19
اكتوبر
2018
الدكتور "مالك مجباس" يفتح قلبه في حوار خاص ويقول : [هدفي من الحياة رمي الحجارةَ في المياهِ الراكدة أعكر صفو الكسل الغافي ؛ وأزرع الشك في الجدرانِ الصلبة للجهل وحراسه !! ]
نشر منذ Oct 19 18 am31 08:08 AM - عدد المشاهدات : 3387

إنه الشاب العراقي الواعد صاحب الفكر الناضج والقلم الجريء ، خاض تجربته الفريدة من نوعها بتأليف روايتِه الأولى "الثُّقْبُ الرُّوحيّ" التي رسم فيها خطوط الدفاع الأولى لمدينة الموصل ضد الهجمة المتطرفة ، 

حاوره "خالد عبد الكريم"

·        عرفْنا بنفسِكَ أيها الشّابُ العراقي الواعد؟

ربما من أكثر الأمور صعوبة لدي أن أتحدث عن نفسي. سأقول: مالك، وهذا كافٍ بالنسبة لي .

·        لكل إنسان هدف واضح في الحياة ، ما هو هدفك ؟

هدفي في الحياة أن أرمي الحجارةَ في المياهِ الراكدة، أعكر صفو الكسل الغافي برقدته الدائمة!، عادة ما أردد مع نفسي: "ارمِ الحجارة ولا تلتفت للموجات، أمضِ إلى مناطقٍ نائمةٍ أخرى، اشعلْ الشموع إذا كنت قادرًا، لا تلتفت لأقوال الآخرين أيضًا، يكفي أنك مؤمن بما تقوم به". 

وظيفتي أن أزرع الشك في الجدرانِ الصلبة للجهل وحراسه، فيما يُعتقد أنه ثابت ولا يمكن التشكيك به، أريد إعادة خلق ما وجدناه وحسبنا أنه قائم وكفى به طوطمًا مقدسًا... أمنيتي أن أرى كل البشر يعيشون بسلامٍ وكُلّ بشري محترم ولا تسلب حقوقه ويهان بشتى الطرق المجحفة. رغم أني أعتقد أن هذه أمنية مستحيلة؛ لأني مؤمن أن الحياةَ ستبقى هكذا في ديالكتيكية مستمرة وعائدة من الخرابِ والاعمارِ والفسادِ والصلاح. وهذا ما يميزها ويختمها بصفتها: حياة بشرية! ...

·        كيف كانت نشأة الدكتور مالك في مراحل الطفولة المبكرة؟ وهل تأثرتَ بشخصٍ معين في طفولتِكَ؟

ولدت في الريف الميساني ونشأتُ فيه، لذلك أظن أنني منتمٍ إلى البقاع السومرية الأولى حيث الإله "أنكي" والناصورائيون أصحاب المياه العذبة والنقاء والبياض، منتمٍ إلى تلك الجذور الأولى ..

بالنسبة للشق الثاني من سؤالك: نعم، تأثرت "بعلي الوردي" كثيرًا منذ الطفولة، فقد قرأته بعد عمر ال 11أو ال 12 عام، بعد معرفتي القراءة والكتابة كوني لم أدخل المدرسة بوقتها المحدد.  أن الوردي هو البوابة التي دخلت منها إلى الحياة بصورة خاصة وبشكلها الأوسع فيما بعد. قرأتُ كل مؤلفاته في سن المراهقة قبل أن أنتقل إلى مستوياتٍ أكثر تعقيدًا في عوالم الفكر والمجتمع البشري المتنوع .

