9
نوفمبر
2017
جنون حب الحسين عليه السلام عقلا..
نشر منذ Nov 09 17 pm30 08:26 PM - عدد المشاهدات : 2010

بقلم/ عبد الجبار الحمدي

مذ خلق الله سبحانه وتعالى السموات والارض كان للانوار الخمسة الطاهرة المطهرة شانا عنده، حين كان قد خلقهم في عالم الذر قبل نشأة كل شيء لغرض هو اعلم به... وما ختم الله رسالته بسيد الاكوان صلوات الله وسلامه علية محمدا بن عبد الله إلا ان يجعل منه آية تحمل في عبق سيرته ورسالته آيات تجلت نجوما في بيئة احيطت بظلمة الكفر والظلم والحقد والسعي وراء الملك، حتى جعلهم اقطاب الجذب الإلهي للحق والخط الرباني، فعقد العروة الوثقى التي لا انفصام بعدها بقرأنه ومحمد  والائمة الاطهار... ودون الخوض بما يحمله الائمة الاطهار من نِعَمٍ سواء كانت علمية او فقهية او غيبية اوحى بها اليهم، فَهُم دون أي شك المتاريس التي تصد عن الانسان المؤمن الذي يمتلك العقل درعا عن لهيب جهنم ... ولعل ما يتمثل به المذهب الشيعي الجعفري دون غيره من المذاهب الاخرى جنونا في حب محمد وآل بيته صلوات الله عليه وعليهم فاق حد التصور، فبات ضربا من اللامعقول بعد ان وصفة الكثير ممن غاضهم الحق في ان يكون حقا معلنا من تلك المذاهب المتطرفة إلى انهم لم يستطيعوا الفهم والعلاقة الوثيقة بين اهل المذهب والحسين، سوى ان يسخروا فكل اكاذيبهم واحقادهم في الطعن ووصف مجانين محمد وآل محمد بالكثير من الصفات التي لا يقبلها منطق ومحاربة ظاهرة التشيع التي رست بمراكبها في الكثير من موانيء العالم ليشهدوا أن لا إله إلا الله وأن محمد رسول الله وأن عليا هو ولي الله ...تلك الولاية التي اعطاها الله إليه تفضلا منه الى وصي رسوله الكريم رغم تخوف الرسول من ردة المحيطين ممن حولة وقد امره الله ان يبلغ وإلا ما بلغ رسالته، فكانت الولاية بغدير خم التي اعلنها الرسول صلى الله عليه وآله وسلم بأن عليا هو مولى المؤمنين والمؤمنات.... لكن لله الامر من قبل ومن بعد في تقلبات البشر واهواء الذين ردتهم عن الصراط المستقيم دنيا زائلة وملك فاني... فكان لابد ان تكون لله من وقفة تكون نقطة التحول في مسيرة قافلة الانبياء والدين الذي اختار ان يكون آخر الاديان والرسالات...

جاء الحسين الى الدنيا وهو يحمل بداخلة مكنون خلقه منذ الازل وهو في عالم الذر ليجسده برصانة العبد المطيع لإرادة الله في التضحية بنفسه وأهل بيته والصحبة المنتخبة من الله ... تلكم النخبة التي فازت بالحياة جنة الى ابد الآبدين حبا في الله وبمحمد وآل بيته وحبا في سبط الرسول الذي كان يعلن حبه له في اي محفل ودموع عيناه الطاهرة تشهد انه القربان الى الله لثبات الدين المحمدي... ولا احد ينكر ابدا ماردده الرسول الاعظم حين قال في أكثر من مشهد ( حسين مني وأنا من حسين)  كأنه اراد لأولي الألباب ان يعوا ويعقلوا مدى شأن الحسين عند الله سبحانه وتعالى بعد ان سمى محمد حبيب الله وذاك يعني ان الحسين هو ايضا حبيبا الى الله وقد خصه بهذه التضحية ليَخلد ويُخَلد الهدف الأسمى الذي اراد الله في جعل الدين الذي وصل الى  مفترق طرق لابد ان يكون هناك نقطة تحول إلهية آدمية تكون بمستوى تفكير العقل البشري ولم يردها خارقة كما فعل في الكثير من الأمم السابقة اصحاب المدن والقرى التي خسف وعصف بها الارض او انزل عليها كسفا من السماء.... حكمة  منه في سر البقاء الى يوم القيامة..

