره/ رئيس التحرير

تُعد محافظة كربلاء المقدسة واحدة من أبرز المدن التي تشهد مناسبات دينية كبرى، حيث تتوافد إليها ملايين الزائرين من داخل العراق وخارجه، خاصة خلال الزيارات المليونية والفعاليات الدينية المهمة. هذا الضغط الكبير يتطلب جهوداً استثنائية من قبل الحكومة المحلية لتأمين الخدمات الأساسية، مثل الطاقة الكهربائية، وإدارة الأسواق، ومكافحة الظواهر السلبية، بالإضافة إلى التصدي للتحديات الأمنية والفكرية. 

في هذا الإطار، أجرينا حواراً شاملاً مع النائب الأول لمحافظ كربلاء المقدسة، علي الميالي، الذي تحدث عن أبرز الاستعدادات والخطط التي يجري تنفيذها في المحافظة لضمان نجاح الزيارات المليونية القادمة، وتوفير الخدمات للمواطنين والزائرين، بالإضافة إلى الجهود المبذولة في مكافحة التطرّف وتأمين استقرار السوق خلال شهر رمضان المبارك. 

الميالي استعرض خلال الحوار تفاصيل هذه الجهود وأكد على أهمية العمل الجماعي والتعاون مع العتبات المقدسة لتحقيق أفضل النتائج، مشدداً على رسالة واضحة تهدف إلى خدمة كربلاء وأهلها وزائريها.

▪️ما هي أبرز التحضيرات التي تقومون بها استعداداً للزيارات المليونية القادمة، خاصة فيما يتعلق بقطاع الطاقة الكهربائية؟ 

-نحن في محافظة كربلاء المقدسة نولي أهمية كبيرة للتحضيرات الخاصة بالزيارات المليونية، نظراً لأعداد الزائرين الضخمة التي تتوافد من داخل وخارج العراق. في هذا الإطار، لهذا عقدنا سلسلة اجتماعات، منها اجتماع في العتبة الحسينية المقدسة وآخر في العتبة العباسية المقدسة، بحضور عدد من المسؤولين في قطاع الكهرباء، مثل معاون المدير العام لتوزيع كهرباء الفرات الأوسط المهندس ياسر شاكر ياسر، ومدير فرع توزيع كهرباء المحافظة المهندس جواد عبد الكاظم. 

ناقشنا في هذه الاجتماعات موضوع توزيع الطاقة الكهربائية على المواكب الحسينية بشكل عادل ومنظم لضمان استمرارية الخدمة. كما قررنا إنشاء 15 محطة كهربائية جديدة مخصصة للزيارة، وإعادة تأهيل المحطات القديمة الخاصة بالصيانة. بالإضافة إلى ذلك، سيتم إنشاء 36 محطة جديدة في المدينة القديمة، وهو أمر ضروري لتلبية احتياجات الزائرين المتزايدة. 

كما أكدنا خلال الاجتماعات على ضرورة العمل كفريق واحد بين المحافظة والعتبتين المقدستين لتحقيق أفضل النتائج وضمان نجاح الزيارة المليونية. 

▪️هل هناك تنسيق على مستوى الحكومة المركزية لتلبية احتياجات كربلاء من الطاقة؟ 

-بالتأكيد. عقدنا اجتماعاً موسعاً بحضور محافظ كربلاء المهندس نصيف جاسم الخطابي ومستشار رئيس الوزراء لشؤون الطاقة الكهربائية الأستاذ عادل كريم، بالإضافة إلى المديرين العامين للتوزيع والنقل والإنتاج في وزارة الكهرباء. 

تم خلال الاجتماع مناقشة احتياجات المحافظة المتزايدة من الطاقة الكهربائية، خاصة خلال الزيارات المليونية. توصلنا إلى اتفاق على زيادة حصة المحافظة من الطاقة، مع التأكيد على توفير مستلزمات نقل وتوزيع الطاقة بشكل استثنائي خلال هذه المناسبات. كما دعونا المواكب الحسينية إلى ترشيد استهلاك الكهرباء لضمان توفيرها بشكل مستدام. 

▪️نحن بشهر رمضان المبارك، كيف تتعاملون مع الأسواق وأسعار المواد الغذائية؟ 

-نحن نتابع هذا الملف عن كثب حيث قمت بزيارة مديرية مكافحة الجريمة المنظمة في المحافظة والتقيت بمديرها العميد مفيد فيصل عباس الفتلاوي. ناقشنا الإجراءات التي تقوم بها المديرية لمراقبة الأسواق التجارية وأسعار السلع الأساسية مثل المواد الغذائية والأسماك. 