·        ما أهم المراحل التي واجهتُها بعقليتِك المتمردة على الواقعِ؟ وكيف حققتَ الكثيرَ من النجاحاتِ بأسلوبِكَ الفكري والثقافي المميز؟

الاصطدام مع الواقع لابد منه، لكن قبله يجب أن تصطدم مع ذاتك، نعم، يجب أن تتغير من الداخل، تغير نفسك، ثم عندما تصبح قادرًا على معرفة جزء ضئيل من شخصيتك يمكنك أن تواجه الواقع ، لم أحقق النجاحات التي أود، ما زلتُ في البداية، لكنني أسير بخطى ثابتة، أخطط لكل شيء "بالورقة والقلم" والجداول الزمنية والخرائط الذهنية، توقعاتي لا تخطئ وحساباتي دقيقة، لذلك أنا مؤمن بنفسي وقدراتي، نرجسي في نظرتي لذاتي، ثقتي بـِ"مالك" كبيرة ومطلقة. 

·        أين تكمنُ قوةُ الدكتور مالك؟ وهل أنت خائفٌ من المجهول؟

قوتي -كما ذكرت لك-تكمن في ثقتي بنفسي وإيماني بها، في أني أسير بخطى ثابتة، أخطط لكُلِّ شيء ولا أترك للصدفةِ مجالًا إلا اليسير. أؤمن أن أدوات النجاح مهمة جدًا، علينا أن نهيئ كل ما نحتاجه في رحلةِ الوصول إلى أهدافنا ثم ننطلق بلا توقف، سنجتاز كل العراقيل بصلابةٍ ونحقق ما نطمح إليه.

للجزء الثاني من السؤال: هنالك جوابان؛ فلربما يجيبك مالك الواقعي المخطط والعقلاني: بـِ: لا، لا أخشى المجهول؛ كوني وأثق مما أفعل ولا يهمني ما سيأتي مادامت دفاعاتي متينة ورصينة. أمّا "مالك" غير الواقعي أو ما أسميه "جزئي المجنون" (لأني أعتقد أن لكل منا جزء مجنون يجعلنا نعيش بطيش في كثير من الأحيان) فلربما يجيب: نعم، أخشى المجهول، أرى الحياة تسير بلا مقود، بلا نقاط إسناد، تخيل لي أنها موحشة ومخيفة في أغلب اجزائها!! وربما العكس!!

·        أعلم بأنك قارئ نهم وستصبح موسوعي يومًا ما، في أي سنٍ بدأتَ بالقراءةِ؟ وما هو أولُ كتابٍ قرأتُه وأثر فيك فعلياً؟

نعم، أنا أقرأ كثيرًا، كما أخبرتك بدأت قراءة مؤلفات الدكتور "علي الوردي" منذ الطفولة، كان كتاب "شخصية الفرد العراقي" ثم جميع مؤلفاته، وهكذا بدأتِ الرحلة حتى دخلتُ عالم الفلسفة وعلم النفس والآداب والشعر والفنون وسواها.

أنا مهتم بعلم النفس والتحليل النفسي؛ ولي في هذا المجال ما أعتقد أنه "اطلاع جيد"، أميل إلى طروحات من جاء بعد فرويد أو ما يسمون بـِ"اليسار الفرويدي"، منهم: كارل يونع، وكرن هورني وإريك فروم والفرنسي جان لاكان والمدرسة الإنجليزية ميلاني كلاين وغيرهم... اعتبر فرويد من الأشخاص الذين قلبوا تاريخ البشرية وغرسوا في ضميرها مصباح كبير كشف من العتمةِ والظل الكثير ، فرويد، آثر بي كثيرًا تناقشتُ معه، جادلته أيضًا، قرأتُ جل مؤلفاته المهمة وأعدت أجزاءً منها أكثر من مرة.

كثير من الكتاب والأدباء شاركوا في نمو شخصيتي الحالية، كم كبير من الكتب أعتقد أنها صنعت أجزاء مهمة مني، ربما يمكنني تذكر منها: أغلب مؤلفات شكسبير، دستويفسكي،  ليو تولستوي، ماركيز، دي ساد، ساراموغو.... إلخ   كثير من الفلاسفة كان لهم تأثير مباشر علي، من سقراط وهيرقليطس وافلاطون وابيقور وزرادشت وليس انتهاء بشوبنهاور والمعلم نيتشه.