إن الله أراد للحسين ان يكون الذبح الطاهر والعظيم لتتركز قضية البشرية التي كانت منذ الخليقة في ان الانسان ظالم لنفسه ... ولا اريد ان اخوض بتفاصيل لماذا ؟؟؟ وكيف ؟؟؟ وما هي الاسباب؟؟؟ كون الله قادر على كل شيء لكنها رسالة قد قالها في بداية الخلق لملائكته حين سالهم وقال عز من قائل بسم الله الرحمن الرحيم ( اني جاعل في الارض خليفة )... ولعل ردهم لجلالته بما قُدر لهم معرفته وقد انهي الحوار قائلا: ( أني اعلم ما لا تعلمون ) هنا تكمن القدرة الإلهية والغيبية والغرض من خلق السموات والارض بعد أن بَيَن للرسول محمد صلى الله عليه وآله وسلم عن لسان جبريل عليه السلام ما خلقت سماء مبنية وارضا مدحية إلا لأجل هؤلاء الانوار الطاهرة المطهرة ( من حديث الكساء ) مكرمة لا يعلمها إلا من كان بمنزلة الانبياء والاوصياء والأولياء...

لماذا حب الحسين بن علي عليهما السلام  يتحول في ذكرى استشهاده الى جنون يحملة الانسان الجعفري الشيعي حتى يفقد به الشعور ليحيا كربلاء بطريقته الخاصة تلك الطريقة التي لا يحسده عليها إلا من لم يجربها وينكرها ويضرب بها وبشعائرها وينعتها بالكفر الى الله سبحانه وتعالى ويكيل لاصحاب المذهب السب والشتم والكلام الموجع... ومع كل ما يدور حوله من تكفير وقتل وترهيب إلا ان حب الحسين في ذكرى واقعة الطف واربعينيته يزداد ثقل جنون محبي الحسين إليها فتخط الاقدام سيرا لايام طوال تكاد تكون متصلة من كل شبر في الارض العراقية والعربية والاقليمية والعالمية الى كربلاء دون هوادة... فلا تنفك مسيرة الحسين ترسم بدماء من يتساقط على الطريق ... طريق الشهادة رغم محاولات الكثير من الايادي لتشويه الشعائر الحسينية بما يدفع مجانين الحسين حبا فيه وحرقة على ذبحه واخيه العباس عليهما السلام ذاك الاسد الضرغام الذي جسد اروع واسمى صورة للتضحية والعطاء بالنفس والنفيس والكرامة... فجوده على نفسه فاق الزمن والسِير التي ذكرت بعد ان رفض شرب الماء رغم وروده علي نهر الفرات... أبت تربيته وعقيدته ورجولته وحبه ان يتذوق ما حُرم منه اخيه وبنات بيت النبوة  وصحبتهم بسبب سفهاء اجلاف اصحاب الدنيا والمال ...

 

فعزف لحن الغضب واقعا على الطف تضحية بروحه فداء لابي عبد الله الحسين عليهم السلام فكان الوتر الذي كسر قوس الحسين بعد ان قُطِع حتى قال سلام الله عليه حين مصرع ابا الفضل العباس الآن انكسر ظهري... صور وعبر لا يمكن للعاقل الذي يحب الله ومحمد ويؤمن بالرسالات ان يغض الطرف عن هذه الصورة وما القصد من تجسيدها برضى الله وقانونه ان تكون على اهل بيت النبوة وقتل سبط الرسول....و عليه اي المغاير والمتقلب الاهواء والذي يطعن بآل بيت الرسول وآل الحسين ان يسأل لم جعل الله قتل الحسين بهذه البشاعة والجبروت، هل اراد به غرضا يدركه الكثير ممن جهروا بالاسلام دون الايمان؟ اي رياء فقط لدرء الموت وطمعا بالتقرب من الملك والحفاظ على هيبة الكفر وعبد اللات والعزة...

ولعلنا لو رجعا الى الكثير من السير والكتابات لعلما ان الله حين يحب عبدا يبتليه فما بالك عبدا احبه الله وجعله حبيبا اسوة بمحمد عليهم الصلاة والسلام...

هاجس يدور بخلد كل شيعي لماذا حب الحسين يبلغ الى حد الجنون؟؟؟ لماذا الطفل الشيعي ينبت بداخله قبل ان يبدأ قلبه نبضا بدقات اسم الحسين لخرج باكيا على مصيبة الحسين .. اما اذا قال احدم كل الاطفال تولد باكية؟ ... فأقول: نعم إنها تبكي الحسين ايضا كونها ترى الصورة الحقيقية لواقعة الطف قبل ان يتلوث فكرها وخلايا دماغها بالدين الممنهج حقدا على ال بيت النبوة.......