هدفنا هو منع استغلال المواطنين من قبل ضعاف النفوس خلال الشهر الفضيل. وقد استعرضت المديرية نشاطاتها وجهودها لضبط الأسعار وتقديم أفضل الخدمات للمواطنين. هذه الجهود مستمرة لضمان استقرار السوق وحماية المستهلكين. 

▪️ما هي جهود المحافظة في مكافحة ظاهرة التطرّف العنيف المؤدي إلى الإرهاب؟ 

-كما تعلمون الدور الذي نأخذه على عاتقنا في هذا الملف على محمل الجد. بصفتي رئيس اللجنة الفرعية للحد من ظاهرة التطرّف العنيف المؤدي إلى الإرهاب في المحافظة، عقدنا الاجتماع الدوري للجنة بحضور جميع أعضائها. خلال الاجتماع، قمنا بمناقشة خطة عام 2025 والمصادقة عليها لرفعها إلى اللجنة الوطنية. 

كما رحبنا كذلك بانضمام الشيخ علي القرعاوي، مدير مركز بيّنة للأمن الفكري والثقافي التابع للعتبة الحسينية المقدسة، كعضو جديد في اللجنة من جانبنا اتفقنا على تنظيم ورش توعوية في جامعة كربلاء والجامعات الأهلية الأخرى، بالإضافة إلى ورش تدريبية للمختارين والعشائر الكربلائية الأصيلة.

بين إننا نخطط للاستفادة من صنّاع المحتوى الهادف لتنظيم مؤتمرات تفاعلية بالتنسيق مع القنوات الفضائية، بهدف نشر الوعي ومكافحة التطرّف في المحافظة. 

▪️كيف تقيمون مستوى التعاون بين المحافظة والعتبات المقدسة في تنفيذ هذه الخطط؟ 

-التعاون بيننا وبين العتبات المقدسة، سواء الحسينية أو العباسية، مثالي للغاية. الأمانة العامة للعتبتين تقدم دعماً كبيراً في كل الملفات، سواء في تنظيم الطاقة الكهربائية، أو في مجال الأمن الفكري، أو حتى في الجانب الخدمي خلال الزيارات المليونية. 

فنحن نعمل كفريق واحد، ونتشارك هدفاً واحداً ، وهو خدمة الزائرين وضمان سلامتهم وراحتهم. هذا التعاون هو السر وراء نجاح كربلاء في استقبال الملايين من الزائرين سنويًا. 

▪️ما هي رسالتكم للمواطنين والزائرين في هذه المرحلة؟ 

-رسالتي للمواطنين هي أن يتحلوا بالصبر والتعاون معنا، سواء من خلال ترشيد استهلاك الطاقة أو الالتزام بالقوانين والنظام خلال الزيارات المليونية. 

أما للزائرين الكرام، فنؤكد لهم أننا نعمل ليلاً ونهاراً لضمان راحتهم وسلامتهم، وندعوهم إلى الالتزام بتوجيهات الجهات المعنية والتعاون مع المواكب الحسينية والهيئات التنظيمية. 

كربلاء مدينة الجميع، ونحن نسعى لتكون زيارتهم تجربة روحية وخدمية مميزة. 

لا يسعنا إلا أن نثني على الجهود الكبيرة التي يبذلها ، النائب الأول لمحافظ كربلاء المقدسة علي الميالي، وفريقه المتكامل الذين يعملون ليلًاً ونهاراً لضمان راحة الزائرين والمواطنين على حد سواء. هذه الجهود تعكس التزاماً حقيقياً بخدمة كربلاء المقدسة ومكانتها الدينية والإنسانية.

من جانبه توجه الميالي بخالص الشكر والتقدير إلى كادر جريدة الإعلام العراقي على حرصهم المستمر في تغطية الأحداث المهمة ونقل الصورة الواقعية لجهود الحكومة المحلية. إن دور الإعلام في تسليط الضوء على هذه الإنجازات وتوثيقها يسهم بشكل كبير في تعزيز الشفافية وبث روح الثقة بين الحكومة والمجتمع. 

كما نتمنى لمحافظة كربلاء المقدسة مزيداً من التقدم والازدهار، ولجميع القائمين على خدمة زائريها ومواطنيها دوام التوفيق والنجاح.