 

·        هل لكَ عالمٌ خاص عندما تقرأ؟  كيف يمكنُك التوفيق بين أوقات القراءة الثقافية ودراسة الطب؟ وما هي الأوقات التي تستمتعُ بها ولا تتنازلُ عنها دائما؟

أقرأ عادة في الليل، ولابد من السهر، أقضي جل وقتي في القراءة، بإمكانك القول إنني مدمن قراءة وكتب!! إلا أن دراسة الطب لا تسمح بالكثير، فهي دراسة صعبة وتتطلب متابعة وجد واجتهاد، وأرى أنها تستحق، لكني بعد عناء توصلت إلى حل الشيفرة التي من خلالها يمكنني التوفيق بين الاثنين، وهذا ما أعمل عليه ووفقه حالياً. 

أقرأ أكثر من كتاب في ذات الوقت، وعلى أنغام الموسيقى أكون أكثر تركيزًا ووعيًا، وربما تستغرب إذا قلت لك أستمع إلى الأغاني واقرأ في أحيان كثيرة!! استمع لكاظم الساهر، إلى الموسيقى الكلاسيكية، إلى موسيقى الشعوب البدائية أيضاً.

·        الدكتور مالك ليس قارئاً فقط بل هو كاتبٌ شجاعٌ وشاعرٌ بارع، حدثني أكثر عن هذه الموهبة الشعرية وكيف دخلتَ عالمَ الكتابة حتى بدأتَ التأليفَ والنّشرَ لروايتِكَ الأولى؟

بالحقيقة لدي ديوان شعري كتبته منذ سنوات عدة، لكني لا أفكر بنشره، أعتقد أن وقته لم يحن بعد، لدي مشروعات يجب متابعتها أولًا. أما بالنسبة لفن الرواية فأني أجد نفسي فيه ومعه أكثر، أحبه وأشعر أنني أنتمي إليه. صدرت لي رواية "الثُّقْبُ الرُّوحيّ" في بغداد، وأظن أنها بداية جيدة لمخطط من سرديات متتالية أعمل عليها بجد وفق مخطط زماني مرسوم بدقة.

·        بين ميسان والموصل وديالى ثم فرنسا ولبنان وصولاً الى أستراليا؛ دارتْ أحداثُ روايتِك الجريئة "الثُّقْبُ الرُّوحيّ" ، حدثني أكثر عن تجربتِك الفريدة من نوعِها في السّردِ لهذا العمل المتجدد؟ وكم من الوقتِ والجهد بذلتَ لإنتاجِ هكذا عمل؟

الثقب الروحي هي محصلة لجهود وقراءات ومعرفتي التي اكتسبتها خلال سنوات، وضعت ثمرتها النهائية في أولى تجاربي السردية، ومن خلال عمل "لتسعة أشهر" أصبحت على شكلها الحالي، وهي اللبنة الأولى في مخطط السرد لدي، والذي أتمنى اتمامه كما مرسوم له. كانت أيضًا وسيلة دفاع عن مدينة الموصل العراقية التي اغتصبتها عصابات الدين المنحرف، فأول الأسطر كُتبت عنها، وبمساعدة كثير من الصديقات والأصدقاء الموصليين قمنا بخطوة دفاعية من أجل الصوت الذي كان مغيبًا.

لا أريد الحديث عن البناء السردي أو المنحى الجمالي ضمن النص، أعتقد هذا من شأن النقاد، وربما لنا مناسبات أخرى لمناقشة أسرار الرواية.