كما قد يسأل سائل بعقل راجع .. لماذا الحقد والكره الى علي بن ابي طالب عليه السلام؟ والذي انتقل بدورة الى سيدة نساء العالمين عليها السلام ومنه الى سيدا شباب الجنة الحسن والحسين ومن ثم الى ذريتهم الائمة الاطهار ومن تابعيهم حتى ان صار قتلهم والتمثيل بمحبيهم رفعة وسمو بالدنيا وسمو ورفعة في الاخرة حيث اعلى مرتبة في جهنم مقلوبة رأسا على عقب...

جدير بكل الذي يشككون بحب شيعة محمد وال محمد وحب الحسين وال بيته ان يفهموا ان الله يخلق الانسان وقد اختاره ان يكون من محبي الحسين او لا ... قد يتصف العديد من اصحاب المذهب الشيعي بالكثير من الغرابة وهذا يعود الى الايدي الخفية التي تشيعت واراد ان تلبس المذهب عباءة مرقعة لتغير من هيبة وحرمة من يرتديها وهذا لا اجد فيه اي غرابة ... فقوم قاموا بقتل سبط الرسول بعد ان سخط الله عليهم واختارهم وقودا لجهنم في صحراء حارقة الرمال باعداد وعدة قد فاقها غل لم يكونوا يدركوا مكنونه إلا حين قُتِلَ الحسين عليه السلام وبكت من اجله الملائكة والسماوات والارض واهتزت فرائص الناموس البشري حتى آدم وبكى هو والانبياء ...

عشق الحسن جنونا بدموع لا يمكن ان تبكيها السماوات والارض فحرقتها لا يعرفها إلا من أحب الحسين بجنون عقائدي شيعي جعفري...فحب محمد وآل محمد سار من الله هبة الى محبيهم ... والمؤمنين بصفوتهم التي خصها الله لهم وميزهم وخِصالهم عن الآخرين ممن خلقهم... ان كلمة الشيعة تبقى عالية بحب الحسين وان شابها المغرضين، فدم الحسين شعيرة على كل محب ان يصطبغ بها ويتوضأ مصليا ساجدا لله ان يقبله في جنته لحبه لسبط الرسول وطريقه وان يتبعه شفاعة الى اي مرتبة في الجنة والحياة الاخرى... نعم ان نحر الحسين وذِبحه العظيم هما محراب النجاة من العقاب والعذاب تجسيدا للرسالة المحمدية وإيمانا بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر والقدر خيره وشره... وهنا بين الله ان القدر فيه الخير والشر لذا فمن كان مع الحسين هو الخير الذي اختاره، ومن تنحى عن الصراط المستقيم قد اختار طريق الشر... فلا نجاة من جهنم إلا بسفينة النجاة....إن الخلود تبسم فرحا حين ارتبط ذكره بالحسين الخالد الى الابد ....

اتمنى على الله ان لا يحرمني ويحرم كل محبي الحسين من ذرف الدموع على مصيبة ابا عبد الله وال بيته ... ليتجدد الجرح دوما لنبكي على مصيبتنا وخيبة املنا في كوننا لم نكن من اصحاب الحسين عليه السلام...

لكن ومع ذلك فبالإمكان ان نكون من اصحابه بالسير على خطى مارسمه تضحية غاية في العطاء لاحياء دين جده محمد صلى الله عليه وآله وسلم ليكون البوابة الى طريق الله المختصر نحو الخلود مع الراغبين جودا بأنفسهم وما ملكت ايديهم بظهور سيدنا ومولان الامام الغائب المنتظر عليه السلام ( اللهم عجل فرجه وسهل مخرجة ) ولتكن مسيرة الملايين التي يقف العالم لها هيبة سواء كفرة كانوا ام اي مذهب وطائفة استغرابا بالعبق الحسيني الممتد منذ آلاف السنين حتى تقوم الساعة... فليكتبنا الله من محبي الحسين بين علي عليهما السلام عقلاء مجانين في حب الحسين.


صور مرفقة






أخبار متعلقة
مشاركة الخبر
التعليق بالفيس بوك
التعليقات
استطلاع رأى

هل تتوقع أن تساهم التظاهرات بتحسين مستوى الخدمات

14 صوت - 67 %

0 صوت - 0 %

عدد الأصوات : 21

أخبار