·         لماذا اخترت (الثقب الروحي) إسما غريبا لروايتِكَ ؟

الثقب الروحي كما جاء في مقدمة الرواية: (الثُّقْبُ الرُّوحي: نافذة الخلاص، مسكن الروح الأزلي، كوة في الجدار الذي يفصل العوالم، طريق يخترق الحدود ويوصل المنقطعات، لا تحكمه شروط الزمكان، وتتوحد عنده جميع المظاهر المتكاثرة. هو السبيل الذي يحمل صيرورة الكون المتغيرة، لكنه ساكن، ثابت، ومن هنا تأتي عظمته؛ فهو البساط الخفي الذي يحملنا إلى الطاقة الكونية الخيّرة، إلى الحقيقةِ المطلقة. هو الامتداد بلا نهاية، هو البداية، هو النهاية والعودة، الذي يكسر ثنائية الكون، لكنه دائم البياض، يحيا بالنقاءِ والبهاءِ الحي الصافي).

وهذا المعنى طبعًا يحتاج إلى توضيح أكثر لا مجال لشرحه هنا، لكن أترك إكتشافه للقراء والنقاد .

على أمل أن يكتشفون ذلك بأنفسهم.

*  أسئلة وأجوبة سريعة

● لو لم يكن الدكتور مالك طبيباً ماذا يفضل أن يكون؟

خيارات عدة: لربما: الفلسفة وعلم الاجتماع، الموسيقى، ولربما الفيزياء!!

● ماذا يعني لك النجاح؟ وبماذا تصفُ الفشل؟

النجاح أن أحقق الخطوة التي تضيف شيئًا جديدًا إلى الكون... الفشل ألّا أحقق ذلك.

● هل أنت مؤمنُ بالتغييرِ من خلالِ القلم؟ وكم سنحتاجُ من الوقتَ والجهدَ لكي يحدثَ التغييرُ في مجتمعِنا العراقي؟

نعم، أنا مؤمن بوظيفة الكتابة، مؤمن وكلي ثقة أننا ممكن أن نصنع التغيير من خلال عدة أوجه ، ومن ضمنها الكتابة والقلم. أعتقد أن التغيير الحقيقي في أي مجتمع يكمن في التحول العميق في ذهنية الأفراد، تغيير مفاهيمهم بوعي يضرب أساس المقدس الذي يجثم على صدورهم، وهذا يحتاج إلى تضحيات معنوية ومادية كبيرة ، إلى نُخب تُضحي من أجل التنوير وبناء الحضارة من خلال العلم وليس بغيره، يجب أن يتحول الدين إلى حالته الفردية بين الإنسان ورمز معتقده "الله"، وأن نهتم بالتعليم الصحيح وما وصل إليه العالم المتقدم والحضارة البشرية.

أما آن لنا أن نفكر بالنهضة الحقيقة؟!!

● هل تشعرُ بالمللِ وأنت تكتبُ عن المأساةِ والحروب الدموية في العراق؟ وكيف حققتَ التوازنَ بين الخيرِ والشرِ داخل روايتك الأخيرة؟

على العكس تمامًا، أشعر أن الكتابة هي العلاج الناجع لكل هذا الضجيج والخراب الذي يحيطنا، ما يمر به بلدنا محزن ومأساوي، يدفع كل منا إلى أن يرفع صوته، ولابد لنا أن نقول موقفنا بشجاعةٍ على الأقل.

لستُ بحاجةٍ إلى تقرير توازن الخير والشر أو قياس رجحان كفة أي منهما؛ أنا أكتب عن الحياة بكل ما تحمل من بهارج ومخارز وزهور وأشواك ونبيذ ودم..

● صفْ لي شعورَك وانت تكتبُ؟ ثم صفْ لي شعورَك وانت تقرأُ ما كتبتُه مجدداً؟

أشعر بالمتعة الحقيقية أثناء الكتابة، أشعر بالحياة تدب بين أناملي وتصعد إلى دماغي وخلاياي؛ لأني أتخلص من أثقال وهموم أجمعها من خلال وجوه الناس وأصواتهم وهم يسيرون في يومياتهم ...

لا أحبّ مراجعة وقراءة ما أكتب، لكن لابد من تنقيح النص وقراءته مجددًا ولأكثر من مرة..

● من يسكنُ قلب الدكتور مالك؟ وبماذا تصفُ المرأة؟ وهل أنت مؤمنٌ بدورِ المرأةِ في مجتمعِنا اليوم؟

أنا كائن مسكون بالحبّ، قلبي مليء بالحبّ، وكم تراني أجاهد من أجلِ طرد أيّة نقطة كراهية أو حقد قد تباغتني وتتسلل إلى مشاعري في لحظةِ غضبٍ أو ردةِ فعلٍ هوجاء.

المرأة كائن جميل مثل وردة أو لحن موسيقي عذب. أنا شخصيًا مدين إلى المرأة كثيرًا... لكن لابد من المطالبة والعمل على تحقيق المساواة، لأننا مازلنا بحاجةٍ إلى أشواطٍ طويلةٍ علينا قطعها في هذا المضمار. 

● بماذا تنصحُ الشباب؟ وما هي السلبيةُ الكبرى برأيك في شباب اليوم؟

أنصحهم بالقراءة الواعية.

لا أحبذ تعديد السلبيات كما يفعل الناقمون ومريدو الماضي التليد، لكننا بحاجة إلى رجة توعوية تشمل الجميع، تحيي فينا نهضة  نعم، لا تستغرب يا صديقي، نحن بحاجة إلى صحوة، فالعالم يسير ونحن مُتَلفّعون بنومةِ الفجر والظهيرة بينما الذباب يتجمع على رؤوسنا وعلى أكوام مخلفاتنا البيولوجية التي تشير إلى أننا نعيش بلا حياة! ...

● ماهو رأي الدكتور مالك في الأحداثِ السياسية التي واجهها الشعب العراقي مؤخراً؟ وهل تعتقدُ بأن الإنسانيةَ انصفتنا كشعبٍ عُصفَ به الإرهابُ العالمي وحيداً؟

أنا في حالةِ يأس من هذه المجموعة من مشتغلي السياسة الذين يسيطرون على مقدرات بلدنا. هؤلاء سراق ولصوص ولا مجال لإصلاحهم، يجب ابعادهم ومحاسبتهم على كل ما فعلوه من جرائم وشروع بجرائم، الجميع دون استثناء يجب محاسبتهم، من رجال دين دسوا أنوفهم بالمناصب والامتيازات والأموال إلى لصوص السياسة القذرين. المجمع البشري (أو ما يسمى الدولي) كل دولة فيه تبحث عن مصالحها وتوسيع نفوذها، لذلك هم جزء من اشعال نار الحروب في أرضنا، ولا يكفي أن نلومهم، بل الواجب أن نمنعهم من ذلك...

·        كلمة أخيرة تحبُّ أن توجهها في ختام ِهذا الحوار المميز ؟

بداية اشكر جنابك المحترم على هذا الحوار الجميل واتمنى لك التوفيق والنجاح في مجال عملك . رسالتي إلى الذين يتصورن أنفسهم أربابًا في الأرض: "دعوا الناس تحلم وترى أحلامها أمامها، دعوهم يتنفسون الأوكسجين ولا شأن لكم بمقدراتهم الأوكسجينية، ما أنتم إلاّ نكرات ضمن القطيع البشري الواسع، فلا ما تريدون هو الحقيقة ولا صفاتكم البشرية الضعيفة تسمح لكم بذلك، لستم أولياء على أحد ولا أحد عبد لكم... كفى استغلالًا وطمعًا ونشرًا لفجيعةِ الجهل والتجهيل".


صور مرفقة






أخبار متعلقة
مشاركة الخبر
التعليق بالفيس بوك
التعليقات
استطلاع رأى

هل تتوقع أن تساهم التظاهرات بتحسين مستوى الخدمات

14 صوت - 67 %

0 صوت - 0 %

عدد الأصوات : 21

أخبار